تواتر الحديث مؤخراً وبكثافة عن التحذير من قيام ثورة مضادة تجهض ثورة 25 يناير الرائعة، وخرجت التحليلات والمقالات والمناقشات تحلل وتنظر وتحذر، وكل هذا أمر طبيعي وربما محمود، ولكن يظل اعتقادي راسخاً بأن أخطر ما في تلك الثورة المضادة هو هذا الترويج الشرس لها، والجزم بأنها قادمة لا محالة إن لم تكن قد بدأت بالفعل.
يحمل هذا التوجه، في تقديري، مخاطر جمة وعديدة، أسعى لتوضيحها في تلك السطور، لشرح مخاطر الترويج والاهتمام الزائد بفكرة الثورة المضادة.
بداية، ليس ثمة شك تاريخياً أن كافة الثورات الشعبية تواجه بمحاولات لثورة مضادة من قبل فلول النظام البائد ومنتفعيه، ومراكز القوى التي تجذرت في كنفه، وأصحاب المصالح سواء السابقة اللذين يخشون من تعرض مصالحهم تلك للضرر البالغ، أو الجديدة التي ترى في حالة الثورة فرصة ذهبية سانحة لاقتناص المكاسب وتعزيز المواقع والافتئات على أبطال الثورة ومكتسباتها لضمان خروج الترتيبات الانتقالية بصورة تخدم مصالح تلك الفئات والمجموعات في المستقبل، على حساب مطالب الثوار وجموع الشعب التي تساندهم تطلعاً لمستقبل أفضل.
يكون من الحكمة إذن التحسب لمثل تلك الثورة المضادة والتنبه لهوية محركيها وأهدافها وأدوات القائمين عليها لتحقيق تلك الأهداف، ولكن إذا كان الأمر كذلك، فلماذا أحذر من مخاطر الترويج لتلك المفاهيم والاستغراق في التعاطي معها؟ الإجابة بسيطة، فالترويج المكثف للثورة المضادة يؤدي في تقديري للنتائج الخطيرة التالية:
أولاً: المبالغة في تصوير قوة الخصم:
حيث تسهم المبالغة في الترويج للثورة المضادة ومخاطرها في التعظيم بشكل مضلل لقوة الخصم وقدراته على التأثير ووأد الثورة بصورة قد تضعف من ثقة ومثابرة المجتمع على المضي قدماً بإصرار لتحقيق كافة مطالبهم، وذلك بالرغم مما لحق بمختلف أدوات النظام من أجهزة أمنية وحزبية ورجال أعمال من خسائر متواصلة تقلص بشكل كبير من قدرتها على التحرك والتغلغل وإثارة القلاقل. ولو كان هذا الخصم نافذاً للحد الذي يسعى الترويج لذلك المفهوم لتأكيده، فلماذا أخفق وفشل ولم يتمكن من منع الثورة من الحدوث أو تحجيمها والقضاء عليها قبل اكتمال أهم مراحلها بينما كان هذا الخصم لا يزال يتمتع بكافة عناصر قوته وأدواته ونفوذه؟
ثانياً: صرف الانتباه عن القضايا المحورية الهامة:
بطبيعة الحال يؤدي الانشغال بمحاولات فهم مخططات الثورة المضادة والبحث عن أساليب للتعامل الناجع معها إلى تشتيت الجهود وصرف الانتباه عن المطالب المحورية للثورة، والتي يؤدي عدم ضمان تنفيذها إلى إفشال الجانب الأهم من نتائجها وترك المجال مفتوحا أمام عودة سيطرة عناصر النظام السابق على مقدرات الشعب مرة أخرى، بصورة قد تكون أشد ضراوة وقسوة استفادة من الدروس المكتسبة.
