إدمان الجنس، الجنس القهري: الأعراض والعلامات
بينما تختلف الأسباب والعوامل التي تؤدي للإدمانِ الجنسيِ من فرد لفرد حتى نكاد نستنتج آلية إمراضية لكُلّ فرد تميزه عن غيره، نجد أن عددًا من الباحثين يميزون بعض العوامل العامة والتي قَدْ تُؤثّرُ على ظهورِ واستمرارِ الإدمانِ الجنسيِ، فهناك من اهتم بالعامل الوراثي بافتراض أن الاستعداد للإدمان يورث، وهناك من اهتم بالعوامل المؤثرة في النمو النفسي والمعرفي للطفل والمناخ النفسي للأسرى التي يولد ويربى فيها، وهناك كذلك من اهتم بالمخطط المعرفي لمدمن الجنس وما يتشكل لديه من قناعات جوهرية خاطئة، وهذه العوامل التي نفرد لها هذا المقال هي العوامل أو الأسباب المتعلقة بالشخص نفسه أو أسرة مولده خلافا لما تناثرت الإشارات إليه في مقالينا السابقين للتقديم ووصف الأعراض والعلامات من الأسباب الاجتماعية والثقافية العامة التي نتعرض لها جميعا في زمن العولمة.
النموذج البيولوجي للإدمان
النموذج البيولوجي للإدمان هو نموذج المرض الذي يشير إلى أن بعض الأفراد لديهم استعداد وراثي لمرض الإدمان بشكله العام، لكن عوامل أخرى تؤثر على الطريقة التي يتم بها التعبير عن ذلك الإدمان (المخدرات، ألعاب الإنترنت والفيديو، الشراء وأيضًا الجنس، الخ.) ومعنى هذا أن استعدادا بنيويا عاما للإدمان يولد به الشخص ثم تحدد ظروف حياته ومجتمعه أي مادة أو سلوك سيدمنه ذلك الشخص، فمثلا في حالة إدمان الجنس يتضافر حدث رضحي Traumatic Event أو الضرار في الطفولة Childhood Abuse مع تشوش أو انعدام التواصل بين أفراد الأسرة مع سمات شخصية انطوائية لينتج عندنا مدمن استمناء أو مدمن مواد فيلمية إباحية أو مدمن جنس بشكل عام، ويرى منظرو هذا النموذج أن الاعتراف بالعجز عن المكافحة الشخصية للإدمان هو الخطوة الأولى نحو الشفاء لأنه يعني أنه سيلجأ لطلب العلاج، بينما يرى منتقدو هذا النموذج أن إرجاع مشكلة المدمن إلى الاستعداد الوراثي لا تعني فقط أن الفرد ليس مخيرا في الوقوع في الإدمان وإنما تعني أيضا أنه ليس مخيرا ولا حرا في طلب العلاج أو التعاون مع المعالج.
وغالبا ما يتمثل ذلك الاستعداد الوراثي في التركيب الدقيق للدوائر العصبية المخية الخاصة بشعور السعادة بالمكافأة وهي التي تسمى مراكز المكافأة Reward Centers وتتمثل في المسارات العصبية التي تمتد بين اللوزة amygdala في المخ الحوفي Limbic Brain وقشرة الفص الجبهي Prefrontal Cortex وقد أظهرت الدراسات الحديثة (Schmitz, 2005) وجود نقاط تشابه كثيرة في هذه المسارات العصبية بين أدمغة مدمني العقاقير نفسانية التأثير Psychoactive substance Dependence وأدمغة المصابين بالاضطرابات السلوكية التي تظهر فيها السمات القهرية والاندفاعية مثل الشراء القهري Compulsive Buying والمقامرة المرضية Pathological Gambling ، والناقل العصبي الأساسي المسئول عن التحفيز في المسارات العصبية الخاصة بالمكافأة Reward Pathways هو الدوبامين Dopamine والذي يحفز مجموعة أخرى من الناقلات العصبية المسئولة عن السرور والاسترخاء ومن أهمها السيروتونين، إلا أن ذلك لا يقلل من أهمية الهرمونات والهضميدات العصبيى المختلفة، وهناك ما يدعم فكرة أن اختلافا وراثيا يوجد في دوائر المكافأة العصبية بين المدمن وغير المدمن (Samenow, 2010) ، ومما يجدر ذكره هنا أن نواهض الدوبامين Dopamine Agonists وهي العقاقير التي تزيد من تأثير الدوبامين يمكن أن تتسبب في سلوكيات جنسية قهرية أو مفرط مثلما تؤدي بعض إصابات المخ Brain Injuries وبعض الأمراض التنكسية العصبية Degenerative Diseases إلى سلوكيات جنسية قهرية في بعض الأحيان (Rao, et al., 2007).
