التنشئة الأسرية الموجهة نحو الصلاح الإنساني 4
مساحات مهجورة في بنائنا التربوي:
1- الشمولية والتكامل:
أ) شمولية الدوائر الأفقية للنفس: يتلخص نشاط النفس البشرية في ثلاث دوائر رئيسية هي المعرفة والوجدان والسلوك. والشخصية السوية يجب أن يتوازن فيها ويتناغم نشاط تلك الدوائر الثلاث.
ب) شمولية المستويات الرأسية (التصاعدية) للنفس: وهى المستوى الجسدي للنفس ثم المستوى العقلي ثم المستوى القلبي وأخيراً المستوى الروحي
جـ) شمولية الزمان: الوعي الممتد من الماضي السحيق إلى اللحظة الراهنة إلى اليوم الآخر وما بعده
د) شمولية المكان: الوعي الممتد من البيت إلى المسجد إلى المدرسة إلى العمل إلى المجتمع إلى العالم إلى الكون المرئي وغير المرئي إلى عالم الملكوت.
هـ) شمولية صنوف المعرفة: النقلية والعقلية والقلبية.
2- التربية الجنسية:
يقول علاء الدين آل رشي (عن كتاب مالا نعلمه لأولادنا.. ألف باء الحب والجنس ص 7): "وعندما كبرنا وجدنا أن الثقافة الجنسية لو أردنا تحصيلها لكان علينا أن نضع أنفسنا بين يدي أولاد الشوارع ممن حفظ الفكاهات الجنسية والألفاظ التي لا تخفى على أحد..."، وأنا أعرف كثيرا من المراهقين الذين تربوا في أسر ملتزمة دينيا وأخلاقيا تركوا منظومة الأسرة عند بداية المراهقة وانخرطوا في صحبة منفلتة لا لشيء إلا ليجدوا لديهم هذا العالم الآخر الذي لا يدرون عن أبجدياته أي شيء, وحين تبهرهم الرؤية يستمرون على هذا الطريق ويبتعدون عن نهج أسرهم الذي أصر عل ى إغماض أعينهم وعقولهم طول الوقت تحت دعوى الأدب والحياء والالتزام.
يقول الكاتب "كوستي بندلي" في مقدمة كتابه "كيف نواجه أسئلة أولادنا عن الجنس": "الإعلام الجنسي لا يحتاج فقط إلى توافر المعلومات اللازمة عن الجنس بكافة نواحيه من تشريحية وفسيولوجية ونفسية فحسب, مضافة إليها معلومات عن تدرج الحاجة إلى المعرفة الجنسية لدى الولد, وعن الأسلوب التربوي الصحيح لإشباع هذه الحاجة لديه وفقا للمراحل التي يمر بها, إنما يحتاج علاوة على ذلك إلى مراجعة الأهل لمواقفهم العميقة من الجنس, ومحاولة تصحيح ما اعوج منها, وهو ما يعني ضرورة مراجعة مواقفهم المعاشة وتطويرها نحو الأفضل, فالتربية عملية تبادلية, والوالدان لا يربيان أولادهما فحسب بل يتلقيان منهم بالمقابل تربية تقودهم إلى مزيد من الاكتمال والنضج" (عن كتاب ملا نعلمه لأولادنا.. ألف باء الحب والجنس, ليلى الأحدب ص 223).
3- التربية السياسية:
لقد أهملت مجتمعاتنا العربية والإسلامية مسألة التربية السياسية ولهذا نشأت أجيال فرطت في الكثير من حقوقها وعاشت على أخلاق العبيد من خوف وانصياع وخضوع. ومن هنا نرى أهمية أن نربي أبناءنا ليكونوا على وعي بمفاهيم المواطنة الكاملة... الحقوق والواجبات... الوعي المجتمعي... العلاقة بالآخر في الوطن وخارجه... الكرامة الشخصية والكرامة الوطنية.... أخلاق الأحرار لا أخلاق العبيد... فهم سيكولوجية السلطة وسيكولوجية الجماهير والتفاعل بينهما.... الحرية والعدل والمساواة.... فهم آليات التعامل مع الاختلاف.... السلوك الإنتخابي.... الوقوف في وجه الفساد والمفسدين... التعامل مع الجماعات السياسية المختلفة.
