حكاوي القهاوي (91)
(418)
السم في العسل
أرسل لي ابن أخي خبر هام، وسألته عن مصدره فأرسل لي رابط الموقع على الإنترنت الذي نشر الخبر، ودخلت على الموقع فكان لصفحة على الفيس بوك اسمها صفحة رسول الله، والتي لا يمكن الدخول عليها إلاّ بعد النقر أنك تحب الصفحة فتنتقل الصفحة تلقائياً إلى كل الأشخاص المضافين على صفحتك. بالطبع نقرت على أني أحبها فمن لا يحب الشفيع المصطفى صلى الله عليه وسلم، وانفتحت الصفحة فإذا بي أجد نفسي في مستنقع لحزب النور السلفي يتحدث فيها رموزهم لينشروا أفكارهم وسمومهم. قررت الخروج فوراً من هذه الصفحة وإعادة النقر على أني لا أحبها. هذه الصفحة تمثل نموذجاً واضحاً لأسلوب هؤلاء الذين يدسون السم في العسل، فأسموا صفحتهم "رسول الله" حتى ينضم لها الجميع والحقيقة أنه لا علاقة لها برسول الله وهو منهم بريء. هكذا هم دائماً منافقون يعلنون شيء ويدبرون شيء آخر.
(419)
أبطال من دخان
كان على هذه الصفحة لحزب الظلام التلفي –وكان ذلك يوم الاثنين الماضي- حكايات عن بطولاتهم بين المتظاهرين في الإسكندرية، وكيف أنهم قد جعلوا من أنفسهم درعاً بشرياً ليفصل بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزي حتى يتوقف القتال (قد يكون هذا باعتبار أنهم من أصدقاء الأمن وأنه سيتوقف عن الضرب حتى لا يصيبهم). صدقتهم فلا مجال للكذب في هذا الأمر؛ ولكن يشأ الله العلي القدير أن يكشف لي كذبهم؛ فحين متابعتي في نفس الساعة لبرنامج يسري فوده جاءت مداخلة من أحد ثوار الإسكندرية ليقول الرجل أن السلفيين من حزب النور حاولوا الانضمام للمتظاهرين أمام مديرية الأمن ولكن الثوار رفضوهم وأخرجوهم من المظاهرات؛ وقال الرجل "ضردناهم، اللي ماجاش معانا من أول يوم مايجيش دلوقت". استغربت من الكذب المنشور على صفحتهم، وكيف أنهم مجرد أبطال من دخان، وهكذا هم دائماً.
(420)
بطعم الدين
كثيراً ما يُكتب على حلوى الأطفال "بطعم الفراولة أو البرتقال... وهكذا"، وحقيقة الأمر أنه لا وجود لفراولة ولا برتقال وأن الأمر لا يزيد عن وجود مواد كيماوية تعطي هذا الطعم الكاذب، وقد يصل الأمر إلى زيادة كميتها حتى تعجب الأطفال وتجتذبهم مما يؤدي إلى إصابتهم بالسرطانات والأمراض الخطيرة. بمنتهى الأمانة أشعر أن الأحزاب والجماعات الدينية أشبه بهذه الحلوى الضارة فلا يوجد بها دين وإنما فقط مواد مسرطنة للفكر والعقيدة، فتكون في النهاية أحزاب وجماعات بطعم الدين.
(421)
أوعى تنزل
قال الإخوان أنهم لم ينضموا للمظاهرات في التحرير لأن لديهم معلومات مؤكدة بوجود بلطجية في الميدان، وأن أحد قيادات الحزب الوطني يجلس على مقهى في باب اللوق ويدفع 400 جنيه للشخص من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم من 14 إلى 16 سنة ليندسوا وسط المتظاهرين في التحرير بهدف التخريب. السؤال هنا ألم يكن من الأولى أن تذهبوا إليه على المقهى وتمسكون به متلبساً لتمنعوا هذه الجريمة وتسلموه للسلطات. ألم يكن من الأولى النزول للميدان للدفاع عن إخوانكم في الوطن، أم أنكم خفتم من أن يكون هؤلاء المندسين مهمتهم خطف واغتصاب الأطفال. إذا كان الأمر كذلك وأنكم خفتم على أنفسكم؛ فلا ألومكم ومعاكم كل الحق وإياكم والنزول للميدان.
(422)
مصلحتك يا سيد
رغم كل ما يحدث في البلد إلاّ أن الإخوان والسلفيين يتحركون بشكل طبيعي في دعايتهم الانتخابية وتوزيع النفحات على الناخبين لضمان الحصول على أصواتهم. ذكرني هؤلاء بالطلبة الذين كانوا يستغلون وقت المظاهرات في الجامعة للتفرغ للمذاكرة ليحصلوا على درجات أعلى من زملائهم الذين نزلوا للمشاركة في المظاهرات فلم يتفرغوا للمذاكرة بما سيؤثر على درجاتهم في الامتحان. لم نكن نشعر تجاه أمثال هؤلاء الطلبة المنشغلون بمصلحتهم الشخصية إلاّ بالاحتقار والرفض.
(423)
الانتخابات في موعدها
إصرار المجلس العسكري على إجراء الانتخابات في موعدها رغم كل ما يحدث في البلد يذكرني بالسادات الذي كان يقدم دائماً موعد امتحانات نصف العام أيام مظاهرات الطلبة حتى يضطرهم لترك المظاهرات فلا يكون مصيرهم الرسوب في الامتحان. ثم تم أدخل نظام الترمات في الجامعة فيما بعد بدعوى تطوير التعليم؛ ولكن كان الدافع الحقيقي هو ضمان انشغال الطلبة طوال السنة في امتحانات تحول دون توفر الوقت لديهم فلا يفكرون في السياسة أو إصلاح حال البلد. المجلس العسكري يستلهم هذا الفكر، فإن نجحت الخطة وانصرف المتظاهرون يبقى خير وإن لم ينصرفوا، فإن المتظاهرين هم السبب وعلى القوى الوطنية الراغبة في الانتخابات أن تقوم بنفسها بتطهير ميادين التحرير من المعتصمين، فإن نجحوا في ذلك وتم تطهير الميادين يبقى خير وإن لم ينجحوا فلتكن فتنة بين فئات الشعب، وبالتالي سيبقى المجلس إلى حين لا يعلمه إلاّ الله وسيحصل المجلس على المزيد والمزيد من التوافق على ضرورة بقائه. لهذا فلا سبيل إلاّ انسحاب جميع القوى الوطنية من الانتخابات ودعوة الناخبين لمقاطعة الانتخابات حتى يكون ذلك إعلان صريح بعدم شرعية المجلس القادم دون مصادمات، وليأكل الإخوان والسلفيين وفلول الحزب الوطني هذه الجيفة.
24/11/2011
ويتبع >>>>>>>>: حكاوي القهاوي (93)
واقرأ أيضاً:
مستويات وتشكيلات قراءة الأحداث / الأعراض الجانبية للثورة / مصر من الملعب إلى الميدان /حكاوي القهاوي