النموذج الأسري للإدمان:
ربما كانت عائلةُ المولد أو العائلة التي يتربى فيها الشخصِ هي العامل البيئي الأكثر تمييزا فيما يتَعلّقَ بالإدمانِ الجنسيِ (Adams & Robinson, 2001) فهي أسر علاقاتها مريضة وبيئتها تحتضن شتى أنواع ضرار الأطفال Childhood Abuse فإضافة إلى الشعور بالوحدة والضياع كأطفال، نجد أن عديدين مِنَ المدمنين لم يجدوا في طفولتهم من يعلمهم كيفية الاعتناء بأنفسهم أَو حفظها مِنْ الأذى لأن آباءهم كانوا آباءً سيئين، وكان التواصل بين الأفراد داخل الأسرة إما منعدما أو مشوشا وهو ما يجعل تمثلهم للأدوارِ العائلية وفهمهم للحدود العائليةِ مشوشا، وغالبا ما يؤدي هذا إلى فشل المدمن المتكرر غالبا في تحقيق توقعات عائلته منه، وحالاتُ الفشل المتكررةِ تَجْلبُ ردود فعل محرجةٍ أو تأديبيةِ سلبيةِ في أغلب الأحيان مِنْ أفراد العائلةِ، وهذا مع تكراره يَعطي المُدمنَ رسالةً مفادها أنه شخص يفتقر إلى الجدارة وشعورا بأنّه يستحق ما تعرض له من أخطاء رغم كل ما سببته له من ألم (Martin, 1989).
وهناك ما يشير بوضوح إلى وجود علاقة بين فشل أو انحراف التعلق Attachment المفترض حدوثه بين الطفل ومن يقدم له الرعاية في الشهور الأولى من حياته وبين السلوك الجنسي المفرط في الكبر خاصة الجنس المجرد من المشاعر، ولما كانت العلاقة مع الوالدين في الطفولة تمثل نموذجا تتخذه العلاقات مع الآخرين فيما بعد، فقد أشار باحثون عدة إلى أن المدمنين في طفولتهم لم يشعروا بالتعلق أو الارتباط الصحي المفترض مع الوالدين ولم يتلقوا الرعاية المناسبة منهم (Adams & Robinson, 2001) ، وبالتالي فإن علاقاتهم عندما يكبرون تبقى مشوشة ومريضة فهم عاجزون عن الثقة في الآخرين، ويشعرون بأنهم غير جديرين وأنهم لا يهمون أحدا، ومع الافتقار إلى مهارات المجابهة ومهارات اكتساب والحفاظ على العلاقات إضافة إلى عدم الثقة في الآخرين كثيرا ما يعيش الشخص مشاعر عميقة بالعجز والخزي ونقص تقدير الذات (Reed, 2000).