وقد يرد البعض –متسرعا – فيقول بل لدينا في عالمنا العربي كتبا في التربية الوطنية وفيها دروس في التربية السياسية. وقد يكون صحيحا أن في مناهجنا ومقرراتنا المدرسية كتبا من هذا النوع, ولكنها في الحقيقة تعمل ضد التربية السياسية الصحيحة, إذ هي توضع في كل بلد عربي لتكرس لتمجيد وتعظيم النظام السياسي القائم, وتلغي بالتالي أي قدرة للقراءة النقدية للنظم والمجتمعات والسياسات, وهذا يدفع لإنتاج أجيال تهتف باسم الرئيس أو الملك أو الأمير, وتقدس النظام القائم وتراه أحسن الأنظمة, وترى سياساته وإنجازاته هي الأعظم على الإطلاق, وترى الذات الوطنية بشكل نرجسي يمحو من الصورة بقية العالم والنظم والسياسات.
وقد يعتقد البعض أن مشاكلنا في المجتمعات العربية تعود لاضطراب أحوالنا السياسية, وأن ذلك يستدعي إصلاحا للنظم والحكومات, وقد يكون هذا صحيح إلى حد كبير, ولكنه ليس كل شيء, فاضطراب العلاقة بين الرئيس والمرؤوس ليس قاصرا على العلاقة في مستواها الأعلى بين الحاكم والمحكوم, بل هو واضح كالشمس في علاقة أي رئيس بمرؤوس على أي مستوى مهني أو إداري فترى ذلك في المدارس والجامعات والمستشفيات والمصانع والمؤسسات, وكأنه وباء مستشر على كل المستويات, وهو في النهاية يفرز ذلك الخلل في الممارسة السياسية التي نراها أمام أعيننا.
وأذكر أن أحد الجمعيات الأهلية قد قامت بعمل برنامج تحت عنوان "الحرية في المجتمع المدرسي" وكنت أحد المشاركين في البرنامج, وقد أكدت فعالياته صعوبة تصور الحرية في المجتمع المدرسي فضلا عن ممارستها, وإن كان للبرنامج فضل كبير في زيادة الوعي بموضوع الحرية في المدرسة وخارجها, وتحفيز الجهود لتحمل مشاق تحقيق مبادئ الحرية المسئولة لدى الطلاب والمدرسين والإدارة.
وهذا يعود بنا إلى البيت الذي ما زالت الأمور فيه مضطربة بين سلطة أبوية قاهرة ومستبدة تلغي خيارات الأبناء وإراداتهم وبين تمرد طفولي غير ناضج لا يعرف ماذا يريد ولا ماذا يفعل في حالة تحطيمه للسلطة الأبوية القاهرة. ونادرا ما تجد بيوتا استقر فيها مفهوم الحرية الناضجة والمسئولية الراشدة والرعاية المتحررة من الوصاية.
وهذا يأخذنا للوراء أكثر لنرى العلاقة بين الرجل والمرأة, ونشهد ذلك الصراع الظاهر أو الخفي لتسلط طرف على طرف وربما إلغائه ليعطوا درسا للأبناء بأن الحياة لا تتسع لرأيين ولا لإرادتين, وأن الاختلاف يعني صراعا وفرقة ولا يعني تنوعا وثراءا.
إذن فنحن في حاجة إلى رؤية التربية السياسية في جذورها الأولى, في العلاقة بين الزوج والزوجة, وبين الأب والأبناء, وبين المدير وتابعيه, وبين رئيس مجلس الإدارة والمديرين, وبين رئيس مجلس الوزراء ووزرائه, لنصل في النهاية إلى العلاقة بين الحاكم والمحكوم.
وأي جهود إصلاحية لا تضع في اعتبارها كل هذه المستويات التي ذكرناها نتيجتها ستكون محاطة بالشكوك, وأي اختزال للإصلاح في مستوى دون آخر يؤدي بالضرورة إلى هشاشة ذلك الإصلاح.
وسوف يستدعي هذا مراجعة للتركيبات النفسية الأساسية للسلطة والجماهير والمعارضة, واعترافا بحتمية الاختلاف كطبيعة بشرية, وقبولا للتعددية كقانون يسمح بالتفاعل الآمن بين المختلفين, ومعرفة لآداب الحوار, ووعيا بكيفية انتشار الفساد وتنامي نزعات العنف والتطرف.
4 - التربية الجمالية:
وتعني في أبسط صورها تنمية الحس الجمالي لدى النشء بحيث يهتموا بجمال الكلمة وجمال الموقف وجمال المكان. ولو تأملنا في مجتمعنا لوجدنا آثار ضعف التربية الجمالية ممثلا في الألفاظ النابية, والتصرفات القبيحة, والمباني الخالية من معالم الجمال, والشوارع الممتلئة بالقمامة, والمناطق العشوائية. وربما يعكس هذا الضعف هامشية حصة التربية الفنية في المقررات المدرسية وعد التفات الأسر أو أغلب الأسر إلى البعد الجمالي في البناء التربوي.
وصفات الذوق الرفيع والجمال الراقي في بناء الإنسان الصالح ليست صفات كمالية أو ثانوية وإنما هي صفات أساسية مرتبطة بالإيمان حيث أن الله الذي نؤمن به يتحلى بصفات جلال وصفات جمال، وهذه الصفات حين تنشر ظلالها على حياة المؤمن بها فلابد وأن تكون النتيجة مستوى عالٍ من الذوق والجمال.
والمتأمل لمخلوقات الله جميعها يلحظ من أول وهلة صفات الجمال والإبداع الراقي، فلا يصح بعد ذلك أن يكون الإنسان بمظهره وسلوكه خارقاً لقانون الجمال الرباني بل مؤيداً له ومظهراً إياه.
فالنظافة من الإيمان والله جميل يحب الجمال والحضارة في معناها الصحيح هي نتاج عقول امتلأت بمعاني التوحيد والخلود ووجدانات امتلأت بمشاعر القداسة، وصدور انشرحت لتلك المعاني والمشاعر فتلقت الجمال الكوني وصاغته فناً خالداً.
وحين يعمل الإنسان لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فإنه يرضى بالأدنى لأنه يعمر حياة قصيرة ومنتهية لا محالة، أما حين يعمل ساعياً لوجه الله فقد ارتبط بالخلود وعندئذ لن ترضيه لذة عابرة بل سيسعى نحو الأرقى والأدوم.
5 - الإبداع:
حين نستعرض العلوم الحديثة (المادية بشكل خاص) نلاحظ غياب الأسماء والإسهامات العربية والإسلامية عنها (إلا فيما ندر)، وحتى إذا وجدنا إسهامات فهي في الغالب مستندة أو متطفلة على الإسهامات والأسماء الغربية ومحتمية بها وباحثة عن مصداقيتها من خلال الاستدلال بها.
ولو توقف الأمر عند العلوم المادية الحديثة لهان الأمر بعض الشيء فالغربيون قد أعطوا الدنيا والمادة كل اهتمامهم، ولا غرابة إذا برعوا فيها، ولكن الأمر تجاوز ذلك الحد حتى وصل إلى تفوقهم وتقهقرنا، وإبداعهم المستمر وتطفلنا المستمر في مجال العلوم الإنسانية التي كان من المفروض أن يتفوق فيها العرب والمسلمون نظراً لما لديهم من كنوز دينية وتاريخية تثرى هذا المجال كأعلى ما يكون الثراء.
ورغم انتشار جامعاتنا ومعاهد أبحاثنا وبعثاتنا الخارجية والداخلية إلا أن بحوثنا مازالت تابعة ومقلدة في أغلبها وأصبحنا في موقف المتلقي السلبي وليس المتلقي الايجابي (راجع رسائل الماجستير والدكتوراه وأبحاث الجامعيين الملقاة على أرفف المكتبات بجامعتنا ومعاهد أبحاثنا). وأصبح محظوراً (أو شبه محظور) على عالم عربي أو مسلم أن يعلن رأياً أو يضع نظرية أصلية مستقلة تمثل بيئته وفكره الإسلامي وحركة تاريخه، إلا أن يكون مستأنساً ومستنداً إلى آراء ونظريات غربية مشابهة يعتبرها جذوراً لرأيه أو نظريته.
والذين مروا بتجربة عمل رسائل جامعية (ماجستير أو دكتوراه) كانوا يحسون ميل المشرف (أو المشرفين) لأن تكون نتائجهم قريبة من نتائج الدراسات الغربية المشابهة، وأحيانا يضطر الباحث إلى لوي عنق النتائج لتحقق هذا الغرض وتقبل الرسالة. وكانت النتيجة أننا فقدنا الكثير من أصالتنا وقدراتنا الإبداعية الفطرية التي منحها الله لنا ولكل الناس في كل زمان ومكان، وأصبحنا مجرد متلقين سلبيين وحفاظاً للعلوم الغربية (المادية والإنسانية على حد سواء).
وقد نشر أخيراً أنه قد تم تسجيل 640 براءة اختراع في إسرائيل (حوالي ثلاثة ملايين نسمة) في العام الماضي في حين تم تسجيل 24 براءة اختراع فقط في نفس العام في العالم العربي كله (280 مليون نسمة). وهذه الأرقام ربما تشير إلى حجم المشكلة (المأساة) بشكل يستدعى القلق وإعادة النظر في طرق التربية في بيوتنا والتدريس في مدارسنا، وتجعلنا نتساءل: ما الذي أدى بنا إلى هذا الوضع؟… هل نحن نوع خاص من البشر لا يملك قدرات إبداعية، ولذلك ليس أمامنا إلا التطفل على إبداع غيرنا؟… بالطبع هذا قول غير صحيح من الناحية العلمية والواقعية… حيث أن الإبداع طاقة فطرية موجودة في كل الشعوب والأجناس ولكنها تحتاج إلى وسط مناسب يفرح بكل إبداع ويرعاه ويتبناه وينميه حتى يحدث التراكم الإبداعي الذي يجدد الحياة ويجعل لها معنى ومذاق متجدد.
إذن فلنبحث عن الظروف التي كبتت الإبداع وأحبطته في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ونوجزها فيما يلي:
1- الخلط بين مفهوم الإبداع والابتداع: مما جعل الناس بشكل مباشر أو غير مباشر ينفرون من الإبداع خوفا من الوقوع في دائرة الابتداع. والإبداع هو رؤية علاقات جديدة بين الأشياء وربطها بشكل جديد والوصول إلى أشياء جديدة تضاف إلى الرصيد البشرى في التطور. أما الابتداع فهو محاولة إضافة شيء غير أصيل وغير ثمين إلى شيء أصيل وثمين. وهذا المفهوم (الابتداع) يستخدم على وجه الخصوص في المجال الديني وهو مفهوم سلبي لأن الإضافة في هذا المجال تشويه وتلويث خاصة إذا اقتربت من الأصول المحكمة التي لا خلاف فيها ولا مجال للاجتهاد.
ولقد حدث في بعض الأوقات وفى كثير من الأذهان خلط آخر بين مفهوم الابتداع ومفهوم الاجتهاد (وخاصة فى العصور المتأخرة) فتقلص الاجتهاد وتقوقع المجتهدون خوفاً من الوقوع في دائرة الاتهام بالابتداع.
2- إعلاء قيمة الاتباع (والانقياد لما هو سائد) على قيمة الإبداع: وليس المقصود بالاتباع هنا اتباع الأصول الدينية، وإنما اتباع العرف والتقاليد وكل ما هو سائد رغم مخالفة الكثير منه لما هو صحيح. ويزيد من ضغط هذا العامل الترابط الاجتماعي والأسرى (وهو عامل ايجابي بلا شك حين يأخذه مساره الصحيح) مما يجعل خروج شخص ما بفكرة جديدة أو عمل جديد يخالف ما هو سائد – عملية تحمل مخاطر تهديد العلاقات الأسرية والاجتماعية مما يجعل الشخص يؤثر كتمان أو قتل أي فكرة إبداعية في مهدها محافظة منه على الاستقرار السائد.
3- طريقة التربية: والتي تعلى من قيمة الطاعة العمياء والانقياد لإرادة وخيارات الكبار وتعطيل إرادة وخيارات الصغار، وتقديس السابقين وتحقير اللاحقين، وعدم الاحتفاء بالجديد بل النظر إليه بخوف وارتياب ومعاملة من أتى به معاملة المارقين الخارجين عن الإجماع.
4- المناخ العام في المدارس والجامعات: يسود في كثير من مدارسنا وجامعاتنا ومعاهد أبحاثنا مناخ عام ينفر ويفزع (بشكل معلن أو غير معلن) من نبضات الإبداع الجريئة وينبذ صاحب هذه النبضات في أقرب فرصة ممكنة، ولا يسمح إلا باحتضان المسالمين (والمستسلمين) والمنقادين لخط التقليد (والتطفل) العلمي السائد طلباً للسلامة والاستقرار العلمي الزائف.
5- غياب الحرية: سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، فالإبداع لا ينمو إلا في مناخ حر يسمح بتعددية الرؤى والاجتهادات والممارسات، أما في المناخ الاستبدادي حيث أحادية الرؤية والاتجاه والممارسة فإن الابداع يموت أو يتوارى خشية الاتهام بالمروق والعصيان والتآمر.
6- تقديس ما لا يجب تقديسه: فنحن كأمة نمتلك تراثاً هائلا من الأديان والفلسفات والأعراف والتقاليد، وكلها تأخذ في العق الجمعي مكانة أقرب للتقديس، وهذا يجعل مناطق الحظر عديدة ومتشابكة ويشكل عبئاً تقيلاً على حركة الفكر والإبداع. كذلك يجب إعادة النظر في ذلك التراث بحيث لا نقدس منه إلا ما كان وحياً إلهياً لنبي أو رسول أما قول البشر خارج هذه الدائرة فهو قابل للأخذ والرد.
7- الإحباط وضيق الصدر: فالمبدع يحتاج أن يكون منشرح الصدر ويشعر بالأمان والاطمئنان. وقد توفرت له حاجاته الأساسية فراح يفكر فيما هو أعلى وأفضل، أما إذا كان يعيش حالة من الضنك وضيق العيش وعدم الأمان والقهر والإحباط فإن جذوة الابداع ستنطفئ بداخله ويعيش عمره مقهوراً محبطاً.