ثالثاً: بث الفرقة والشقاق بين صفوف الثوار:
ليس ثمة شك أن من أروع ملامح ثورة 25 يناير كونها ثورة شعبية خالصة ضمت كافة فئات وشرائح وأطياف الشعب المصري العظيم، وتهدف إثارة مثل تلك المخاوف الخاصة بالثورة المضادة إلى تباين الآراء في تعريفها واختلاف التوجهات حول كيفية التعامل معها، ناهيك عن الصراع حول تحديد الأطراف المسئولة عنها، ويؤدي كل هذا التباين والنزاع إلى بث الفرقة بين صفوف الثوار وإغراقهم في أمور فرعية وهامشية، بل وربما تكون في معظمها وهمية، على حساب القضايا الرئيسية التي يتعين الإصرار على تحقيقها والدفاع عنها بكل ما أوتي المجتمع من قوة واتحاد.
رابعاً: تشويه صورة الثورة عن طريق بث الذعر:
أروع ما تتسم به ثورة الشعب المصري هو مقدار التحضر والرقي والتعقل الذي اتسمت به رغم كل التحديات والعنف الذي جوبهت به. يؤدي الترويج المكثف لفكرة الثورة المضادة إلى بث حالة من الذعر والتخوف في صفوف الثوار الأمر الذي قد يدفعهم إلى المطالبة باتخاذ إجراءات استثنائية متهورة بدافع حماية الثورة، قد يترتب عليها قدر كبير من الظلم بل وربما الاستبداد حرصاً على عدم السماح بإجهاض الثورة، الأمر الذي قد يشوه تلك الصورة النقية المتحضرة التي اتسم بها الشعب المصري طوال مراحل الثورة الفاعلة، ويعطي للمغرضين مادة سهلة للتحريض ضد الثورة واتهامها بالظلم والاستبداد أو عدم النضج على أقل تقدير.
خامساً: خفض سقف مطالب الثورة:
ليس هناك أسوأ من محاربة طواحين الهواء كما فعل دون كيشوت، وكما ظل النظام السابق يحكم مصر، ويبتز العالم الخارجي باستخدام فزاعة الإخوان، ويدعو إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار على حساب الحرية والكرامة والتنمية، الأمر الذي أفرغ المناخ السياسي الداخلي من مضمونه، ووضع الشعب بأسره رهينة تحت سطوة الأجهزة الأمنية، والترويج لفكرة أن الحزب الوطني هو المخلص المنقذ من طواحين الهواء، فإن الإفراط في التخويف من فزاعة الثورة المضادة يؤدي حتماً لنفس النتيجة السابقة، بصورة تنزع عن الثورة أهليتها، وتجعل من أوهام الأمن والاستقرار وحماية مكاسب الثورة من قبل بعض الجهات النافذة، سبيلاً لإعادة فرض السلطة الأبوية بصورة قد تهدد بإفراغ الثورة من مضمونها، وارتكان الثوار إلى خفض سقف مطالبهم خشية ضياع ما يمكن تحقيقه من مكاسب جزئية مرحلية، من منطلق أن ما لا يدرك كله لا يترك كله، وتكون الثورة بذلك قد سقطت في فخ لا فكاك منه.
فما الحل إذن؟ وهل تعني تلك السطور أن يتم تجاهل الثورة المضادة تماماً وعدم التعامل معها بهدف إفشالها؟ الإجابة بالقطع هي بالنفي التام، فلا بد من التعامل بمنتهى القوة والحزم مع محاولات الثورة المضادة، ولكن السؤال الأهم هو: كيف؟
* الحرص كل الحرص على الاستمرار في توحيد صفوف الثوار والعمل على تشكيل هيئة موحدة من مختلف أجنحة الثورة تمثل الأداة السياسية للتعامل مع مجريات الأمور، وتنقل للقيادة الحالية للبلاد ممثلة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة، المطالب المتفق عليها للثورة.
* الاتفاق على أن تباين التوجهات والأطياف لا ينبغي أن يعني الفرقة والشقاق بل يعني ثراء الأفكار وتباين أساليب التنفيذ، مع الحرص على تأجيل كافة المطالب الجهوية الناتجة عن تباين توجهات أطراف ائتلاف الثورة الموحد، إلى مرحلة لاحقة تكون أكثر استقراراً وبعد إرساء الأسس القوية السليمة لمستقبل العمل السياسي في مصر، والتي سوف تتيح لكافة التيارات المتباينة لأجنحة الثورة التعبير عن توجهاتهم وأهدافهم بموجب تلك الآليات في مناخ ديمقراطي صحي وسليم وفقاً لأسس التنافس الشريف بين الفاعلين السياسيين في المجتمع.
