(395)
ألف ألف تحية
تحية إلى هؤلاء الذين نزلوا الميدان ملتزمون بأنها جمعة المطلب الواحد؛ جمعة تسليم السلطة. تحية إلى هؤلاء الذين كان مطلبهم أولاً وحتى عاشراً هو تسليم السلطة ثم تسليم السلطة ثم تسليم السلطة. تحية لكل مصري لا حسابات له إلا مصر ومصلحة الوطن. تحية إلى كل من نزل الميدان هاتفاً واحد إتنين تسليم السلطة فين.
(396)
يا عزيزي كلكم لصوص
الجمعة دي اسمها جمعة المطلب الواحد، اسمها جمعة تسليم السلطة، ولكن الإخوان المسلمون والسلفيون نزلوا ليقولوا أن مطلبهم أولاً وثانياً وحتى عاشراً هو إلغاء وثيقة علي السلمي وبصراحة أكثر كان مطلبهم هو إلغاء الشروط الحاكمة لاختيار اللجنة التي ستضع الدستور. وقالوها صراحة في الميدان عندما سألهم مذيعو قناة الجزيرة مباشر مصر أنه لو أعلن المجلس العسكري تخليه عن الوثيقة والشروط فإنهم سيتركون الميدان الآن. إن هذا لا يعني في تصوري سوى أن الإخوان المسلمين والسلفيين هم كعادتهم دائماً كذابون يعلنون شيء ويدبرون شيء آخر، يدعون لجمعة تسليم السلطة وهم يقصدون تسليم الدستور وسلطة البلاد لهم.
أيضاً فإن من رفض النزول للميدان بدعوى أن المجلس وعد بتغيير المادة التاسعة والعاشرة في وثيقة السلمي؛ هو لا يختلف كثيراً عن الإخوان والسلفيين، فهذا لا يهمه أن تكون الجمعة لتسليم السلطة بقدر حرصه وسعادته بوضع معايير اختيار اللجنة التي ستضع الدستور وضمان عدم سيطرة الإخوان والسلفيين عليها. لقد اشترى هؤلاء ود المجلس العسكري وتنازلوا عن تسليم السلطة ونسوا مصلحة مصر في مقابل زهيد.
المجلس العسكري لا يحترم هؤلاء أو أولئك لأنه يعرف ثمن كل فريق منهم، ففي بداية الثورة ألقى المجلس العسكري بالفتات للإسلاميين وضمن ولائهم وانقلابهم على القوى الثورية الأخرى فرفضوا النزول للميدان وأعلنوا ثقتهم في المجلس وأن الأولوية لديهم للاستقرار. وعندما انقلب المجلس عليهم، انقلبوا عليه؛ فقط اختلفوا معه عندما تعارضت مصالحهم الشخصية.
المجلس العسكري يشتري الآن ود غير الإسلاميين في مقابل الفتات أيضاً، فالمجلس العسكري يتحرك وفق المثل المصري الذي يقول "اللي تعرف ديته اقتله". الوحيدون الذين لا يعرف لهم المجلس دية هم الثوار البسطاء الذين لا انتماءات حزبية لهم، هؤلاء الثوار الذين ينزلون الميدان دون أجندة سياسية لديهم سوى مصلحة مصر من أمثال علاء عبد الفتاح والشهيد مينا وغيرهم كثيرون. لهذا لا يجد المجلس من حل مع هؤلاء سوى التنكيل بهم وسحلهم لأنهم لا يقبلون بالفتات ولا يبيعون الوطن من أجل مصالح شخصية.
لهذا فلا فارق عندي بين الإسلاميين والمجلس العسكري والأحزاب التي رفضت النزول للميدان. هؤلاء جميعاً أشبه باللصوص والفارق بينهم في التخصص، فالإسلاميين أشبه بلص الخزائن الذي يسرق الخزانة بكل مافيها عملاً بالقول "سرق الجمل بما حمل". أما المجلس العسكري فهو أشبه بلص الأراضي الذي يستولي على الأراضي إما بعقود مزورة أو بدعوى وضع اليد؛ فيبيعك ثانية ما اشتريته أنت بدعوى أنه صاحب الأرض الحقيقي، وفي أفضل أحواله يفرض عليك إتاوة حتى يتركك تبني بيتك على أرضك التي اشتريتها بحر مالك. أما من رفض النزول فهم أشبه ما يكون بلص الغسيل وفي أفضل أحواله نشال.
(397)
دين بيكيا
أكره كل من يستغل الدين لمصلحته الشخصية سواء كان شيخاً أو قسيساً، ولا أجد فارقاً بين الأنبا بيشوي وعبد المنعم الشحات؛ فكلاهما وجهي عملة واحدة وهي عملة التطرف والبحث عن الغنيمة. ويمكنني أن أدعي أن أكثر الناس سعادة ونشوة بأحداث هدم كنيسة أو إحراقها وأخيراً بأحداث ماسبيرو هما الكنيسة والسلفيين. فالكنيسة سعيدة باسترداد شعب الكنيسة الذي لفظها أثناء الثورة حين انصهروا في الثورة بوصفهم أبناء هذا البلد وشركاء في الوطن. هؤلاء ابتعدوا عن كنيسة مبارك وطواغيته.
أيضاً كانت سعادة السلفيين بما يحدث حتى يثبتوا لأنفسهم ولمن حولهم أن لهم القوة وأنهم قادرين على تنفيذ أجندتهم بتحويل البلاد إلى إمارة إسلامية وأن الأسياد ودونهم مجرد عبيد أما المسيحيين فهم دون العبيد. إن هؤلاء يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً؛ ثمناً أسمه السلطة فقط لا غير.
19/11/2011
ويتبع >>>>>>>>: حكاوي القهاوي (88)
واقرأ أيضاً: