أخبرتني أمي أنني في السنة والنصف الأولى من عمري شارفت على الموت مرتين، وقضيت منها شهوراً في المستشفى، مخبرة إياي عن موقف سيدة عجوز وموقف عمي من ذلك، فرأيت نفسي أعبّر عما حدث:
أدركني... الصغيرة مريضة، "إنها متعبة" هذا ما صرخت به أمي وهي تعدو في ممرات المستشفى، أرقد في المستشفى، آه يا ربي كم أكره هذا المكان. تمسكني الممرضة بغلظة، ما هذا المسمار الذي تغرزه في يدي وتقول بالشفاء، أي شفاء هذا الذي سيأتي من أياد غليظة لا تعرف الحنان.
عمي يقول لأمي: "أرجعيها للبيت لتموت فيه أفضل لنا"، وسيدة عجوز تخاطب أمي وتقول: "كفاك تعباً" وأديرها للقبلة، أرفس بقدمي وأصرخ، لا لن أبكي فلم يحن موعد موتي بعد. في رقدة المستشفي الأولى (يوم ميلادي) كنت آبى الحياة، أما اليوم فأنا آبى الموت وأرفض كل كلمات الرثاء والشفقة.
وها أنا واصلت رفضي، وواصلت حياتي، وأصبحت أمّاً لطفلة!.
واقرأ أيضا
مذكرات مغتربة: الأوطان ليست واحدة / شيء من الحب / الحب ليس فارسا أسطوري / ولسوف نموت ككل الأشياء / امرأة بدون رأس / مسكونة بجني أنا!!!/ رنين الهاتف