خلافًا لما يعتقده الآباء تعتبر العادة السرية سلوكًا شائعًا عند الأطفال ويعتبره البعض سلوكًا طبيعيًا عند الأطفال في جميع الأعمار.
عادةً ما يبدأ الأطفال فيها عند الشهر الثامن عشر (سنة ونصف)، (ولا تتعجب من ذلك فالطفل لا يعرف الخطأ والصواب والحلال والحرام، وكثيرًا ما نعتبرها في هذا السن عادة مثل مص الأصابع وقرقضة الأظافر والكحة والنحنحة المستمر) وتتصاعد ما بين الثالثة والخامسة من العمر، ثم بعد ذلك تقل في معدلها حتى البلوغ.
كثيرًا ما يصاب الآباء بالصدمة وحتى الذهول عند رؤية أطفالهم وهم يمارسون العادة السرية ولكن لابد أن يضعوا في اعتبارهم أن العادة السرية لا تسبب أذىً جسديًا والأذى يحدث فقط عندما يبالغ الوالدان في رد فعلهما لشيء لا يعرف الطفل لماذا فعله وأحيانًا يكون من الصعب عليه الإقلاع عنه بسبب القلق أو التوتر أو الخوف أو الإهمال. حتى يتعامل الآباء مع العادة السرية يجب عليهم معرفة ما هو السلوك الطبيعي ومتى يشير ذلك السلوك إلى مشكلة نفسية.
لماذا يمارس الأطفال العادة السرية؟
1. شعور بالسعادة: يتعلم الأطفال بسرعة أن العادة السرية تملأهم بالسعادة.
2. التهدأة: للكثير من الأطفال ممارسة العادة السرية تقلل من التوتر وغالبًا ما يمارسها الأطفال عند الشعور بالضيق، الملل، التعب أو حتى التوتر.
3. المعرفة: كثير من الأطفال يبدؤون في تلك العادة كجزء من الفضول الطبيعي تجاه أجسادهم.
ماذا يجب أن يفعل الآباء؟
1. التجاهل: لما كانت العادة السرية سلوكًا طبيعيًا عند الأطفال وعادة لتقليل الخوف والقلق والحصول أحيانًا على الراحة والسعادة فلابد أن يكون الآباء واقعيين في التعامل معه، ولا يجب إجبار الأطفال على ترك العادة السرية عن طريق العقاب أو التهديد أو الزجر، بفعل ذلك يضعون في ذهن الطفل أن أعضاءهم الجنسية مكان سيء أو قذر، أو أن الأهل يبخلون على الابن من أن يفعل ما يريحه ويسعده فيضطر إلى فعلها في الخفاء.
2. كن هادءً: يجب تجنب ردود الأفعال المبالغ فيها، ويستطيعون المحافظة على ذلك عندما يتذكرون أنه لا يوجد أي ضرر جسدي منها، رد الفعل المبالغ فيه قد يضع في ذهن الطفل بعض المخاوف المرضية تجاه أجسادهم.
3. لا تندهش: إنه سلوك وعادة متكررة ومنتشرة بين الأطفال مثل الطفلة التي تعبث بأذن أو شعر أمها بيد وتضع اليد الأخرى في فمها حتى تدفع نفسها للدخول في النوم.
عندما يمارس الأطفال العادة السرية في الأماكن العامة:
أساس تلك العادة إنها سرية، ولكن عند التعامل مع الأطفال لا تنسى أن الفرق بين الأماكن الخاصة والعامة وما يجب فعله في أيهم قد لا يكون واضحًا. في تلك الحالة لابد من تعليمهم (متخذين تلك العادة كأي عادة أخرى لا يجب فعلها في الأماكن العامة) مثلاً تنظيف الأنف أو التبول:
1. اشرح: عندما يقوم طفلك بتلك العادة أمام الناس اشرح له أنه لابد من الإقلاع عن تلك العادة تمامًا في الأماكن العامة والخاصة أمام الناس أو في خلوته أو غرفته أو الحمام بدون زجر أو تأنيب أو عقاب، يجب التعامل مع ذلك السلوك بواقعية.
2. اقترح بدائل: يجب أن تعطي للأطفال استعمالات أخرى للأيدي في المجتمعات العامة.. يجب محاولة إلهاء الطفل باقتراح نشاط آخر.
3. كن مثابرًا: ربما يقوم الأطفال مثلاً بفعل ذلك في الحضانة.. يجب توضيح ما سبق للمشرفين على رعايته والاتفاق على سلوك واحد في التعامل.
4. باستعمال طريقة النجوم: (المشروحة بالتفصيل في برنامج الطفل العنيد). عمل قوائم بكل ما يحب الطفل.
