ليالي شهرزاد (الثانية)
الليلة الثالثة:
حبيبي.... وشهرياري.... هل فرغت من لعبة الحنين؟ فتعطرت من بوحي الليلي برياح العشق سميتك...
شتات لهفتي المجنونة.... يفضي الحلم إليك الروح.... لو أنها ارتوت تلك الروح ما سكبت الحزن عطرا، وهذا المستحيل المرابض بيننا.... وغيمتي الحنون استقرت في صدري بوهج العطش.... كانت صدفة يوم التقيتك وجاءت صدفة أخرى حيث عيني بعينك فالتهب الشراع فغنى.... وشوشات البحر تفترش لك الجزر، وسائد الحلم... وعيناك منذ لحظتها ملهاة حكاياتي... صوتي يتخدر ويعبر اليم إلى اليم... أحبك دعني أغرق في الطغيان وأستنشق برد الهواء... أول هطولك بدمي وأخر محطات الارتواء.... متمردة خفقات قلبي حتى اهتدي إليك واخترق إحساس المحال أيها المتمرد بدمي اعصف بأنفاسي وضمني في صهيلك المجنون.... أختبئ أخاف رعشة الهروب من تلال عشقي.. هذا أنا... أغادر مدن الخوف وأتوحد بك سلاما يسكن صدرك... يا عشقي وولهي... عيناك مقلتي عشق ترمقني وقد مللت نظرة الأرض ورفقة النجوم واكتفيت بك....
يا توأما ليس له أخر... أعود إليك من جمر المنفى فيك حبا... أتولد في حاسة حبك فأسقط هناك في دفء التمني وألوذ هنا بصدرك وأغني فدونك اتجاهاتي مجهولة ولا أقبل غير ذراعك توقظ ظمأ روحي...
يا شهرياري هذا حبك الذي يدوم بقلبي بكل أطباعك وتناقضاتك وهذه العيون التي أتيه فيها... والحنايا موطن ضعفي وأبهى اشتياقاتي.... إني أحبك وأنا لك وأنت لي حبا وعشقا وغراما... هات يديك لأشعل فيك وحولك ثورة عاطفتي الحزينة...
أسرعي يا تنهيدة روحي إلى ارتعاشة شوقي.... تمنيتك... تخطف بصري لبيتنا المعتق فوق جسر حبنا، أفتش عن ألوانك عن عطرك المتسرب بدمي... شهرياري مليكي... يا موقدا دفء الحنين بدمي... أبسط يديك على جبين جروحي... أنا طفلة الأحلام ما ذنبي إذا كنت الملاذ ومطمعي وطموحي... اسلمتني لصبابة وتسهد... وإلى شرود في المنى... إن كان وجهك كوكبا في ليلتي فضياؤه عبر الزمان جموحي.... عيناك قنديلا في ليل الهوى... بهما أضأت ظلام غدي الحزين... وسألتك الوصل القريب لأنني أبرأ بوصلك من جميع أسقام جنوني صرحت باسمك للقلب ويخاف الثغر من تصريحي... أيا شهرزادي...
وأدعوك بحقل محبتي وحينا أدعوك باسم كل مليح... تهواك أشرعتي وزورق رحلتي فاقترب وكن نهرا وخفقة روح... شحت ينابيعي فكل جداولي ظمأى وأنت النبع غير شحيح... فأفسح بقلبك لي ملاذا وملجئا آمنا فالكون بغير هواك غير فسيح... عطرك كفني الأبيض ودفؤك حريقي الملون.... وعيناك حافة الشرود وقلبي المهزوم في تفاصيلك.... حبك مرايا روحي... يلملمني من ولادة الصباح ليعطر حدائقي بلهفة المساء.... ويفتح بوحي الصامت ويطعمني الشوق الغافي الذي يراقص روحي بالبريق في المساء ويتلبسني السحر وتتوه الروح في فضاءاتك فيكون بوحي الليلي يا شهرياري... يا مليكي.... ما كان لبوحي تراتيل بدونك.... وما كان قصورا فارغة وأحلاما باهتة إلا في غيابك... وكان احتراقي فيك أجنحة تحملني إلى عواصم عشقك وتفتح مدن غرامك... لا دخل مليكة إلى عرشك وأعتلي قمة روحك وأذوب فوق شفاة الليل وأطلق حمائم البوح غراما واشتياقا إليك يا مليكي وشهرياري........ وقارب الفجر أن يولد في رحم السماء... وتستعد شهرزاد أن توقف بوحها الأسطوري وتمسك سحرها الخرافي... وتتمدد في القوتيه مليكة بوح لا تعرف الهزيمة وتهامس مليكها
في دلال أنثوي مثير في فجر الغرام وتقول: مـــــــــــــــــــــولاي
وتمسك عن تغريدها وتذهب في إغفاءة حب، وترنيمة حب ما تزال عالقة بطرف ثغرها تتلألأ كنجمة حب وتزيد جمالها الفتان وإلى....
واقرأ أيضاً:
الأبواب المغلقـــة / دقات الرحيل / أيها الحاضر الغائب / قماشة الشرف