كرّاسةً للصمتِ والكلماتِ كانت
وجهُها الصبحُ
ابتداءُ الحلمِ
يبدأ قطرةً
ويسيلُ
نهرً
صوتُه
الزمنُ الذي سيجيءُ أشعارا وأحلاما
وأوطانا
وعمرا واسعا
والخطوُ خيلٌ
والعيونُ مدى
وكانت تبدأ اليومَ الجديدَ السمت
بالضحك المندِّي
وافتتاح النهر والطرقاتِ
والطيرُ المسافرُ ليس يخطئها
يهاجر حول نهديها
يُخَبِّيءُ صوتَه الصبحَ المُغَرّدَ
يحتمي فيها
يقلّد خطوَها
ورفيف ضحكتها النديةِ
تضحك
الريحُ المهاجرة المدائن عودتها
أن تروقَ لها
تهدهدها
تبعثر شعرها المجنونَ
والثوبَ الحقوليَّ
الزهورُ تجيئها من آخر الدنيا
فتفرح بانكسار الراء في الشفتين
والشعر المسافر في الفضا
كانت يفاتحها الشتا
لا ترتضي منه الصقيعَ
فتدخل البردَ الثقيلَ هوىً ربيعيا
وضحكا أخضرا
كانت تكاشف في الصباحِ الصبحَ
بالصبحِ الذي
يسكن فيها
تفجأ الشجرَ القديمَ بها
وتطلع قبله في الصبحِ صبحًا
واخضرارًا
وهي تضحك طفلةً
وكأنّ كل الليلِ فيها الصبحُ
والصيفَ الحريقَ الحقلُ
والوطنُ الربيعيُّ المُرَجَّى
والسما مزنٌ
على كل الصدورِ
فيورقُ القلبُ الذي اشتاق النزولَ
كأن كل الحبّ حطّ على الحشا
في نظرتين
كأنّ كل البعدِ بعَّده التقاربُ والحنينُ
كأنّ كل العمرِ صار حدائقا
والشوك شوقا
والحكايا الشعرَ
والسمرَ الطويلَ
وتبدأ اليومَ الجديدَ السمتَ بالضحكِ
المُنَدّي
وافتتاح النهرِ
والطرقاتِ
كانت للمياه شواطئا
والمدْنِ جدرانا
وكانت لي
وكنتُ لها
وتأتيني
تقيم التوقَ والشِّعرَ المدمي في العروقِ
وتصطفي مني الفؤادَ الدارَ
تسكنه
تقاسمني الشتا والصيفَ
تسري في شراييني
وتقتل فيَّ مُدْنَ الخوفِ
تسري
تستحيلُ دمًا
وعمرا واسعا
وهوًى حريريَّ الخُطَا
وحدائقا للفرْحِ
حين يحطُّ في الجسمِ الخَرِبْ
....... ....... .......
لـكنها
لما خَطَا زمنُ التخاصمِ بيننا أولى خُطاهُ
وحطّ طيرُ البعدِ في طرقاتنا
خَرِبَ الجناحِ
وجاءنا العمرِ البخيلُ
وفاجأتنا التفرقة
دارتْ
وطارتْ
عن حدائقِ عمريَ الوطنِ الذي
قد قاسمتني الصيفَ والدمَ فيه
أعطتني الزمانَ الشّعرَ
والعمرَ الجميلَ
ألعشقَ كانت
والمحطّاتِ الإقامة
والرحيلْ.
السمّاح عبدالله
واقرأ أيضا :
لما تدخلني عيناك / كُنْ وَطَنًا لِي / حِكَايَةُ الْعَصَافِيرِ وَالشَّجَرْ / يا امرأة مني / وَطَنٌ لِلْبُكَاءْ / مَتَى يَأْتِي الْجَيْشُ الْعَرَبِيُّ ؟ / حَالْ / سرقة