٠ تثمين ما يحب الطفل بالنجوم، مثلاً رحلة إلى المنتزه = 20 نجمة، الذهاب إلى حديقة الحيوان = 12 نجمة، شراء لعبة جديدة غالية = 30 نجمة، شراء لعبة جديدة رخيصة = 20 أو 15 أو 10 أو 5 نجوم، كيس شيبسي = 3 نجوم، قطعة حلوى = 6 أو 5 أو 4 أو 3 نجوم على حسب قيمتها وثمنها، الذهاب للجدة أو العم أو الخال = 6 نجوم و..... و
٠ يجب تثمين ما يحبه الطفل على حسب أهمية الشيء بالنسبة له وليس بالنسبة لنا أو على حسب قيمته أو ثمنه.
٠ عمل قوائم عبارة عن أوراق معلقة على الثلاجة أو الحوض أو باب الغرفة أو جانب السرير مكتوب على كل منها ما يحب وعدد النجوم المطلوب تحصيلها.
٠ لا يجب أن يُعطى الطفل أي من الأشياء التي تم تثمينها والتي يحبها إلا بالمقابل وهو الحصول على عدد النجوم المطلوبة.
٠ عند عمل شيء سار أو حسن أو مقبول أو مطلوب يوضع للطفل نجمة في القائمة التي يريد الحصول عليها.
٠ عند قيام الطفل بعمل غير سار وغير مقبول يتم حذف نجمة أو نجمتين على حسب المخالفة التي ارتكبها ومن هذه المخالفات موضوعنا الذي نحن بصدده وهو ممارسة العادة السرية.
٠ لا يجب التنازل مطلقًا والتسامح في وضع النجوم أو حذفها أو إعطاء شيء من الأشياء التي تم تثمينها (معلهش المرة دي، المرة الجاية اسمع الكلام، علشان خاطري يروح النهاردة).
٠ من المؤكد أن الطفل في الأيام والأسابيع الأولى سوف يتجاهل تمامًا هذا النظام (إيه الهبالة دي، أنا مش هعمل كده أبدًا، ده كلام فارغ) ولكن الإصرار وعدم حصول الطفل على ما يريد مطلقًا سوف يقنعه أن الموضوع جد جدًا ويهم الوالدين تنفيذ التعليمات وإلا تخيل طفل لا يخرج ولا يلعب بلعبه أو يحصل على لعبة جديدة أو يزور جدته أو أعمامه أو لا يأكل حلوى لابد إن آجلاً أو عاجلاً إلا ويتبع النظام للحصول على ما يريد.
طرق بسيطة للعقاب السلبي:
٠ عندما يقوم طفلك بممارسة العادة السرية أمامك أو أمام المعارف أو في الحضانة، عليك توقيع عليه عقوبة الخصام لمدة ساعة وأثناء هذه الساعة لا تكلميه أو تنظري إليه أو تنفيذ أي طلب طعام أو شراب أو عدم الرد على أي سؤال له على أن تخبريه قبل الخصام أن سبب الخصام هو فعل كذا... أو كذا.... أو العادة السرية.... في المرة القادمة سوف يكون الخصام ساعتين والتي بعدها ثلاث ساعات وهكذا.
٠ إذا استمر طفلك في فعل ما لا يجب أن يفعله مثل كذا.... أو كذا... أو العادة السرية يجب حبس الطفل في غرفة ليس بها أي لعب أو كمبيوتر أو أي شيء مسلي، يجب أن يجلس في الغرفة مع الطفل أحد الوالدين لحمايته من أي سوء ومنعه من أي تصرف خارج ويضاف إليها عقوبة الخصام، ولا يجب أن يعتبر الوالدان عقوبة الحبس هي عقوبة لهما بل هي للطفل ولكن لا يجب ترك الطفل وحده مطلقًا.
٠ إذا استمر طفلك في فعل ما لا يجب أن يفعله مثل كذا.... أو كذا.... أو العادة السرية يجب حرمان الطفل من الخروج إلى المتنزهات أو زيارة الأقارب أو شراء لعب جديدة أو ملابس جديدة أو الذهاب في رحلة مع المدرسة مرة واحدة فقط، وإذا تكررت يتكرر نفس الحرمان بشرط أن يجلس مع الطفل في المنزل أحد الوالدين مضيفًا إلى هذه العقوبة عقوبتي الحبس والخصام السابقتين.
٠ لا يجب أن يختلف الوالدان أبدًا على تنفيذ ما سبق وعدم المجادلة في ذلك أمام الطفل والاتفاق على الطريقة المثلى التي يجب اتباعها مع طفلهما وأن يعلما أن طرق العقاب البسيطة السابقة هي طرق للتهذيب وليس للتعذيب وأن يكون الهدف هو التفاهم مع الطفل وليس توجيه العنف أو الانتقام والتفنن في ذلك، مع التأكيد على ما سبق أن ذكرنا أن هذا الطفل لا يعلم تمامًا أي شيء عن الصواب والخطأ والحلال والحرام وما يجب وما لا يجب.