ويرى باتريك كارينز Patrick Carnes أن الطفل في بحثه عن شيء أو شخص يعتمد عليه –بعد أن استبعد والديه مضطرا- ربما يجد الأشياء أو الأنشطة التي دائما تعطي الراحة، والتي دائما تشعره بأنه جيد والتي هي دائما موجودة، والتي تفعل دائما ما تعد (Carnes, 1992) وبالنسبة لبعضهم يكون الجنس هو النشاط الهدف، وعندما يتلقى هؤلاء الأطفال ممن حولهم الرسائل السلبية المعممة والأفكار الخاطئة والأحكام التعسفية عن الجنس فإن مشاعرهم بعدم الجدارة (Carnes, 1992) وبالخزي والعجز قد تزيد (Wilson, 2000)، كما يقدم كارينز في بعض نتائج دراسته معلومات عن أسر مولد مدمني الجنس ففي 87% من الحالات يوجد أكثر من مدمن في الأسرة، وفي 87% أيضًا من الحالات نجد أسرة المولد مفككة وفي 77% نجد أسرا تتسم بالقسوة والصرامة والجمود.
نموذج الخبرات الرضحية والضرار في الطفولة كسبب للإدمان:
ربما منذ بداية تشكل المفاهيم حول السلوك الجنسي المفرط أو إدمان الجنس ومن الباحثين من يربطون بين الخبرات الرضحية في الطفولة Childhood Traumas بما ينتج عنها من خلل انفعالي وشعور الطفل بأنه الضحية وبين الإدمان الجنسي (Carnes, 1991) كما يربطون بينه وبين ضرار الطفولة سواء كان الضرار جنسيا أو جسديا أو معنويا، إلا أنه رغم وضوح الارتباط في الأبحاث بين ضرار الطفولة والانحلال الجنسي Sexual Promiscuity واضطراب الكرب التالي للرضح ( أو اضطراب ما بعد الصدمة Post-Traumatic Stress Disorder PTSD ) ورغم تكرار ذكر ذلك الارتباط في الدراسات والأدبيات (Gold & Heffner, 1998) نجد أن ذكر الارتباط المباشر بين ضرار الطفولة والإدمان الجنسي ظل طويلا أقل وضوحا مما يستحق (Carnes & Delmonico, 1996)، وتغير هذا مع نهاية الألفية الثانية فأصبحت العلاقة واضحة وأثبتت الدراسات أننا في مدمني الجنس نجد تاريخا شخصيا للتعرض المبكر في الطفولة لصور أو مواد فيلمية جنسية أو سلوكيات جنسية وهو شكل من أشكال الضرار الجنسي في الطفولة Childhood Sexual Abuse يوجد تاريخ له في 81% من الحالات، بينما يوجد تاريخ لضرار طفولة معنوي Emotional Abuse في 97% من الحالات وتاريخ ضرار طفولة جسدي Physical abuse في 72% من الحالات (Carnes, 2005)
ومن الواضح أن كلا من الخبرات الرضحية أو الضرار في الطفولة مع الكيان المريض لأسرة المولد والتربية يشتركان في تشكيل قناعات جوهرية خاطئة Faulty Core Beliefs فنبدأ من تمثل الطفل لمشاعر وأفكار وسلوك الضحية -العاجزة- لأي من أشكال الضرار تترسخ أفكار مثل: أنا ناقص، لا أحد يحبني، لا أحد يريدني، الآخرون دائما يهجرونني، أنا أهل للعار، أنا عاجزٌ لا سيطرة لي على حياتي...إلخ لتتشكل بالتدريج قناعات جوهرية سلبية لدى الطفل تتفاعل مع العوامل الوراثية وديناميكيات الأسرة والمجتمع والعوامل الثقافية وظروف العلاقات فتنتج حالة تجعل النشاط الجنسي هو السبيل الأنسب للتعامل مع المشاعر السلبية الناتجة.
نموذج معرفي سلوكي للإدمان الجنسي:
يرى كارنيز أن أربعة من القناعات الجوهرية الخاطئة تتشكل أثناء الطفولة وتوجه أفكار ومشاعر وسلوكيات مدمني الجنس وهذه القناعات هي (Carnes, 1992):
(1) أنا شخصٌ سيئ أساسا ولا أستحق أفضل: وهو ما يعني انعدام قبول الذات ورؤيتها غير جديرة بالنجاح ومثل هذه القناعة عادة ما يعززها الفشل الحياتي المتكرر بسبب الإدمان.
