تعال نلتقي في الشام من جديد
كأنك لا تعرفينني
وانس الحكايات القديمة
ومنابت الأنات والأوجاع والدموع
تعال نلتقي طفلين.. دون الخيالات الأليمة
***
تعال نلتقي بحديقة العشاق
بدوحة العشب الندية
على مقربة من الورود القرمزية
كأننا في الموعد الثاني لنا
والشمس خجلت ثم اختفت خلف التلال السرمدية
***
تعال نلتقي.. هل تذكرين طفلة جميلة
باعت لنا عقدين من زهور
واكتفت بقروشها القليلة
ثم مضت والتفتت إليك مرتين
وتبسمت ببسمة خجولة
***
لكم يحزنني ما صار بيننا
فكل واحد منا غدا لوحده
رغم اجتماعنا في غرفة وحيدة
فكل واحد يحمل حزنه
ويقرأ كيفما يشاء أحرف القصيدة
***
لم يبق بيننا روحاً ترفرف كالفراشة
وانتفى من وجنتيك رونق البشاشة
صغرت ما بيننا المعاني الكبيرة
وبدت حياتنا منتهى الهشاشة
أردت أن أعود للشآم
إلى دمشق والجنائن البهية
أردت أن أعود لعلي أنعش سرنا القديم
ببعض من جذورنا المنسية
***
أردت أن أعود
للشعر الذي كتبت أول المدى
وأقطف دهشة العينين منك والندى
"في الشام ذكرى من حبيبي
بين عشب وندا
وحديث خافت
يملأ الدنيا صدى"
تعال نلتقي قلبين روحاً ويدا
فإنك الوحيد من يؤنسني
بهذه الدنيا العجيبة
برغم ما ترى من كثرة السمار والأوجه الغريبة
تعال نلتقي هناك من جديد
حيث المساحات الرحيبة
واقرأ أيضاً:
أحلام أب مسافر / زمان العجب / وردة الكترونية / أحزان بابل / حالة موت / كوني إذا متفائلة / تحية صباحية