8- فقد الثقة بالنفس: فكثير منا حين يسمع عن أبداع عالم عربي أو مسلم يتشكك في جدواه، وكأنه قد رسخ في أذهاننا أنه ليس هناك ولن يكون هناك أبداع خاص بنا، وأن الابداع صناعة غربية خالصة، وأننا يجب أن نظل في الصفوف الخلفية، وأن نسمع ونطيع ما يصلنا شاكرين لرواد الحضارة الغربية الحديثة أفضالهم، وأنهم سمحوا لنا حتى بمجرد اتباعهم الذي لا نستحقه. وهذه الدونية والهزيمة الداخلية قتلت بداخلنا دوافع الابداع وطمست جذوره الفطرية التي منحنا الله إياها.
6 - المناعة لا المنع:
"لم يعد هناك أي مكان في وقتنا الحاضر للتحفظ على نقل المفاهيم الجنسية الصحيحة لأولادنا, لأننا إذا لم نقم بذلك, فهناك أسئلة ملحة في عقولهم يجب أن يجاب عليها, وهناك مساحات واسعة في نفوسهم يجب أن يملأ فضولها, فلتكن تربيتنا بعيدة عن الفراغات متجنبة للثغرات قدر المستطاع, وإلا حلّت المفاهيم الخاطئة في العقول, واستعمرت النفوس, وترسخت في الصدور, مما يجعل اقتلاعها فيما بعد صعب جدا, لذلك فإن من الواجب أن نبتعد بأولادنا عن الهزّات والبراكين التي قد يتعرضوا لها إذا لم نبن معلوماتهم في كل نواحي الحياة على أساس راسخ من العلم والإيمان" (ليلى الأحدب, مالا نعلمه لأولادنا ص 196-197).
التليفزيون والإنترنت والموبايل وسائر الوسائط الحديثة تكاد تبتلع أولادنا وتحجبهم عنا وتحجبنا عنهم وتلوث وعيهم. لم يعد المنع ممكنا فضلا عن كونه غير مطلوب ولم يبق أمامنا إلا المناعة تعصمهم وتعصمنا من الطوفان الإعلامي والمعلوماتي... ولم يعد بمقدورنا إلا تنمية المهارات الإيجابية الناقدة لما تراه العين أو تسمعه الأذن.
7- الجانب الأخلاقى:
يسود العالم الآن نوع من الأخلاق النفعية وهى نظام من السلوك يتبعه الفرد ليس إيماناً بحسنه أو قبحه، وإنما لمعرفته بأنه يحقق المصلحة، وهذا النوع من الأخلاق منتشر في الغرب بوجه خاص، فتجد مثلاً التاجر صادقاً وأمينا ولطيفاً، وتجد الصانع دقيقاً ومخلصاً، ولكن مشكلة هذا النوع من الأخلاق هي عدم ثباتها، فإن صاحبها يكون مستعداً للانقضاض عليها واستبدالها بنقيضها أحياناً إذا وجد مصلحة في ذلك، وربما نعرف جميعاً كيف أن الإنسان الغربي الذي يتميز بالعدل والأمانة والصدق في بلده كان يتحول إلى الظلم والكذب والخداع في تعامله مع الآخرين خارج حدوده خاصة أيام الاحتلال.
وعلى العكس فإن الأخلاق المطلقة مصدرها الأساسي هو الدين، وهى تتميز بالثبات والأصالة فهي موجودة في كل الأحوال والظروف. أما الأخلاق النفعية فمصدرها الموروث الثقافي للشعب.
وللأسف فإن نسبة غير قليل من المعاصرين قد أهملوا البعد الأخلاقي، فهم لم يلتزموا بالأخلاق المطلقة وفشلوا حتى في الالتزام بالأخلاق النفعية، وقد نشأ عن هذا نوع من عدم التناسق في الشخصية والذي يصل في بعض الأحيان إلى التناقض الشديد بين الاهتمام بالعقيدة والعبادات وبين المعاملات والأخلاق وكأنها أقسام مختلفة لا رباط بينها في وعى هؤلاء الناس فتجد الواحد منهم يصلى ويصوم ولكنه في نفس الوقت يكذب ويغش ويظلم وكأن هذا شيء وذاك شيء آخر.
لذلك فالإنسان الصالح يحتاج أن يعيد لوعيه قول الله تعالى ممتدحاً أخلاق رسوله "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ" (القلم 4) وأن يعيد لوعيه قوله تعالى ممتدحا أخلاق المؤمنين"وَالْكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ" (العمران 134). وقوله تعالى آمراً إياهم: "وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ" (النساء 58).
وأن يعيد إلى وعيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وأن الله يبغض الفاحشين البريء" (رواه الترمذى).
