في الغرب، شعبية علم الأنساب هي الآن في ازدهار، وهذه الظاهرة تثير استغراب الباحثين. ترى أي فائدة للسعي وراء الأصول إلى حد أن يتعاطى الناس طوعا لهذا النشاط؟
يقدم فريق بحث ألماني بعض الإجابات:
تم وضع 80 طالبا في إحدى الظروف التجريبية الثلاثة التالية:
أن يفكر لمدة خمس دقائق في أسلافه من القرن 15، في أجداده، أو في التسوق. ثم طلب منهم تقييم نجاحهم المحتمل في الامتحانات القادمة. فكانت النتائج كالآتي:
أولئك الذين فكروا في أسلافهم -البعيدين أو القريبين- كانوا أكثر ثقة في النفس.
وقد يكون هذا التأثير اكتسب هذا الزخم الإعلامي مع ازدياد الشعور بالتحكم في الحياة...
وبالفعل، إذا كنا نحن هنا اليوم، فلأن أسلافنا كانوا قادرين على التغلب على مختلف المشاكل الشخصية والاجتماعية مثل الأمراض والحروب، الإحباطات النفسية والصعوبات الاقتصادية. مجرد التفكير فيهم قد يبين لنا أن الناس المتطابقة جينيا لنا قد تمكنوا من التغلب على محن الحياة. وبذلك، وسيتولد لنا الشعور أنه يمكننا أن نفعل ذلك أيضا.
ثلاث دراسات أخرى تبين أن التفكير في الأسلاف، بدلا من أصدقائه أو نحو ذلك، لا يحَسِن فقط ثقتنا في نجاحنا في المستقبل، بل في الواقع يزيد من أدائنا! الطلاب الذين يتذكرون أنسابهم قبيل اجتياز اختبارات الذكاء ينجحون بشكل أفضل، خاصة في المهام اللفظية والمكانية. وهذا ينبع من حقيقة أنهم يحاولون أشياء أكثر، يحاولون أن يجدون أجوبة.
اكتشاف آخر مثير للاهتمام: عامل الأسلاف هذا يلاحظ على حد سواء عندما يطلب من المواضيع تذكر الخصائص السلبية أو الإيجابية على حد سواء.
إذن، نحن نعلم الآن ما يتعين علينا القيام به قبل أن نخوض تحديا ما (امتحانات، مقابلات، توظيف...): أن نسرح بخيالنا بضع دقائق في شجرة عائلتنا.
المصدر:
Fischer, P., Sauer, A., Vogrincic, C., and Weisweiler, S. (2010). The ancestor effect: Thinking about our genetic origin enhances intellectual performance. European
Journal of Social Psychology DOI: 10.1002/ejsp.778
واقرأ أيضاً:
المشاعر الإيجابية مفيدة للصحة في الكبر / إظهار تعاطف الأطباء قد يعمل على تحسين رعاية المرضى