* استمرار التعبير السلمي الحر عن مطالب الثورة، في إطار من الشرعية والقانون، وعدم الحياد عن أعلى درجات التركيز على كافة المطالب المحورية للثورة، دون الالتفات لأية صراعات جانبية كانت أو وهمية بزعم مجابهة الثورة المضادة.
* مواصلة الضغط والمطالبة بمطاردة كافة رموز الفساد سواء المالي والسياسي أو الإداري، وعدم الاكتفاء ببعض الأسماء من قبيل ذر الرماد في العيون، أو الاقتصار على رموز الصف الأول للفساد، فهناك صف ثان وثالث يعدون أشد خطورة من الصف الأول لتغلغلهم بصورة أكبر في جذور المجتمع وسهولة اختفائهم عن الأعين.
* اتصالاً بالنقطة السابقة، على كل من يملك أدلة وقرائن على وقائع فساد أو إفساد أو ظلم أن يتقدم بصور منها للسلطات المعنية لتباشر مهامها نحو التحقيق لإثبات ما تم بالفعل من تجاوزات ومخالفات، وحتى لا نأخذ الحابل بالنابل أو نترك المجال أمام البعض لتصفية حسابات شخصية، تضر في النهاية بصورة الثورة.
إذن في اعتقادي، فإن السبيل الأمثل والأكثر فاعلية للتعامل مع الثورة المضادة والقضاء عليها في مهدها، هو ببساطة التوحد، ومواصلة الثورة، والتركيز على مطالبها، وإفراز آلية سياسية موحدة تطرح البديل أو المقابل لآليات وهياكل سبق وجودها ولا يزال بعضها ينازع من أجل البقاء.
التنظيم، الوحدة، التركيز، الإصرار، تلك هي المفاتيح الأربعة لاستكمال نجاح الثورة، وضمان عدم اختطافها، والقضاء على أي ثورة مضادة قد يعن للبعض من المفسدين محاولة القيام بها.
والله الموفق،،
واقرأ أيضاً:
سيناريو الثورة المضادة!/ تنظيف مصر من آثار الفرعون بالمقشات/ حكاوي القهاوي
يحمل هذا التوجه، في تقديري، مخاطر جمة وعديدة، أسعى لتوضيحها في تلك السطور، لشرح مخاطر الترويج والاهتمام الزائد بفكرة الثورة المضادة.
بداية، ليس ثمة شك تاريخياً أن كافة الثورات الشعبية تواجه بمحاولات لثورة مضادة من قبل فلول النظام البائد ومنتفعيه، ومراكز القوى التي تجذرت في كنفه، وأصحاب المصالح سواء السابقة اللذين يخشون من تعرض مصالحهم تلك للضرر البالغ، أو الجديدة التي ترى في حالة الثورة فرصة ذهبية سانحة لاقتناص المكاسب وتعزيز المواقع والافتئات على أبطال الثورة ومكتسباتها لضمان خروج الترتيبات الانتقالية بصورة تخدم مصالح تلك الفئات والمجموعات في المستقبل، على حساب مطالب الثوار وجموع الشعب التي تساندهم تطلعاً لمستقبل أفضل.