وحين نقول بأن الخلق الحسن هو مفتاح القلوب ورسول السلام إلى البشر جميعاً فإننا نقر سنة كونية صرح بها الله تعالى في كتابه الكريم مادحاً وموجهاً لرسوله صلى الله عليه وسلم ولكل من يحمل رسالة الخير للناس من بعده: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ" (آل عمران 159).
فقد ثبت في كل مراحل التاريخ وفى كل المجتمعات البشرية أن الناس تنفض عن كل قاسٍ خشن غليظ القلب، وتنفض عن كل حاقد مستبد، وتلتف بعقولها وقلوبها حول كل رحيم لين طيب رقيق عفو يحترم عقولهم وآراءهم.
وللأخلاق جمال أخاذ ربما يفوق جمال الطبيعة وجمال الوجوه فللكلمة الطيبة سحر لا ينس وللموقف النبيل أثر رائع يزداد توهجاً مع الأيام. فتظل تلك الكلمة أو ذلك الموقف يجلجلان في صفحات التاريخ على مدى آلاف السنين تتناقلهما الأجيال بكل الإعجاب والانبهار.
8- احترام البعد الزمني (المسارعة والمسابقة):
لقد فرضت تقنيات الحضارة الحديثة إيقاعاً سريعاً للزمن وللتطور ولهذا لم يعد مقبولاً ولا محتملاً أن يمارس الإنسان المعاصر التثاؤب التاريخي على المقاهي أو أمام شاشات التليفزيون أو في ثرثرة فارغة، بل أصبح لزاماً عليه احترام قيمة الوقت لتعويض ما فات ولتحصيل ما هو آت، وان لم يفعل ذلك فسوف يتجاوزه التاريخ.
9- الترقي في مستويات الدين والحياة:
أحد المظاهر المهمة للصحة النفسية هو سعى الشخص (وسعى الأمة) الدائم نحو الترقي، ولا يحدث هذا إلا بتراكم الخبرات واستيعابها في منظومات قابلة للإضافة والنمو بشكل دائم. وفكرة الترقي ليست ترفاً بل هي في صلب المنظومة السلوكية للمؤمن حيث يبدأ مشواره الصاعد بالإسلام ثم الإيمان ثم الإحسان. وإذا ارتبطت روح الترقي (سعيا نحو وجه الله) بحبل الإيمان فإن الشخص (وكذلك الأمة) لا يرضى بالعيش بين الجحور بل يظل ساعياً نحو الكمال والتكامل في شئون حياته فتعمر به الحياة.
10- الانطلاقة الكونية:
إذا كان وعى الإنسان الصالح وعياً كونياً يشمل النفس والأرض والسماوات، يشمل عالم الشهادة وعالم الشهود، يشمل الماضي والحاضر والمستقبل، فإننا نتوقع أن تكون لهذه الشخصية انطلاقة كونية ترتاد كل هذه الآفاق بكل الوسائل المتاحة لها مثل التخيل والتفكير والسير والاكتشاف وارتياد كل دوائر المجهول التي تسمح ملكات الإنسان وأدوات التكنولوجيا المتراكمة بارتيادها.
والذين تحقق لديهم هذا الوعي في كل الحضارات نجدهم قد تخيلوا وتفكروا وساروا في الأرض وغاصوا في النفوس وفى البحار وتوغلوا في الغابات وطاروا في الفضاء، ولكن بعضهم فعلوا ذلك استعلاءاً واستغلالاً وسيطرة فأفسدوا كثيراً من سعيهم وجعلوه نقمة على الإنسان.
وقد آن الأوان أن تكون الانطلاقة الكونية ممزوجة بالنزعات الإيمانية والنزعات الإنسانية التي تجعل هذه الانطلاقة لخير البشر – وقد آن الأوان أن تعود إلى الوعي الآيات الكونية التي تحض على التأمل والنظر والمسير: "وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ * وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ" (الذاريات 20-22) "قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الخَلْقَ" (العنكبوت 20).
11- العمل الجماعى (روح الفريق):
لقد أثبتت الحضارات القديمة والحديثة بتراكيبها وتنظيماتها المعقدة استحالة الاعتماد على البطولات والانجازات الفردية في الرقى مهما تكن عظمتها، وأن العمل كفريق هو أحد أهم أسرار البناء والرقى. والاعتماد على الانجازات الفردية المتناثرة لا يؤدى فقط إلى احباط مشروعات النمو الجماعي وإنما يكرس أيضاً للنرجسية والذاتية والأنانية والافتتان بالأفراد وتقديسهم.
