رسائل لا تعرف الخجل (3)
إلى الشوارع المزدحمة
أيـتها الأحراش المكـتظة
بالأفاكـين وأبنـاء الليل
ما عدت الحمل الـبريّ السـاذج
أركض .. تقـطر عيـناي براءة طفل
كنت قديما ...
أحتضن الأرض كما يحتضن الزوج خليلته
وأنام بملء جفوني ..
ليس يؤرقني
إلا الشوق الصارخ في العينين يجرجرني
للذة رغم الإنهاك
لكني الآن .. إذا جن الليل
أضم الأرض كمحتال ضم عشيقة
أرقب هـمس الريح وأنات الطرق المعوجة
أصقل كل حواس الإدراك خوفا من مقدم خازنها الأحمق
يغتال الحلم ويصلبني
فوق الجدران
أيتها الأحراش المكتظة بالعقبان
ما عدا الحمل البريّ الوادع يرقد في اطمـئنان
حين رأيتك أول مرة
خلتك جنة حب وأمان
أشجارك خضراء تبسط كفيها
للزائر تلقيه على نهديها
تغمره بالقبل المعـسولة والدفء
لكني حين تجولت بأعماقك
أبصرت القبح .. الذعر .. السوء
فجميع المعتنقين لدين الكره بمجتمع الآفات
أيتها الأحراش المكتظة بالحيات
من هذا اليوم..
سأغفو مفتوح الحدقات
** ** **
** ** **
1987
ويتبع >>>>>>: رسائل لا تعرف الخجل(5)
واقرأ أيضا:
معراج التحول والأبدية / لو / قصيدة هاربة من الميدان / خواطر ليلة أرق / ترنيمة سكران بحبك / جرح / من مخطوطات ملك قديم / قراءة في صحيفة الآتي