(2) لا أحد يحبني كما أنا: يرى الشخص نفسه ناقصا وفاشلا وهو ما يعني عدم توقع القبول من الآخرين ناهيك عن الحب منهم.
(3) لن تلبى احتياجاتي أبدًا إذا اعتمدت على الآخرين: وهذا أيضًا مفهوم لأن الآخرين يلبون احتياجات من يحبون ومدمن الجنس يرى نفسه شخصا لا يحب ولا يستحق الحب.
(4) الجنس هو حاجتي الأكثر أهمية: يخفي مدمنو الجنس نشاطهم الجنسي عن الآخرين قدر إمكانهم لأنهم يخافون الرفض الاجتماعي والتقييمات السلبية من المجتمع ويتوقعون ذلك في حالة انكشافهم، ويدفعهم ذلك إلى السرية والكذب، ثم يدفعهم اضطرارهم للكذب المتكرر من أجل إخفاء الجوانب السرية من حياتهم إلى إسقاط ذلك على الآخرين مما يعزز من عجزهم عن الثقة بأيٍّ من الآخرين، وبالتالي فإن الخوف من الرفض المتوقع إذا ظهروا ضعافا أو معتمدين على الآخر يجعلهم يتجنبون الاقتراب غير المشروط من شركائهم في الجنس، وهو ما يجعلهم لا يَظْهرونَ الاحتياج لأيّ شيء ربما يكشف ذاتيتهم (فهم مثلا على عكس المتوقع يوصلون رغبتهم في الممارسة الجنسية بأقل القليل من التلميح إن فعلوا)، ويُحاولُون الحصول على رعاية الآخرين دون إظْهارِ للذي يَحتاجونَ.... وهو ما يعني أن احتياجهم الوحيد هو الجنس وعطاءهم الوحيد كذلك هو الجنس... وبالتدريج تصبح العلاقات مع الآخرين جنسا فقط ويصبح الجنس هو النشاط الوحيد الذي يعطي الراحة للشخص والنشاط الأثير الذي ينعشه فيدفعه ذلك إلى الإفراط فيه مرارا وتكرارا ويراه حاجته الأهم في حياته، ولأن حاجاته الحقيقية لا تلبى أبدا فإنه يبقى يكرر النشاط ما استطاع!.
وقد أضاف إيرل وكراو قناعة جوهرية خاطئة خامسة وهي:
(5) إذا اعتمدت على مهاراتي الاجتماعية في الاقتراب من أي شخص فلابد سأفشل!: وهذه القناعة تؤدي إلى إحجام الشخص عن محاولة استخدام أي شيء غير الجنس في العلاقة بالآخر، وهو ما يعني عمليا أن الجنس يصبح أحد خيارات قليلة لديه لتلبية احتياجاته، ونستطيع اعتباره يعاني مما سماه الباحثان (Earle & Crow, 1989) اضطراب القدرة على الحميمية Intimacy Disorder .
المشاعر والسلوكيات الناتجة:
ومما لا شك فيه أن عديدا من المشاعر والانفعالات السلبية ينتج عن مثل هذه القناعات الخاطئة، إلا أن أكثر ما نوقش في الأبحاث والدراسات هو الشعور بالخزي والعار Shame ويعني شعور الشخص سيئٌ كشخص، وينشأ أساسا من شعور الطفل بالعجز وفقدان السيطرة على الذات، فكفا الشخص خزيا وعارا أن يكون عاجزا عن التوقف، وهذا مختلف عن الشعور بالذنب Guilt الذي ينتج عن فعل الأفعال السيئة، فأن تفعل فعلا سيئا مختلف عن أن تشعر بأنك أنت شخصيا سيئ، وهكذا يستمر المدمن في عدم قبول ذاته والشعور بأنها لا يمكن أبدا أن ترقى (Carnes, 1991)، وخلف مشاعر الخزي والعار نجد الشعور بالنقص، وعدم الجدارة، وعدم الثقة، والشعور بالوحدة والحزن، والغضب (Adams & Robinson, 2001).