بعض الأخطاء التربوية الشائعة؛
أحيانا يقع الوالدان في بعض الأخطاء التربوية بقصد أو بدون قصد ، وهذه الأخطاء يكون لها أثر بعيد المدى علي حياة الابن (أو البنت) وعلي صحته النفسية، نذكر من هذه الأخطاء ما يلي:
1 - تربية رد الفعل:
ونضرب لذلك بعض الأمثلة:
* رجل عاني من قسوة أبيه وشدته فيعمد إلي استخدام أسلوب معاكس تماما مع أبنائه فيميل إلي اللين (المطلق) والتسامح (المطلق)، فيترك العنان لأبنائه يفعلون ما يريدون دون محاسبة أو مراقبة من أي نوع، فينشأ الأبناء يلا ضوابط، وهذا يجعلهم في حالة من الضياع والحيرة والترهل النفسي مثلهم كمن يمشي في طريق بلا علامات ولا حواجز ترشده.
* امرأة عانت من صرامة أمها وشدة مراقبتها لتصرفاتها ووضع الحواجز الكثيرة أمام كل تحركاتها، لذلك تعمد إلي أسلوب معاكس تماما في تربية أبنائها وبناتها فتميل إلي إعطاء بناتها (بصفة خاصة) الحرية المطلقة يفعلن ما يردن دون وضع أي ضوابط من أي نوع، فتنشأ البنت وهي أشبه بسيارة بلا كابح (فرامل).
* رجل عاني من بخل أبيه وتقطيره، فنجده يميل إلي تربية أبنائه علي الإسراف الشديد فيعطيهم كل ما يطلبون، فينشأ الأبناء في حالة شراهة استهلاكية ولا يحتملون تأجيل أي رغبة أو احتياج لأنهم تعودوا علي الإشباع الزائد والسريع. والمشكلة في تربية رد الفعل أنها تجنح إلي الغلو دائما (ناحية اليمين أو ناحية اليسار) وتنسي الوسطية والاعتدال.
2 - تربية القضبان الحديدية:
وفي هذه الحالة يرسم الأب (أو الأم) خطا محددا لتربية الابن (أو البنت) يكون أشبه بقضيب السكة الحديد، ويتصور أن الابن هو قطار سكة حديد يجب أن يمشي علي هذا القضيب وفي هذا المسار بلا اختيار أو خروج عن هذا المسار و(لو قليل) وهذه الطريقة -علي الرغم من إصرار الكثير من الآباء والأمهات عليها- إلا أنه تتنافي مع طبيعة الإنسان الذي أعطاه الله الإرادة وأعطاه حق الاختيار (حتى في أن يعصاه) والإنسان -أي إنسان- جاء إلي هذا الكون ليحدث حركة جديدة وينشئ موقفا جديدا مدعما أو مغايرا لحركة الوالدين، وبهذا تتجدد الحياة وتنمو وتتطور، ولا يمكن أن يحدث هذا لو تصورنا أن الأبناء ما هم إلا نسخا (أو استنساخا) من الوالدين. إذا فهذه الطريقة في التربية -حتى لو نجحت- فإنها تعطي صورا مكررة باهتة للجيل السابق، وهذا يوقف نمو الحياة وتطورها. إذا أصر أحد الوالدين علي هذه الطريقة في التربية فإن النتيجة تكون أحد الاحتمالات التالية:
أ - أن يتخلي الابن عن إرادته واختياره ويسلم قياده لأبيه (أو لأمه) ويصبح شديد الاعتماد عليه (أو عليها) في كل شيء، ويفقد القدرة علي المبادرة والإبداع، ولا يفعل إلا ما يقوله الأب (أو الأم) ويعجز عن مواجهة المواقف المتغيرة في الحياة.
ب - أن يتمرد الابن علي الأسرة ويأخذ الخط المعاكس تماما لما تريده ويصبح عنيدا مشاكسا ويحاول إثبات ذاته من خلال نفي خيارات أبيه أو أمه مهما كلفه ذلك من عناء ومشكلات.
ج - أن يضطرب الابن فيصبح مترددا بين خيارات الأب وخياراته الشخصية ويقف حائرا بينهما فيقرر في النهاية أن يتوقف عن الحركة تماما ولا يفعل أي شيء لأنه غير راض عن خيارات أبيه له، وخائف في نفس الوقت من خياراته الشخصية.
