حكاوي القهاوي (70)
(346)
مؤامرة ضد مصر
واضح إن بعض من ضباط أمن الدولة بعد نقلهم من الجهاز، وبما لديهم من تدريب وإمكانيات وملفات عن كثير من الشخصيات، إضافة إلى أجهزة تنصت قد حصلوا عليها وتم اعتبارها في حكم المفقودة وذلك عقب هجوم الثوار على مقار أمن الدولة، واضح أن هؤلاء الضباط قد قاموا بفتح مكاتب أمن دولة قطاع خاص لعمل مهام خاصة لصالح سكان طرة وفلول النظام. فبعد قرار علانية المحاكمات والتفكير في تفعيل قانون الغدر، والذي يعني إمكانية الزج بالكثيرين في السجون بسبب الفساد، قرر هؤلاء الاستعانة بضباط أمن الدولة لتنفيذ بعض المهام التي تهدف إلى نشر الفوضى في مصر، واستغلال الغضب الشعبي ضد المجلس العسكري لتحويل هذا الغضب إلى ثورة ضد المجلس لإحداث شرخ من شأنه أن يخلخل الاستقرار في البلد. أقول هذا من خلال بعض الشواهد ومنها على سبيل المثال ما يلي:
1- اندساس البعض في ميدان التحرير واعتلائهم لبعض المنصات وترديدهم لشعارات ضد المجلس والمشير بشكل عدائي مبالغ فيه وغير مبرر، حتى أن بعض شباب التحرير أنفسهم لا يعرفون ما يحدث ولماذا يحدث.
2- واقعة الاعتداء على مذيعة وطاقم الجزيرة مباشر داخل الميدان من مجهولين أقرت المذيعة نفسها أنهم ليسوا من المعتصمين في الميدان، وأن الذين أنقذوا طاقم الجزيرة هم شباب التحرير وشباب ستة أبريل.
3- حادثة تهديد إحدى الموظفات التي أبدت في مكالمة تليفونية مع الدكتورعبد العظيم تحمسها للدفاع عنه ونفي أي علاقة له بالتعامل مع إسرائيل، وبمجرد إنهاء المكالمة جاءها تحديد من مجهول بعدم الظهور في وسائل الإعلام للدفاع عنه. وهذا يعني أن هناك من يقوم بالتنصت على المكالمات الهاتفية للدكتور عبد العظيم، وقد أكد وزير الداخلية للدكتور أن جهاز الأمن الوطني بعيد كل البعد عن حادثة التنصت والتهديد.
4- التشهير المنظم الذي تعرض له الدكتور عبد العظيم لدرجة أن مانشر عنه جاء بنفس الصيغة في صحيفتين مختلفتين؛ مما يعني أن المصدر واحد، مع عدم ذكر أي من الصحيفتين للمصدر، وبعد إكتشاف جريدة اليوم السابع خطأ المعلومات الواردة في الخبر قامت بتصحيح بعضها دون نشر اعتذار حتى لا تفسد الهدف من التشهير.
5- ماتعرض له الدكتور عبد الفتاح البنا من هجوم منظم حتى لا يتم ترشيحه لمنصب وزيراً للآثار وذلك حتى لا يكشف فساد زاهي حواس، وتسريب معلومات لجهاز الأمن الوطني أن هناك خطر من تهديد موظفي الأثار بتخريب الأثار، مما دفع بالرجل إلى الإعتذار عن قبول المنصب.
6- إشعال إحدى المذيعات الصدام بين ضيوفها في أحد البرامج إلى الحد الذي وصل معه الأمر إلى حدوث مشادة كلامية بين الضيوف، ثم فتح مخرج البرنامج للميكروفون في الفاصل دون علم الضيوف ليستمع المشاهد لتفاصيل المشادة.
7- تحريك الجماعات الإسلامية عن جهل أو بتورط وعن قصد من هذه الجماعات ضد شباب التحرير، حتى تعم الفوضى والصدامات بين فئات المصريين المختلفة. فكما أعلنت الجماعة السلفية وجماعة الجهاد وجماعة الإخوان المسلمين أنهم سيتوجهون يوم الجمعة القادم لميدان التحرير، كتحرك ضد الشباب المعتصم هناك.
توضح هذه الشواهد أن هناك مهاما يتحرك لتنفيذها مكاتب أمن الدولة الخاصة التي ستعمل بكل طاقاتها لمحاولة مساندة أركان النظام السابق سواء ممن هم في طرة أو في خارجها، كما أتوقع أنه في الأسابيع القادمة ستشهد مصر أحداث بلطجة كبيرة وعلى نطاق واسع لزعزعة الأمن، حتى لا تحدث المحاكمات أو قد يحدث الهروب الكبير. لهذا يجب على المجلس العسكري حماية لمصر عمل حملة اعتقالات واسعة، باستخدام قانون الطوارئ، لكل من يشتبه في تورطه في هذه المؤامرة سواء كان من رجال جهاز أمن الدولة أو من فلول النظام السابق. كما يجب على كل المعتصمين في التحرير فض الاعتصام درءاً للفتن ويكتفَى بما يجري من اعتصامات في المدن التي يصعب اختراقها من قبل أمن الدولة وفلول النظام.
21/7/2011
ويتبع >>>>>>>>: حكاوي القهاوي (72)
واقرأ أيضاً:
سيكولوجية الأمن في جمهورية الخوف (مصر ـ سابقاً) / المستقبل الدستوري لصاحب السيادة / ثورة 25 يناير وعرس الاستفتاء / حكاوي القهاوي