ويؤدي حرص مدمن الجنس على السرية وعلى إخفاء سلوكه الجنسي الإدماني إلى وقوعه في عزلة ووحدة مؤلمة تزداد مساحتها الزمنية كلما ازدادت مساحة الأنشطة الجنسية في حياة المدمن وهو ما يحدث غالبا -كما في باقي أنواع الإدمان- وبالتدريج تصبح الوحدة والعزلة هي الحالة التي يشعر المدمن فيها بأنه على طبيعته ويرتبطان كونه على طبيعته بكونه منعزلا وحيدا، ولما كانت الممارسة الجنسية الإدمانية تكون في الأصل علاقة بسلوك جنسي معين وليست علاقة بالشريك، لأن إدمان الجنس هو علاقة مرضية أو غير صحية مع أفكار أو سلوكيات تستخدم كبديل للعلاقات الصحية مع الآخرين، بالتالي فإن مدمني الجنس في أغلب الأحيان لديهم عجز عن إقامة علاقات حميمة ولهذا وصفوا بأن لديهم اضطرابا يحرمهم من القدرة على إقامة علاقات حميمة هو اضطراب القدرة على الحميمية (Earle & Crow, 1989).
نموذج السيطرة المزدوجة وتنظيم المشاعر:
يفترض هذا النموذج أن الرغبة والشهوة الجنسية والسلوكيات التي ترتبط بها أو تبنى عليها تعتمد على آليات "سيطرة مزدوجة" في الدماغ تشمل المثير والمثبط بحيث يكون السلوك الناتج نتاج التوازن بين النظم المثيرة والمثبطة، وبالتالي فإن ذوي التثبيط المرتفع معرضون للفشل الجنسي (العنة النفسية والتشنج المهبلي) بينما ذوي التثبيط المنخفض معرضون للإفراط الجنسي وهؤلاء هم المعرضون لإدمان الجنس أو الجنس القهري، وحتى الآن لم يتم التعرف على تفاصيل أو مسارات تلك الآلية تشريحيا لكن هناك أدلة على وجود ناقلات عصبية لها تأثير مثبط للاستجابة الجنسية، وقد حددت دراسات أجريت مؤخرا مراكز في جذع الدماغ والمهاد الوحشي يبدو أن لها تأثيرا مثبطا خاصا للاستجابة الجنسية. وتعتبر واحدة من آليات التكيف المسئولة عن تثبيط الاستجابات الجنسية التي تنطوي على بعض الخطر أو التهديد، وأحيانا يحدث التثبيط بشكل مباشر كنتيجة للنشاط الجنسي السابق، ومن أهم ما قدمته هذه النظرية تفسيرها لكون بعض الأفراد خلافا للمعتاد يستجيبون للحالات الشعورية السلبية بزيادة الرغبة الجنسية، وقد أثبتت الدراسات المبنية على هذه النظرية أن النزوع إلى الممارسة الجنسية كثيرا ما ينتج عن مشاعر الاكتئاب أو القلق (Bancroft, 2009)
وفي النهاية نستطيع أن نقول أنه لا توجد صلاتٌ سببيةٌ جازمةٌ بين العواملِ التي أدرجتْ أعلاه وحدوثِ الإدمانِ الجنسي، لكن المؤكد هو أنّ هناك تفاعلا بين مجموعة من العوامل أو كل تلك العوامل بحيث تساهم كلها في الوصول إلى الإدمانِ الجنسيِ وتشمل هذه العوامل: النفسي والعاطفي والروحي والثقافي والبيولوجي، وكذلك العوامل الاجتماعية (Martin, 1989)، وكخلاصة تبين تكامل هذه العوامل فإن الناسَ أثناء النمو الصحّيِ، يُطوّرُون وسائلَ تكيفيةَ فعّالةَ لتَنظيم مشاعرِهم وإحساسِهم بأنفسِهم. وعندما تتجمعُ العواملُ الوراثيةُ والبيئيةُ التي تعيق تطويرِ عملياتِ تنظيم النفسِ والمشاعر، فإن الناس يصبحون أكثر عرضة لأَنْ يَرتبكوا من المشاعرِ الحادّةِ العابرة أَو من لحظات فقدان التماسكِ الذاتي، وبعض هؤلاء يَتعلّمونَ أَنْ يَتفادوا هذه الحالات العاطفيةِ المؤلمةِ بأَخْذ المادة أَو القيام بنشاط ممتع، وفي النهاية يُصبحُ الشخص مدمنَ جنس عندما يُصبحُ معتمدا على الجنسِ (كعامل خارجي) ليُنظم به حالته الشعورية الداخلية (Goodman, 1992).
