فر طفلي ذو السنة والنصف في السوق من يدي وكأنه لا يريد أن يعود أو كأنه انطلق يريد الحرية فمشى على غير هدى وأنا أتبعه محاولاً الإمساك به، فتلقفه رجل بلهفة ثم قبله وكأنه يحن إلى أولاده في بلاد بعيدة حيث أنه مغترب مثلي في هذه البلاد.. وبعد أن فارقت طفلي الذي عاد إلى بلده، وحين أمر على نفس المكان يعود لي المشهد فتنتابني مشاعر الحنين إليه بشدة وأتذكر منه ذلك الموقف فكتبت:
لك الحق أن تقبله
وتضمه وتشمه وتحمله
فأحمد هذا كقطفة الريحان
كزهرة مشتعلة
بلونها وعطرها
يموج بالنقاء مثل سنبلة
***
لك الحق فالطفولة
نقاوة الروح التي نفقدها
شقاوة مكبوتة فينا خجولة
كغابر الجمال من حياتنا الهزيلة
***
أقولها : .. يا ليتني مازلت هائم المخيلة
مطارداً فراشة جميلة
أصدق الحكايات بأنها أميرة
ستلتقي أميرها ذات ضحىً عند الخميلة
***
فليتني الطفل الذي تحمله
وليت لي قبوله
***
ألم أكنه ذات يوم
فكيف أصبحت أباه مثل حلم
هكذا راوغني الزمان ولم يفدني أي علم
فقد هربت من كنزي
وظلمت نفسي أي ظلم
فليتني الطفل الذي تحمله
يحضنني أب وأم
واقرأ أيضاً:
اهدني الورد / لوثة في النسب / كان اسمه عباس (المقطع الثاني) / هذا الربيع / تعال نلتقي / دع حب ليلى / عصفور على الشباك / مرحباً بالضيف