(1)
قديس
أعبد تمثالا من حجر وحديد
أفتح حمص كل مساء
بين يديه
أعصر قبحا وصديد
وقبيح هذا الإحساس المر بأن الموت يجيء إلينا دون استئذان.
حين يكون الإنسان على مائدة الفجر يضيء شموعا لليوم
القادم فجأة ـ ينقض عليه الشبح الأسود يخنق هذا الحلم
الوردي ويسقطه محموماـ يتراقص فوق الشوك المسنون
المنثور على قارعة الشاعر ـ والبوابات المقفولة في وجه
المارة للمدن المرسومة في كتب الأحلام الخضراء.. تتواصل
كل خواطرنا في تلك اللحظةـ تصبح أشرطة العمر رسالة
حب وجراح.
هذا الموت يجيء إلينا دون استئذان
هذا الموت يجيء إلينا آلاف المرات
كل مساء
كل صباح
** **
(2)
وثني
أعبد حلما .. وإلها ..
يعرفني ـ أعرفه ـ ألقاه على مأدبة الإفطار يبادلني القول
لسانا بلسان ـ ونناقش في مرح آخر أخبار الجيران ـ
وحكاية ابنتهم ذات الشعر المعقوص الأطراف المجنون
الخصلات ـ ويشير علي بما أفعل في قلبي حين يحيل سريري
أشواكا ولهيبا ـ وأمد يدي لأصافحه عند التوديع
هذا الرب صديقي
وثني ..
أعبد تمثالا من حب وزبيب
أفتح قلبي كل مساء
بين يديه
أعصر شعرا ونسيب
** **
واقرأ أيضا :
حلم / جرح / من مخطوطات ملك قديم / قراءة في صحيفة الآتي / اخترت لي الموت / مريم لا ترثي وليدها