النهاية (1)
(1)
في البدء : كان الناس صنفين
هابيل يقتل
قابيل يحيا
وتدور تنعق في المدى الغربان
في الختم، كان الناس صنفين
رجل يخون
رجل يخان
ويمارس القدر الكئيب شذوذه طول الزمان
ونعيش نحلم بالأمان ولا أمان
** **
(2)
اليوم تأكل فوق مائدتي وتشرب من صحافي
وغدا تسلمني لأعدائي فقل لي ..
ما فعلت لكي تخون ؟!
هذا خئون قد عرفت ولا أبالي
لكنما أنت الصفي وأنت أقرب ما تكون إليا
قل لي ..
لماذا سوف تنكرني ثلاثا ثم تتركني ..
وحيدا في يد الأعداء ..
يهزأ بي أسافلهم ..
ويبصق من يشاء عليا ؟؟
يا أيها الأعداء .. ماذا تطلبون ؟
هل تصلبون ؟
هيا اصلبوني ..
خلصوني ..
لا تخافوا غضبة الرب الإله
فغدا أكون شفيعكم
هاكم أحبائي جميعا خائنون
فكيف أنتم لا تخونون ؟!
** **
(3)
من بين أروقة السحاب تفتقت ..
أزهارها الوحشية
وتنزلت في ليلة الحلم الأخير
رقصت على توقيع نبضي ..
ثم ضمتني ..
وكانت أظافرها مدببة ..
فغاصت في عروقي وسرى مع الدم سمها ملكئا
وتحورت وتشكلت ..
فعرفت أني قد سقطت بمصيدة
***
(4)
حاصر حصارك ..
ثم ألق القول قنبلة على الأشهاد
الجرح .. جرحان
الغدر .. غدران
الحزن .. حزنان
والعمر قد سرقوه منك بلحظة الميلاد
** **
(5)
ما بيننا طالت مسافات الجراح ..
وآه منها من مسافات
يتوه الراحلون بها ..
ولا يصلون
**
(6)
موصودة كل الطرق
وعلى نواصيها قد اصطفت تماسيح المغول
يستوقفون العابرين ..
وعند باب الحلم .. أوقفني الجنود..
وجرجروني في متاهات ..
وأبهاء .. وأروقة ..
تثير القيء في نفسي لما تحويه من وسخ وأقذار ..
ولا أدري بما كانوا جميعا يفعلون
لكنني أبصرت نفسي فجأة ..
في لذعة البرد العنيفة عاريا أبكي ..
ومن حولي المسوخ يقهقهون
** **
(7)
ماذا أقول ؟..
سوى الذي قال المسيح على الصليب ..
.. إلهي .. إلهي لماذا تركتني ...
ويتبع >>>>>: النهاية (3)
واقرأ أيضا:
من قبلة في الفيه قد خرج المغول / رسالة مفتوحة الجرح / اتخذي بعد قرار / الحلم الذي لا يتحقق / اعترافات ما قبل الموت / من مخطوطات ملك قديم / قراءة في صحيفة الآتي / اخترت لي الموت / هذا هو الحب / يا... ... ... ... / هــــو