أحمد نائب مدير بنك ناجح، ويبلغ من العمر 35عامًا، يحمل درجة الدكتوراه في الإدارة، ورياضي سابق في ألعاب الدفاع عن النفس.
منذ سنتين بدأ أحمد مشوار مرافقة والدته التي كانت تعاني من السرطان، كان متعلقًا بها كثيرًا، ومشاهدًا لمعاناتها في كل مرحلة بالتفصيل، حتى تعافت.
بدأت مشكلة أحمد الذي أصبح يخاف من المرض؛ فعند شعوره بأي إحساس غريب بجسمه يخاف كثيرًًا، ويفكر أنه قد يعاني من السرطان، فيلجأ للفحص المتكرر مرات عديدة خلال الأسبوع!
ما هو الخوف؟
يعد الخوف من أهم المشاعر التي تنتاب الإنسان كحالة انفعالية، ويهدف هذا الشعور لتوليد حالة من الاستعداد والتأهب للجسم والعقل نتيجة للإحساس بالتهديد، بحيث يسعى الإنسان لحماية نفسه بالوسائل الممكنة.
هل يعتبر الشعور بالخوف أمرًا سيئًا؟
كل إنسان من الممكن أن يشعر بالخوف في موقف معين، فلولا الخوف ما درس الطالب للامتحانات بسبب الشعور بتهديد الرسوب، ولولا الخوف ما اهتم الأهل بصحة أبنائهم بسبب تهديد الأذى أو الموت، ولا بمستقبلهم بسبب تهديد الفشل، إلا أن الخوف غير المناسب يكون بشكل انفعال زائد عن ما يتطلبه الموقف، أو متكرر بشكل كبير بسبب مواقف لا تستحق ذلك، ويستغرق فترة أطول مما يجب، ويعيق ممارسة الحياة الطبيعية والفعّاليات اليومية للشخص بمستوى معين.
ما يرافق الخوف من آثار:
- كثرة الفحص واللجوء للأطباء دون سبب حقيقي. (تسوق الطب)
- الخوف من المرض بشكل مفزع ومبالغ به.
- توهم أقل إحساس جسمي بأنه مرض خطير.
- عدم الابتعاد مسافات بعيدة كالسفر بالسيارة، خوفًا من حصول مكروه أو الموت.
- قد يتطور الأمر لخوف من الأماكن العامة، أو خوف في الأماكن المغلقة كالمصعد.
- وهنالك الخوف الحاصل في المواقف الاجتماعية.
- الانزعاج المتكرر من أعراض جسمية، مثل الاختناق وصعوبات التنفس، وسرعة نبضات القلب، والدوخة.
مفاتيح الشعور بالخوف:
- توقع التعرض للأذى سواء الجسدي أو النفسي كالإحراج.
- توقع الموت.
- توقع فقدان الوعي أو فقدان السيطرة على الأمور.
- الشعور بالتهديد وتوقع الخطر.
- وضع الانتظار. (كأن الشخص في وضع انتظار لحدوث أمر سيء)
ماذا يقول الخائف لنفسه:
- أنا في وضع خطير.
- يبدو أن الأمور ستكون سيئةً جدًا.
- لن أستطيع السيطرة على الأمور.
- يجب أن أبحث عن الأمان الآن.
كيف أتخلص من خوفي؟
بما أن الخوف انفعال طبيعي فالهدف من علاج الخوف ليس التخلص من الخوف تمامًا، إنما الهدف هو:
- تخفيف درجة انفعال الخوف.
- تقليل عدد تكرار نوبات الخوف.
- تقليص مدة الفترة لنوبة الخوف.
- القدرة على التحكم والسيطرة على أعراض الخوف.
- معالجة طريقة الشخص في النظر للموقف من خلال التمييز ما بين الخطر الحقيقي، والخطر المتوقع المتخيل.
- العودة لممارسة نمط الحياة الاعتيادي دون أي تجنب بسبب الخوف.
معتقدات خاطئة حول الخوف:
- يعتقد البعض أن تجنب مسببات الخوف الزائد عن الحد هو حل للمشكلة، ولكن في الواقع أن التجنب يزيد المشكلة ويفاقم الخوف، ويسبب مزيد من التجنب، ومع المدة تتغير نمطية حياة الشخص ويصبح كل شيء مرتبط بخوفه.
- يعتقد البعض أن الموت محقق بسبب الخوف، والخوف في أعلى درجاته قد يسبب نوبة خوف، ورغم أن نوبة الخوف مزعجة، لكنها تنتهي دائمًا، ولا تستمر إلا فترة قصيرة، فهي كالفأر الذي تراه ربَّة البيت، فقد يخيفها لكنه لا يسبب لها أي أذى.
- يقول بعض المصابين بالخوف: أنا لم أكن جبانًا في حياتي، ولم أكن أخاف من شيء!.
الواقع أن الخوف المبالغ به ليس جبنًا، وهذا له علاقة بطريقة إدراك الشخص للأمور، فقد أصبحت بعض المواقف مثل المرض، أو الطائرة، أو تجمعات الناس تسبب للشخص الضيق بسبب طريقتة لتفسير الأمور بأن الأمر (خطير، كارثي، مؤذي، محرج...)
واقرأ أيضاً:
ما هو الغضب؟! / منظومة القلق، والخوف، والخجل : إياك والتحاشي ! / ولدي والخوف الشديد / أخي الصغير والخوف / ما هو الحزن؟
التعليق: مقال رائع حقا ولكن كل هذا يفترض إدراك الفرد لسبب خوفه ,
ماذا إن كنت لا أعرف سبب خوفي ؟؟؟
لكل شيء سبب ولكن ماذا إذا لم أستطع إدراك حقيقة هذا الخوف وسببه, كيف أتخلص من شيء لا أدري سببه؟