أبو أحمد محاسب قدير، ويبلغ من العمر 61 عامًا، تقاعد منذ سنة من عمله الذي كان يعتبره الأهم في حياته، ومن ذلك الوقت بدأت مشكلة أبو أحمد، الذي أصبح يلقب بـ (غضبان) بين أفراد أسرته، فهو سريع الغضب، مهما كان الأمر صغيرًا، كثير الصراخ، فصوته يرتفع حتى لو كان النقاش لا يستحق ذلك. لقد غدت هذه المشكلة تؤثر على استقرار البيت الآمن، بيت أبو أحمد.
ما هو الغضب؟
يعد الغضب من الانفعالات الهامة والتي يعاني منها نسبة من الناس، خصوصًا بعد تعرضهم لظروف من الإحباط، أو إصابتهم بأحد الأمراض المزمنة، أو تغير نمط حياتهم بسبب التقاعد أو السفر أو فقدانهم لممتلكاتهم.
والغضب حالة انفعالية، يرافقها ثوران الجسم، وسلوك عدواني جسدي أو لفظي، ويحدث نتيجة اعتقاد الشخص بأنه تعرض للظلم، أو الإهانة، أو أن الأمور تسير بطريقة لا يتقبلها الشخص، كأن تكون عكس التوقعات، أو عكس المعايير الشخصية.
مع العلم أنه في بعض الحالات يكون سلوك الشخص الغاضب الانسحاب من الموقف الذي أغضبه مع شعوره بالانفعال وعدم رغبته بتفريغ هذا الغضب لأي سبب كان.
هل يعتبر الشعور بالغضب أمرًا سيئًا؟
كل إنسان من الممكن أن يشعر بالغضب في موقف معين، إلا أنَّ الغضب غير المناسب يكون بشكل انفعال زائد عن ما يتطلبه الموقف، أو متكرر بشكل كبير، أو أنه يستغرق فترة أطول مما يجب، ويتم تفريغ المشاعر بردود فعل عدوانية على الأغلب.
ما يرافق الغضب من آثار:
- صراعات مع الآخرين، وتفاقم المشاكل القديمة.
- إيذاء الناس المحبوبين بالقول أو الفعل.
- النظر بشكل سلبي للغاضبين من قبل الناس.
- الندم من قبل الغاضبين خصوصًا بسبب التسرع والاندفاعية بالتصرفات.
- ارتفاع الخطر على الغاضب، إذا كان يسوق سيارة، أو بسبب طبيعة عمل تتطلب ضبط النفس، أو تخريب ممتلكات.
- الاندفاع باتخاذ قرارات غير مناسبة.
- الغضب حالة من فقدان الرشد قد يؤدي إلى مشاكل مع القانون.
- اختلاف نظرة الشخص الغاضب لنفسه حين يرى عواقب الغضب.
- أشارت الدراسات أن هنالك آثار صحية شديدة لدى كثيري الغضب، خصوصًا على المدى البعيد نسبيًا.
كيف أتخلص من غضبي؟
بما أن الغضب انفعال طبيعي فالهدف من علاج الغضب ليس التخلص من الغضب تمامًا، إنما الهدف هو:
- تخفيف درجة انفعال الغضب.
- تقليل عدد تكرار نوبات الغضب.
- تقليص مدة الفترة لنوبة الغضب.
- التعرف على عواقب الأمور بشكل أفضل.
مفاتيح الشعور بالغضب:
- توقع التعرض للإهانة.
- توقع فقدان السيطرة على الأمور.
- الشعور بالتهديد وتوقع الخطر.
- صعوبة التعامل مع الشعور بالإحباط.
- عدم تقبل الأمور إلا إذا كانت بمستوى توقع معين.
ماذا يقول الشخص الغاضب لنفسه:
- أنا أتعرض لمعاملة لا أتقبلها.
- لا أسمح لأحد أن يتصرف بشكل غير مناسب.
- سأوقف كل شخص يخالف ما أريد.
- لن أقبل أن تكون الأمور بعكس توقعاتي.
- يجب أن أتعامل مع الموقف فورًا بوضع حدود صارمة.
معتقدات خاطئة حول الغضب:
- يعتقد البعض أن تفريغ انفعال الغضب بالصراخ أو بأي سلوك غاضب يُحسّن من شعور الشخص الغاضب ويريحه، لكن عواقب الغضب ليست دائمًا مريحة، خاصة وأن الغاضبين على الأغلب يكتشفون أنه كان من الواجب عليهم التصرف بطريقة مناسبة أكثر.
- يعتقد البعض أن تفريغ مشاعر الغضب بعيدًا عن الناس بالصراخ، أو ضرب كيس ملاكمة، أو تكسير بعض الأشياء يساعد على تفريغ الغضب، ولكن الدراسات أثبتت أن مثل هذه السلوكيات تزيد من تكرار نوبات الغضب، لاعتياد الشخص على تفريغ الانفعالات بغضب وعدائية.
واقرأ أيضاً:
الأمومة علم وفن: أبناء العنف والغضب مشاركة2/ سريعة الغضب تتلذذ بإيذاء الذات م/ أبي ونوبات الغضب/ لا تغضب / المحاكمة (1) / ما هو الخوف؟