دمعة حزينة على الجذوة التي لن تنطفئ في قبر الشهيد (محمد الدرة) الصدى القادم من أعماق الدهليز الفلسطيني
آه .. من رجع الصدى
أوُاه من صوت الهزيمة حين تجتاح المدى
أوٌاه من وجع الجريح إذا ارتمى متنهدا
أوُاه من ألم حسبته قد تبدد فابتدأ
وانداح في بحر القصيدة ثائرا متمردا
وجع الصبايا في فلسطين التي عشقت جراحها سرمدا
أخوات "مايا" يوم ولدت فجر تشرين الذي بدأ النضال مجددا
أخوان "خالد" جاء يكتب للنهاية موعدا
أخوان كل صغيرة نزفت على سيف الحواجز ممطرا أو مرعدا
أخوات كل مجاهد قد عبر من خط التماس عشية فاستشهدا
صوت الرياح تهز جذع الشجرة المغروز سيفا مغمدا
في عمق خاصرة العدى
بوابة المتسللين كتيبة تمضي إلى ساح الفدى
رفعت بيارق خضبتها بالدماء .. وبالدموع .. وبالندى
فافتح ذراعك يا ردى
واحضن صفوف القادمين إليك .. قد لًبوا الندى
فتطَّهروا .. وتطَّيبوا .. وتعانقوا .. وتعاهدوا
أن يغسلوا عار الهزيمة ركٌعا أو سٌجدا
من كل شبر في الخريطة يفتدى
أوٌاه .. يا رجع الصدى
هذا زمان الصمت ينطق بالحجارة صارما ومهّندا
بالناسف الملتف حول الخصر يشعل ناره متوقدا
بعبوة رسمت على جسد الشهيد شهادة وشواهدا
تختصر (خارطة الطريق) إلى المقابر مرقدا
لتقول للدنيا ... كفى ..
للعالم المحبوس في كل الزوايا .. خائفا .. متردّدا
أو صامتا مستعبدا
رهن القوى الكبرى .. وهيمنة الصراع على حوار المنتدى
زمن السباق .. عقيدة في الاستباق على الحروب بلا هدى
هذا زمانك يا ردى
فاحمل رفات مقاتل يأتي إليك مجاهدا
قد خرج من قلب الخيام إلى مواجهة الرصاص .. مكّبرا .. ومزغّردا
يستنهض الموتى كعاصفة تولول حين أرغى ... وأزبدا
يقتحم ألسنة الحرائق ..
يعتلي ظهر المجنزرة التي قصفت دخانا أسودا
يجتاح كل سواتر التقطيع كي يستشرف المجهول يبصر خلف خيمته غدا
مستبشرا ً يصطف خلف نعوش إخوته يعاهدهم يعيد المشهدا
ينطلق خلف جنازة المستشهدين مودّعا .. متوعّدا
شتان ما بين الذي عشق الحياة ..
وبين من عشق الشهادة مقصدا
سيان عنده من تخّلف أو تحالف .. أو تناصف صفقة
أو مد للموت يدا
ظن الوعود مطّية للوعد .. تنجز موعدا
قد نبش أوراق القضية فوق طاولة السلام..
بدون وعي أو هدى
هذا زمانك يا رياح الموت فانطلقي على طول المدى
من كان حّرا في خطاه اليوم صار مقيّدا
من كان يحترف الحديث وكان صوتا مرعدا
أو طائرا عشق الغناء مغردا أو منشدا
قد غرق في صمت القبور يعوزه رجع الصدى
أوٌاه من رجع الصدى ..
سيعود من بعد النهاية سؤددا
سيعود قطعا سيّدا
لا خائفا .. متردّدا
لا طائعا .. مستعبدا
فالمجد للمستضعفين عبادة وتهجدا
أوٌاه .. يا رجع الصدى ..
أوٌاه .. من وجع الصدى ..
واقرأ أيضًا :
صفحات من مذكرات طبيب / نهر العطبره / الشعب يعرف ما يريد.. في ليبيا / ثورة الغضب.. في مصر