يكون من الحكمة إذن التحسب لمثل تلك الثورة المضادة والتنبه لهوية محركيها وأهدافها وأدوات القائمين عليها لتحقيق تلك الأهداف، ولكن إذا كان الأمر كذلك، فلماذا أحذر من مخاطر الترويج لتلك المفاهيم والاستغراق في التعاطي معها؟ الإجابة بسيطة، فالترويج المكثف للثورة المضادة يؤدي في تقديري للنتائج الخطيرة التالية:
أولاً: المبالغة في تصوير قوة الخصم:
حيث تسهم المبالغة في الترويج للثورة المضادة ومخاطرها في التعظيم بشكل مضلل لقوة الخصم وقدراته على التأثير ووأد الثورة بصورة قد تضعف من ثقة ومثابرة المجتمع على المضي قدماً بإصرار لتحقيق كافة مطالبهم، وذلك بالرغم مما لحق بمختلف أدوات النظام من أجهزة أمنية وحزبية ورجال أعمال من خسائر متواصلة تقلص بشكل كبير من قدرتها على التحرك والتغلغل وإثارة القلاقل. ولو كان هذا الخصم نافذاً للحد الذي يسعى الترويج لذلك المفهوم لتأكيده، فلماذا أخفق وفشل ولم يتمكن من منع الثورة من الحدوث أو تحجيمها والقضاء عليها قبل اكتمال أهم مراحلها بينما كان هذا الخصم لا يزال يتمتع بكافة عناصر قوته وأدواته ونفوذه؟
ثانياً: صرف الانتباه عن القضايا المحورية الهامة:
بطبيعة الحال يؤدي الانشغال بمحاولات فهم مخططات الثورة المضادة والبحث عن أساليب للتعامل الناجع معها إلى تشتيت الجهود وصرف الانتباه عن المطالب المحورية للثورة، والتي يؤدي عدم ضمان تنفيذها إلى إفشال الجانب الأهم من نتائجها وترك المجال مفتوحا أمام عودة سيطرة عناصر النظام السابق على مقدرات الشعب مرة أخرى، بصورة قد تكون أشد ضراوة وقسوة استفادة من الدروس المكتسبة.
ثالثاً: بث الفرقة والشقاق بين صفوف الثوار:
ليس ثمة شك أن من أروع ملامح ثورة 25 يناير كونها ثورة شعبية خالصة ضمت كافة فئات وشرائح وأطياف الشعب المصري العظيم، وتهدف إثارة مثل تلك المخاوف الخاصة بالثورة المضادة إلى تباين الآراء في تعريفها واختلاف التوجهات حول كيفية التعامل معها، ناهيك عن الصراع حول تحديد الأطراف المسئولة عنها، ويؤدي كل هذا التباين والنزاع إلى بث الفرقة بين صفوف الثوار وإغراقهم في أمور فرعية وهامشية، بل وربما تكون في معظمها وهمية، على حساب القضايا الرئيسية التي يتعين الإصرار على تحقيقها والدفاع عنها بكل ما أوتي المجتمع من قوة واتحاد.
رابعاً: تشويه صورة الثورة عن طريق بث الذعر:
أروع ما تتسم به ثورة الشعب المصري هو مقدار التحضر والرقي والتعقل الذي اتسمت به رغم كل التحديات والعنف الذي جوبهت به. يؤدي الترويج المكثف لفكرة الثورة المضادة إلى بث حالة من الذعر والتخوف في صفوف الثوار الأمر الذي قد يدفعهم إلى المطالبة باتخاذ إجراءات استثنائية متهورة بدافع حماية الثورة، قد يترتب عليها قدر كبير من الظلم بل وربما الاستبداد حرصاً على عدم السماح بإجهاض الثورة، الأمر الذي قد يشوه تلك الصورة النقية المتحضرة التي اتسم بها الشعب المصري طوال مراحل الثورة الفاعلة، ويعطي للمغرضين مادة سهلة للتحريض ضد الثورة واتهامها بالظلم والاستبداد أو عدم النضج على أقل تقدير.
خامساً: خفض سقف مطالب الثورة:
ليس هناك أسوأ من محاربة طواحين الهواء كما فعل دون كيشوت، وكما ظل النظام السابق يحكم مصر، ويبتز العالم الخارجي باستخدام فزاعة الإخوان، ويدعو إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار على حساب الحرية والكرامة والتنمية، الأمر الذي أفرغ المناخ السياسي الداخلي من مضمونه، ووضع الشعب بأسره رهينة تحت سطوة الأجهزة الأمنية، والترويج لفكرة أن الحزب الوطني هو المخلص المنقذ من طواحين الهواء، فإن الإفراط في التخويف من فزاعة الثورة المضادة يؤدي حتماً لنفس النتيجة السابقة، بصورة تنزع عن الثورة أهليتها، وتجعل من أوهام الأمن والاستقرار وحماية مكاسب الثورة من قبل بعض الجهات النافذة، سبيلاً لإعادة فرض السلطة الأبوية بصورة قد تهدد بإفراغ الثورة من مضمونها، وارتكان الثوار إلى خفض سقف مطالبهم خشية ضياع ما يمكن تحقيقه من مكاسب جزئية مرحلية، من منطلق أن ما لا يدرك كله لا يترك كله، وتكون الثورة بذلك قد سقطت في فخ لا فكاك منه.
