أتجول في قوقعة الصمت ..
أصوغ المخطوط الأزلي ..
على صفحة حائطها الأملس
سريا كان الزر الأحمر ..
مخبوءا في قاع لفائف جمجمتي ..
لكن باغتني ..
فصم الرأس إلى نصفين
الشاطر والمشطور ..
وما بينهما ..
كنت نشيدا مبحوح الإيقاع
*********
أوجعني .. أفزعني ..
جعل الليل بكل معالمه حكما بالإعدام ..
أنفذه حين يفاجئني ـ كيف أكون ـ صهيل الأجراس الذكرى ..
فأساق محاطا بالنجمات الدامعة العينين إلى مشنقة القمر الحجري ..
أبول على نفسي .. أتفصد من عرقي البارد .. ترتعش الأطراف ..
وتشقق عيناي فيخرج ينبوع الدم ..
أصعد ..
يمسي صدري نفقا .. جرحا ..
وأعانق حبل اليأس ـ الحزن ـ الموت
أتوقف ..
لا تعبر لغتي هذا الحاجز ..
تحترق الأحرف ..
أشكركم .
أستكمل وحدي .. معراج اللعنة
*********
ويجيء الصبح يدق على نافذتي صاعقة
أنهض كالطير المبلول المفزوع تزلزلني الرجفة
أتحسس بالكفين بثوري
أتلمس وقع الليل الفائت في النحر وفوق النحر وتحت النحر ..
وأجلس تمثالا أكلته التعرية ـ الريح الرطبة ..
محتسيا فنجان القهوة حرا
أسعى للحمام أقيء الوجع الليلي
وأنزع من شرياني سكين السم ..
أمشط شعري ..
أتكحل .. أتقنع ..
وأشد الياقة ..
أخرج للساحة مخمور الخطو أواصل تأدية الدور.
*********
واقرأ أيضا :
من قبلة في الفيه قد خرج المغول / ترنيمة سكران بحبك / أنْ أو أنْ! / لعنة / رسالة مفتوحة الجرح / اعترافات ما قبل الموت / من مخطوطات ملك قديم / قراءة في صحيفة الآتي / اخترت لي الموت