كثيرا ما أذابتني الكلمات، وضعت في تيه حروفها، لامست قلبي وضمدت جراحه، آمنت أنها ملاذ البشر، كل البشر وليس حكرا على الفقراء والرائعين، تشعر أن الملائكة تصطحبك في جولة سماوية وأنت تقرأ الكلمات، الشيطان تصفد يداه، ولا يبقى غير شيطان الجنون البريء، واللهو اللذيذ، خفقات قلبك تسمع جرسها الموسيقى، وتحيط بك الأزهار والرياحين، يستكين الجسد بعد إنهاك يوم مضن، وتهدأ الروح بعد صراع مرير، وتحمد الله أن خلق الحروف، ويزيد اعتقادك أن الإيمان كلمة، والكفر كلمة، وتضيف من عندك، بأن الحب أيضا كلمة!!!
لكن ما بالي اليوم، أتوق لحرق أوراقي، والدفء بنيرانها؟؟ أواه، هل أتى اليوم الذي أصبحت النار أكثر دفئا من الكلمات؟ أكان وهما ذاك الذوبان والعشق!!!!!!!!!!
حينما سئمت الحزن!!
سئمت الحزن وإن كنت أحترمه، لا تخشى عليه عزيزي فهو لن يغادر رحم قلوبنا، كأنه كتب عليه البقاء الدهر كله، بل أخشى على الفرح القادم، والتوق لأن تصبح نفوسنا كندى الصباح ورقة قطراته، أما أولئك الرائعون، فلا زالت عيوننا ترنو إليهم، وقلوبنا تحن إلى لقياهم، لا زالت القشعريرة تسري في جسدي، كلما تذكرت يوما أني سألتقيهم، تماما كارتعاشة أم فرغت للتو من إرضاع وليدها، أو فتاة ألقت برأسها على صدر من تحب، مسقطة عن كاهلها وكاهله كل هموم الكون.
وجعك المثقل سينهض ماردا، باحثا عن لون يماثل أشعة الشمس الذهبية حينما تعانق رمال الشطان، عيون عسلية، تبحث عن رفيق عمر ولا تأبه برحيل ولا فراق، فالمحبوب بين الجفون مستلق، وعلى الشفاه دائم البقاء. لم تعد المفردات تكفي، ولا الكلمات تفي، والقلب أثقله الألم، والعيون أرقتها الكرى، والبدر شفه الوجد والحنين، وأنا لا زلت أنا نشوة الفرح تصيبني حينما يداعب اسمه أذني؟ ويشتد بدقات قلبي الخفقان حينما أسمع صوته وإحساس الفخر والغرور ينتابني حينما أعرف أنني مليكته، فيصبح للحياة مذاق الجنة، يأنس لها العمر كله!!!!!!!!!!!! وله من كل ما أملك، كل ما أملك!!!, وأكثر.
واقرأ أيضا:
مذكرات مغتربة: الأوطان ليست واحدة / مذكرات طفلة: يوم موتي / شيء من الحب / الحب ليس فارسا أسطوري / ولسوف نموت ككل الأشياء / امرأة بدون رأس / مسكونة بجني أنا!!!/ رنين الهاتف