المراجع:
1- Schmitz, J. M. (2005): The interface between impulse-control disorders and addictions: Are pleasure pathway responses shared neurobiological substrates? Sexual Addiction & Compulsivity, 12, 149-168.
2- Samenow, Ch. P.(2010): 'A Biopsychosocial Model of Hypersexual Disorder/Sexual Addiction', Sexual Addiction & Compulsivity, 17: 2, 69 — 81
3- Rao, V., Handal, S., & Vaishnavi, S. (2007): Psychiatric sequelae of traumatic brain injury: a case report. American Journal of Psychiatry, 164(5), 728–735.
4- Adams, K. M, & Robinson, D. W. (2001): Shame reduction, affect regulation, and sexual boundary development: Essential building blocks of sexual addiction treatment. Sexual Addiction & Compulsivity, 8(1), 23-44.
5- Martin, G. (1989): Relationship, romance, and sexual addiction in extramarital affairs. Journal of Psychology and Christianity, 8 (4), 5-25.
6- Reed, S. J. (2000): Shame and hope in sexual addiction. Journal of Ministry in Addiction & Recovery, 7(1), 9-17.
7- Carnes, P. (1992): Out of the shadows: Understanding sexual addiction. Minneapolis, MN: CompCare Publishers.
8- Wilson, M. (2000): Creativity and shame reduction in sex addiction treatment. Sexual Addiction & Compulsivity, 7, 229-248.
9- Carnes, P. (1991): Don’t call it love: Recovery from sexual addiction. New York: Bantam Books.
10- Gold, S. N., & Heffner, C. L. (1998): Sexual addiction: Many conceptions, minimal data. Clinical Psychology Review, 18(3), 367-381.
11- Carnes, P., & Delmonico, D. (1996): Childhood abuse and multiple addictions: Research findings in a sample of self-identified sexual addicts. Sexual Addiction and Compulsivity, 3(3), 258-268.
12- Carnes, P (2005) : Facing the Shadow: A Workbook for Beginning Recovery from Sex Addiction. Gentle PathPress.
13- Earle, R., & Crow, G. (1989): Lonely all the time: Recognizing, understanding, and overcoming sex addiction of addicts and co-dependents. New York: Pocket Books.
14- Bancroft, J. (2009): Human sexuality and its problems (3rd ed.). Oxford, England: Elsevier.
15- Goodman, A. (1992): Sexual addiction: Designation and treatment. Journal of Sex & Marital Therapy, 18, 303-314.
واقرأ أيضًا:
الاضطرابات ذات العلاقة بالخطل الجنسي مشاركة / رمضان والمواقع الإباحية مشاركة / الاعتمادية على المواد الجنسية الإباحية / إدمان الجنس
التعليق: كالعادة، رائع!
أتمنى الإستمرار في الكتابة بهذا الصدد، وخاصة طرق العلاج وتجنب الأسباب التي تم ذكرها.