يتحول المنزل بعد خروج الأبناء منه، وانشغال كل منهم في حياته الخاصة إلي منزل ثلجي؛ مليء ببرود الوحدة والهموم، يقتحمه الملل من كل جانب، فيحدث التباعد والفتور بين الزوجين، وتجد كل منهما في جانب، تفترسه الوحدة، رغم وجودهم تحت سقف منزل واحد.
ولكن لمَ حدث هذا؟ ولماذا تحول منزلهم الممتلئ دفا إلي هذا المنزل البارد؟
الإجابة بسيطة للغاية فمنزلهم لم يكن مليئا بالدفء كما يتوهمون، بل كان منزلا ثلجيا منذ بداية زواجهما، وظلت الثلوج تتراكم ولكنهما لم يلاحظا تراكمها لأن مشاكل الأبناء كانت تغطيها. وعندما رحل الأبناء ظهرت الثلوج.
لأنهما لم يهتما بتنمية زواجهما، وإنما اهتما بتنمية أولادهما. فكانت هذه هي الأرضية المشتركة بينهما.
لذلك لم تكن هناك مشاركة حقيقية بينهما، فلم يحدث أن تحدثا عن هواياتهما، أو اهتماماتهما. أو تحاورا في القضايا الاجتماعية والثقافية بل وحتى السياسية، وإنما كان حديثهما يدور في فلك أبنائهما.
ولذلك بعد رحيل الأبناء؛ يجدان هذا الفراغ يزيد، والفجوة بينهما تتسع. لأنه ليس هناك ما يجمعهما فما كان يجمعهما قد خرج الآن من حياتهما.
ولكي تذوب الثلوج في هذا المنزل. يجب أن يحاول كلا الزوجين الاقتراب من رفيق عمره. وأن يكسر كل منهما حاجز الخوف من الآخر. وأن يحاولا أن يكونا أصدقاء، حتى لا تكون العزلة هي الخيار الأفضل لهما.
وأخيرا لا تنسوا الابتسامة فهي الشمس المشرقة، التي ستذيب كل الثلوج التي تراكمت علي مر السنين، وتحول المنزل من منزل ثلجي إلي منزل مشرق.
واقرأ أيضاً:
سر صعوبة الخطوة الأولى / جرب فلن تخسر شيئًا