3 - تربية التعويض:
ونعطي لذلك بعض الأمثلة:
* عجز الأب في أن يحقق حلمه في التفوق الدراسي ويصبح طبيبا، لذلك نجده يصر علي أن يحقق ابنه هذا الحلم فيلزمه بساعات طويلة في المذاكرة ويحضر له المدرسين ليحشرون العلوم في مخه بكل الوسائل الممكنة ويعدونه لكي يكون "كائنا امتحانيا" لا يفعل شيئا إلا الحصول علي الدرجات اللازمة لتحقيق الحلم (حلم أبيه وليس حلمه هو). وعلي الرغم من كب هذه الجهود والمحاولات يفشل الابن دراسيا لأنه لا يجد نفسه في هذا الطريق، وحتى لو حدث واستطاع الحصول علي المجموع الذي يريده الأب فإنه يكون قد فقد قدرته علي التعامل مع متغيرات الحياة، فهو غالبا يعجز عن التفكير والابتكار وتحمل المواقف الصعبة، ويعجز عن الاعتماد علي نفسه في أي شيء لأنه قد تحول بفعل فاعل إلي من كائن إنساني إلي "كائن امتحان".
* تزوجت الأم من رجل فقير فعانت مرارة الفقر والاحتياج لذلك تزرع في أبنائها وبناتها حلم الغني والامتلاك، وترفع لديهم من قيمة المال وتجعله فوق كل شيء، وتحدد كل خياراتها لهم علي هذا الأساس، وحتى عند زواج أحد بناتها فهي تختار لها الزوج الغني وتنسي في سبيل ذلك كل الاعتبارات الأخرى.
4 - تربية الحماية الخانقة:
حين تعاني الأم (وأحيانا الأب) من الشعور بعدم الأمان فإنها تسقط ذلك علي أسلوب تربيتها لأطفالها فتكون شديدة الخوف عليهم من كل شيء، فلا تستطيع أن تترك الطفل يلعب أو يخرج من باب المنزل أو يختلط بأطفال آخرين، وهي دائما تجد المبررات لذلك فتدعي أن السيارات تمر بسرعة أمام المنزل، وأن أبناء الجيران يتفوهون بألفاظ قبيحة وأن الطفل لا يستطيع حماية نفسه من أي خطر...... الخ. وحتى حين يصبح هذا الابن مراهقا فإنها لا تسمح له بالخروج إلا للضرورة القصوى وإذا خرج للمدرسة تتابعه بنظراتها من الشباك حتى يغيب، وإذا خرج مع أصدقائه تجلس في انتظاره وهي في حالة قلق شديد. وهذه الأم لديها إحساس بأن طفلها ضعيف جسديا ونحيل الجسم (رغم أنه يكون في حالة سمنة في بعض الأحيان) وأن وجهه شاحبا (رغم أنه يكون متوردا في الحقيقة)، وهذه الصورة السلبية تنتقل من الأم إلي الابن فيعتقد دائما أنه ضعيف البنية وأنه غير قادر علي مواجهة الأخطار فيستسلم للأم ويجلس بجوارها مهزوما ضعيفا، أو أن يحدث الاحتمال الآخر وهو أن يتمرد علي هذا الحنان الخانق ويخرج من نطاق الأم ويصبح مشاكسا عنيدا ويهرب من البيت ويفعل كل الأشياء التي تخاف منها الأم.
وهذه الحماية الخانقة تكثر في الأم القلقة المحبطة الخائفة، وتزداد في حالة الابن الوحيد أو الابنة الوحيدة، وتزداد أكثر إذا كان الأب متوفيا أو غائبا.
الخلاصة:
ثمة حيرة تربوية لدى قطاع كبير من الناس, ربما يكون مردها كثرة النصائح والتوجيهات التربوية, مع غياب منهج تربوي متكامل يقوم على أسس علمية سليمة.
ولم يعد الأبوان في هذا العصر مطلقي اليدين في تربية أبنائهم بل يدخل على الخط معهم وربما قبلهم وسائل حديثة كالفضائيات والإنترنت وسائر وسائل الاتصال, وهذا يشكل تحديا كبيرا للاتساق التربوي والتوازن الثقافي.
وقد يقع المربين في أخطاء تربوية بقصد أو بدون قصد يكون من نتائجها تشوهات في شخصية الأبناء قد تستمر معهم سنوات طويلة, لذلك فإن وجود قواعد تربوية واضحة ومرنة ومواكبة لمراحل النمو يشكل أهمية وصمام أمان للمربين ويضمن قدر كبير من السواء في عملية التربية.
ولا يكفي وجود هذه المناهج التربوية في صفحات الكتب وعقول علماء التربية والنفس, وإنما يحتاج الأمر لنقل كل هذا للأزواج والزوجات في وقت مبكر من خلال ندوات ودورات وورش عمل تعقد قبل الزواج وبعده.
ويبقى دور المفكرين والعلماء في معاودة النظر في المناهج والأساليب التربوية لتواكب تغيرات العصر المتلاحقة ولتحافظ في ذات الوقت على الثوابت الدينية والثقافية.
واقرأ أيضاً:
رعاية أبناء المطلقين / الآثار النفسية والاجتماعية لضرب الأطفال في المدارس