زينة المرأة ليست للإغراء مشاركة2
إن مسألة تزين النساء مسألة مركبة من عدة أمور وسأحاول جاهدة أن أكون حيادية في مناقشتها، وسأبدأ في عرض أسباب تزين بعض النساء من خلال خبرتي كأنثى وتعاملاتي مع صديقاتي:
1- تتزين البنت منذ صغرها بدافع حب الجمال والفطرة التي فطرها الله عليها.
2- في بداية مرحلة المراهقة تحب بعض البنات أن تتزين لتشعر بأنها جميلة ومظهرها جيد أمام نفسها وأمام الناس.
3- بعد سماع كلمات الإعجاب من الأولاد فإنها تسعد بذلك وتحافظ على تمسكها بالزينة، لأن هذا الإعجاب الذي أشعرها بالرضى والسعادة مرتبطٌ بالتزين.
4- قابلت من تتزين بقصد الإغراء وتشعر بالسعادة عندما تفتن أحدهم ثم تتكبر عليه وتتمنع، فهي تشعر في ذلك بفرحة الانتصار وقوة الإذلال، وفي الغالب يكون السبب صراعات نفسية داخلية.
5- بعض النساء يتزيّنّ بدافع التمرد والتخلص من القيود وليشعرن بالحرية.
6- بعض النساء يتزيّنّ بدافع مسايرة التحضر والتقدم.
7- بعض النساء يحزنّ ويشعرنّ بتأنيب الضمير إذا نظر إليها رجلا أجنبيا وأعجب بها.
- لقد تم الربط بين الزينة والتبرج، وبين التحرش والافتتان، ونسينا طرفا أخرَ للمعادلة لا يقل أهمية عن الحجاب "الذي هو الحل الجذري لمشكلة التحرش من وجهة نظر البعض"، وهو نظرة الرجل المعرفية عن المرأة والتي تحوي الكثير من الخلل، فقليل من الرجال من يعرف أن المرأة كائن حي تفكر وتبتكر وتبدع وتنتج وتتحمل المسؤلية وتحتاج إلى التقدير والاحترام والحنان والإحساس بمشاركتها بالمجتمع وإحساسها بذاتها كإنسانة.
قالت لي صديقة بعد زواج استمر ثلاثة أشهر فقط: أن زوجها لم يكن يراها ولا يسمعها، كانت في نظره مجرد أداة لإمتاعه فقط وكل همه في استغلال هذه الأداة قدر المستطاع لإشباع رغباته وإذا اعتذرت لمرض مثلا فإنه يلعنها ويقول لها لن تقبل لك صلاة!
وأخرى تقول لي أفتقد مع زوجي إحساسي بأنني إنسانه لها روح وعقل فأنا أشعر أننا مجرد حيوانات وإذا أردت الحديث معه في أي مجال من المجالات العامة لا يهتم لأن دورها في نظره محصور في الفراش والمطبخ والعناية بالبيت والأولاد!
إنّ أمثال هؤلاء بهذه الأفكار الراسخة في عقولهم والتي ورثوها من آبائهم ومن المجتمع كمسلمات غير قابلة للنقاش أو للتغيير، هل سيفرق معهم لبس المرأة؟ بالتأكيد لا، لأنه لا يراها إلا في هذا الإطار فقط ومن واقع تجربتي كمنتقبة فإنني أقول وبكل حيادية أنه في بعض الحالات يحدث التحرش مع منتقبات ومتسترات تسترا كاملا، فيوجد من الرجال من قد يفتتن بالتستر الكامل بشكل لا يقل في درجته عن فتنة رجل آخر بالتزين والتبرج، فالاحتجاب الكامل عندهم يكون مدعاة للفضول ومعرفة ماذا تحت هذا الحجاب وأيضا نوعا من أنواع التغيير والتخيل والإثارة !
لا أعني بكلامي الدعوة إلى التزين والتبرج وترك الحجاب أمام الأجانب وإنما لأوضح أنه توجد عوامل أخرى مرتبطة بالمجتمع وتحتاج إلى التصحيح، فتعلق المسألة بفكرة الرجل عن المرأة، لا تقل أهمية عن مطالبة المرأة بإخفاء زينتها أمام الأجانب، فإذا تزينت المرأة وحدثت الفتنة فالخطأ هنا مشترك ولا نحمله لها وحدها. وأظن أن تعميم وترويج فكرة أن المرأة فتنة وبلاء نازل على الرجال و..... فيه ظلم بيّن للنساء.
ليت من يقول ذلك عن النساء يتعامل معهن بانضباط واحترام ومحاولة للفهم ويرى هل هي كائن حي مثله؟ هل لها قلب وعقل وروح ومشاعر ومتطلبات وأمزجة مختلفة وعطاء و.........؟
- أقول للمجتمع رجالا ونساء:
انظروا إلى المرأة نظرة منصفة عادلة، ولا تلقوا عليها باللوم الكامل دائما، فكل منّا محاسب على أفعاله فالذي ينظر أو يتحرش أو... مسئول ومحاسب على أفعاله، والتي تتزين أو تتبرج فتفتن محاسبة على أفعالها، فاتقوا الله في النساء، ولا تحملوهنّ وحدهنّ أخطاء الرجال، وكفى ظلما للمرأة أيها المجتمع.
وأقول للرجال:
- اتقوا الله في النساء كما وصاكم الرسول صلى الله عليه وسلم.
- فكروا في المرأة بشكل أنضج وأعمق وأشمل من هذه الزوايا الضيقة.
وأقول للنساء:
التزمن بشرع الله ففيه النجاه، ولا تفرطن بما لكنّ وما عليكنّ في الحياة.
ويتبع>>>>>>>> : زينة المرأة ليست للإغراء مشاركة4
واقرأ أيضًا على مجانين:
الموضة:... جمال، وثقافة!! / ليتكم تدرون.... / الجاهل الأخير!! / كلنا غزة....!!! مشاركتان / كل عام ومجانين بخير
التعليق: حتي نكون منصفين فإن الخلل المعرفي في فهم طبيعة الرجل والمرأة خللآ متبادلآ من الطرفين، ويحتاج ذلك لبذل مجهود كبير من المهتمين لتصحيحه. فهل يمكنكم أن تفعلوا ذلك من خلال مجانين؟