فما الحل إذن؟ وهل تعني تلك السطور أن يتم تجاهل الثورة المضادة تماماً وعدم التعامل معها بهدف إفشالها؟ الإجابة بالقطع هي بالنفي التام، فلا بد من التعامل بمنتهى القوة والحزم مع محاولات الثورة المضادة، ولكن السؤال الأهم هو: كيف؟
* الحرص كل الحرص على الاستمرار في توحيد صفوف الثوار والعمل على تشكيل هيئة موحدة من مختلف أجنحة الثورة تمثل الأداة السياسية للتعامل مع مجريات الأمور، وتنقل للقيادة الحالية للبلاد ممثلة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة، المطالب المتفق عليها للثورة.
* الاتفاق على أن تباين التوجهات والأطياف لا ينبغي أن يعني الفرقة والشقاق بل يعني ثراء الأفكار وتباين أساليب التنفيذ، مع الحرص على تأجيل كافة المطالب الجهوية الناتجة عن تباين توجهات أطراف ائتلاف الثورة الموحد، إلى مرحلة لاحقة تكون أكثر استقراراً وبعد إرساء الأسس القوية السليمة لمستقبل العمل السياسي في مصر، والتي سوف تتيح لكافة التيارات المتباينة لأجنحة الثورة التعبير عن توجهاتهم وأهدافهم بموجب تلك الآليات في مناخ ديمقراطي صحي وسليم وفقاً لأسس التنافس الشريف بين الفاعلين السياسيين في المجتمع.
* استمرار التعبير السلمي الحر عن مطالب الثورة، في إطار من الشرعية والقانون، وعدم الحياد عن أعلى درجات التركيز على كافة المطالب المحورية للثورة، دون الالتفات لأية صراعات جانبية كانت أو وهمية بزعم مجابهة الثورة المضادة.
* مواصلة الضغط والمطالبة بمطاردة كافة رموز الفساد سواء المالي والسياسي أو الإداري، وعدم الاكتفاء ببعض الأسماء من قبيل ذر الرماد في العيون، أو الاقتصار على رموز الصف الأول للفساد، فهناك صف ثان وثالث يعدون أشد خطورة من الصف الأول لتغلغلهم بصورة أكبر في جذور المجتمع وسهولة اختفائهم عن الأعين.
* اتصالاً بالنقطة السابقة، على كل من يملك أدلة وقرائن على وقائع فساد أو إفساد أو ظلم أن يتقدم بصور منها للسلطات المعنية لتباشر مهامها نحو التحقيق لإثبات ما تم بالفعل من تجاوزات ومخالفات، وحتى لا نأخذ الحابل بالنابل أو نترك المجال أمام البعض لتصفية حسابات شخصية، تضر في النهاية بصورة الثورة.
إذن في اعتقادي، فإن السبيل الأمثل والأكثر فاعلية للتعامل مع الثورة المضادة والقضاء عليها في مهدها، هو ببساطة التوحد، ومواصلة الثورة، والتركيز على مطالبها، وإفراز آلية سياسية موحدة تطرح البديل أو المقابل لآليات وهياكل سبق وجودها ولا يزال بعضها ينازع من أجل البقاء.
التنظيم، الوحدة، التركيز، الإصرار، تلك هي المفاتيح الأربعة لاستكمال نجاح الثورة، وضمان عدم اختطافها، والقضاء على أي ثورة مضادة قد يعن للبعض من المفسدين محاولة القيام بها.
والله الموفق،،
واقرأ أيضاً:
سيناريو الثورة المضادة!/ تنظيف مصر من آثار الفرعون بالمقشات/ حكاوي القهاوي