أنت الوحش المتربع فوق الصدر
تخمش وجهي بأظافرك الجهمة
ترسم وشما يصحبني طول سنين العمر
حاولت أزيحك .. أهرب منك ..
أمد الخطو .. وأركض .. ألهث ..
تفجؤني لافتة
تكشفني وتعريني..
أعرف ..
مازلت حواليّ ألفُّ
وأنت كما أنت هناك على صدرك
تغرس في لحمي أنياب الظفر ..
وأهرب منك لكنك لا تهرب
أكتب ..
بالخوف وبالحلم وبالسحر
بالنار على تابوت الرغبة أنحت شعري
أحبل بالوجع المتفق ..
أضع المولود عنيفا .. فجا ..
ويموت ..
أكفنه بين رموشي ..
يبعث حزنا وصراخا يفصح بالسر
وتظل كشمس الظهر
عفيا لا تغرب
أتغرب ..
أضرب بقوافل أشعاري في الصحراء
تداعبني أسراب يمام
فأنام
أصحو .. كانت أحلام
وتدق الدورة لم أحصد غير حشائش أوهام
أتجرعها .. أتقيؤها
لا تسمن .. لا تغني من جوع
فأجوع ..
أواصل في الليل نباحي
تورق في الصبح جراحي
أمضي مرهقة خطواتي
مسدلة أجفاني
أطرح في صمتي أطنان الدهشة والوحشة والرغبة ..
يا وحشا يتربع فوق الصدر
أفصح عن وجهك وتشكل
كي أفقأ عينيك ..
وأغرس رمحي في النحر
تترف ..
أتوضأ في دمك فأولد ..
وأكون
*********
واقرأ أيضا :
من قبلة في الفيه قد خرج المغول / ترنيمة سكران بحبك / أنْ أو أنْ! / رسالة مفتوحة الجرح / اعترافات ما قبل الموت / من مخطوطات ملك قديم / قراءة في صحيفة الآتي / اخترت لي الموت