٠ هناك طريقة بسيطة وسهلة إذا كان ارتكاب الطفل للعادة السرية على فترات متقطعة يمكن إخباره بأن هناك كرسي العقاب أو سجادة العقاب، فعندما يقوم الطفل بممارسة تلك العادة يجب توجيهه للجلوس على كرسي معين ومحدد أو سجادة معينة ومحددة ولا يقوم من الكرسي أبدًا أو يتحرك خارج السجادة مطلقًا إلا بعد مرور الوقت المحدد، ونبدأ بنصف ساعة وإذا تكرر الفعل يزيد الوقت تدريجيًا إلى ساعة ثم ساعتين ثم... وهكذا.
متى تطلب المساعدة؟
في أحوال نادرة يكون ذلك السلوك إشارة إلى مشاكل نفسية أخرى لدى الطفل، استشر الطبيب النفسي لو:
1. تعارض ذلك السلوك مع تفاعلاته الاجتماعية.
2. لو فشلت كل وسائلك لجعله يكف عن ممارسة العادة السرية أمام الناس.
3. لو كان مقترنًا مع سلوكيات أخرى مثيرة للقلق عند الأطفال.
4. قد لا تكون تلك العادة السرية بل عبارة عن حكة أو هرش، قد تكون مؤشرًا لمرض جلدي أو عدوى فاذهب به إلى طبيب الأمراض الجلدية.
5. لو كان مستمرًا بلا توقف.
إن تلمس أو تحسس الأعضاء الجنسية منتشر جدًا عند الأطفال، وقد يستمر عند الكثير من البالغين. ذلك السلوك يبدأ عادةً عند 4 سنوات، قد يمتطي كرسي صعودًا وهبوطًا أو يضع شيئًا ناعمًا بين فخذيه، وخاصةً في أوقات النوم أو أثناء سماعهم لقصة أو مشاهدة الكرتون.
عادةً ما تقل تلك العادة بين 7 – 12 سنة أو تزيد خلال فترة المراهقة.
عادةً ما تزيد العادة السرية في أوقات الضغط العاطفي أو الانفعالي أو في البيئات التي تخلو من المؤثرات، أو قد تزيد في وجود والدين شديدا الصرامة ويجبران الطفل على دخول حجرته وحيدًا لفترات طويلة بلا أي نشاط.
لو كان طفلك يمارس العادة السرية لفترة طويلة من الوقت لا تأخذ موقفًا عدائيًا أو تحاول أن تزرع فيه مشاعر الذنب أو تهدد، فغالبًا ما تزيد تلك العادة فقط عند وجود مشاكل عاطفية أو في أوقات التوتر.
محاولة زرع مشاعر الذنب لدى الطفل تقلل من ثقته وإحساسه بنفسه، وقد يلومني الناس على ذلك، ولكني أرى أنه خطأ أن نتجاهل زيادة تلك العادة عن المألوف، فربما تكون زيادة تلك العادة هي محاولة لجذب الانتباه إلى حياته، وكذلك ممارسة تلك العادة على الملأ. ولا تكون قاسيًا في عقابه، حاول أن تتواصل معه لتعرف لماذا يفعل ذلك، وإن كان رغم كونه طبيعيًا إلا أنه يجب ألا يشاهده الآخرون.
وقد يتحسس الأطفال الأعضاء التناسلية لأطفال آخرين وتلك لعبة عالمية وتعبر عن الفضول لدى الأطفال "سأريك ما لدي إن أريتني ما لديك".
مجددًا لا يجب أن يتفاعل الآباء بقسوة مع ذلك لأن الانفعال مجددًا قد يزيد من تحمس الأطفال للعبة التحسس الجنسي، وقد يزيد هذا من نشاطه الجنسي أو يؤدي إلى إحباط الرغبات الجنسية الطبيعية.
لو اكتشفت طفلك وأصدقاؤه وهم يلعبون تلك الألعاب لا تتجاهل ذلك ولكن اجعل طفلك يراك ويعلم إنك رأيته واقترح عليهم أن يغيروا تلك اللعبة.. عندما تعطي لعبتهم الجنسية موقفًا رافضًا ولكن هادئًا فإنك توصل رسالة أن تلك المناطق خاصة وسرية وليست موضعًا للعب، وأيضًا إن الإثارة الجنسية والمتعة لها أماكن وأوقات خاصة... ورغم كل مجهودك لا تتعجب إن حدثت تلك اللعبة ثانية فإن تحمس الطفل لجسده أو أجساد الآخرين لهي خطوة طبيعية جدًا في النمو والإدراك الجسدي والجنسي لديه.
واقرأ أيضًا:
الجنس في حياة الفتاة العربية! / من يعلم الجنس لأولادي !؟
التعليق: العادة السرية هي أساس الحياة