أيّنا يا حبيبيَ سافر
حط جناحيه في الريح
والريح عاتية
أيّنا يمتطي الآن أحلامه
ويُيَمّمُ صوب الكلأ
ويقول :
سلامٌ
بلادا بها شخبطات الطفولة
ويقول :
سلامٌ
بلادا بها زقزقات العصافير ؟
أيّنا يا ترى خطّفتْه اليماماتُ
في مهرجان الرواحْ ؟
أيّناشرّبته المواقيتُ طعم الجراحْ؟
أيّنا صعّدته الدُّنا دَرَجَ الزوبان
فذاب ؟
أيّنا يا ترى ضائعُ
أينا
ميّتُ ؟
....... ....... .......
وطنٌ واحدُ
آه يا أيها الوطن الجرّح القلبَ
ألقلبُ
لمّا يزل نازفا
هل سوى فرحة
أنت فجّرتها في دمي مرّة
واحترفتَ الرحيلْ ؟
هل سوى حفنة الوقتِ مرشوشة بعذاباتها
ومراراتها
في مشاويرنا لتعوق الوصولْ ؟
أنا لمّا أزل أتفرّح بالجرحِ
لما أزل لا أقيس المسافة بيني وبينك
إلا بحجم الدم النازفِ
لم أزل أتصيّد في مهرجان المواويل
طول الليالي في دَقّة العازفِ
لم أزل أتكوّر في حجرتي
وأكوّر في حجرتي وطنا للبكاء
أفتش بين تضاريسه عن فتى
قرويّ الكلام
يفجّر في جثتي فرحة مَرّة
ويقول :
سلام .
السمّاح عبدالله