وحملتُ قبركِ بين أضلاعي أنا
فعلمتُ كيفَ تـُحطَّمُ الأضلاعُ
وعلمتُ كيف تعـيشُ فيكِ ملاحمي
سُفناً ويُبدِعُ مِنْ صداكِ شراعُ
وعلمتُ أنكِ لا تصيدينَ الدُّجى
إلا وفيهِ مِنَ الشِّباكِ شعاعُ
ما جاورتـكِ يد الذليل ِ وظلُّها
مِنْ دون عزِّكِ لعنة ٌ وضياعُ
ما حطَّمتكِ العاصفاتُ وإن طغتْ
بجميعكِ الأمراضُ والأوجاعُ
أنتِ انتصاراتُ السَّماء ِ على الثرى
والمبدعون على خطاكِ قلاعُ
وعليكِ واجهةً لكلِّ تألُّق ٍ
وعليكِ مِن ظلِّ الرَّحيل ِ قناعُ
وعليكِ تتصلُ الورودُ ببعضِها
شعراً ويقطرُ مِنْ شذاكِ يراعُ
كوني بأجنحةٍ رحيلاً مورقاً
وصداهُ ذاكَ الفنُّ والإبداعُ
كوني كما شاءَ الجمالُ روائعاً
وبها جميعُ المبدعين أذاعوا
ساءلتُ غرفتكَ الجميلةَ هل هنا
لم تـنقلبْ برحيلِكِ الأوضاعُ
هلْ كلُّ أشياء الفراق ِ هنا نمت
ألقاً وما ليدِ الخريفِ تُبَاعُ
هلْ أنتِ لي وطنٌ يُرتـِّلُ للمدى
ما لمْ يُرتـِّل للرياح شراعُ
أنتِ الرُّجوعُ إلى الحقائق ِ كلِّها
ويزيدُ منكِ ثراؤهُ الإرجاعُ
وتعيشُ فيك جواهرٌ لا تـُنـتـَقى
إلا وأنتِ لها النقاءُ طباعُ
عيشي كما عاشَ الزلالُ وما لهُ
غيرُ الزلال توهُّجٌ وصراعُ
هيهاتَ يمحوكِ الفناءُ وأنتِ في
محو الفناء إعادة وقلاعُ
26/11/2009م - 14/11/1430هـ
واقرأ أيضاً:
وتـسـألـُني ليالي الصيفِ / ذلكَ البيعُ لِمَنْ؟؟؟؟؟ / للصُّمودِ أجنحة ٌ لا تموت / للصلاةِ شهبٌ يراها العارفون / في التجليَّاتِ تخضرُّ الأبجديَّة