حكاوي القهاوي (97)
(454)
ساعة سحر
قعدت في الروضة الشريفة أدعي للثورة والثوار، يا رب بحق جاه صاحب هذا المقام أسكن شهدائها الجنة، يا رب ارزق أهاليهم الصبر والسلوان، يا رب بحق جاه حبيبك النبي إجزي مصابيها عنا خير الجزاء. وخرجت من الروضة لزيارة أهل البقيع؛ وقفت قدام مقبرة لشهداء بدر وسألت نفسي ليه كل واحد من الشهدا عندنا مدفون في مكان؟ ليه ما عملناش مقبرة لشهداء حرب العبور؟ وليه ما نعملش مقبرة لشهداء الثورة سوا كان مسلم أو مسيحي؟ لو مش عاجبك إنهم يكونوا زي شهداء غزوة بدر وأحد، خلاص اعتبرهم شهداء حرب العلمين؛ الخواجات عملوا لهم مقبرة خاصة تميزهم وكل سنه يزوروهم. عايز مقبرة لشهداء الثورة؛ يخرج يزورهم كل المصريين، ويدعوا لهم بالرحمة ويعترفوا لهم بالجميل. يا ترى ممكن الطلب ده يتحقق ولاّ الفلول حتقول لأ؟
(455)
خالتك سلمية
المجلس العسكري بيراهن إن الوضع لازم يرجع زي ما كان، رهان المجلس يعتمد على إن المصري بيسكت يسكت ومرة واحدة يقوم وبعدها يسكت من تاني، وأنت لا تعرف هو قام وهاج ليه ولما هاج سكت تاني إزاي؟ أكبر دليل على كده انتفاضة عام 77 اللي سماها السادات انتفاضة الحرامية، اللي كان يشوف الشعب قبلها يقول مش ممكن يثور، واللي شاف الشعب بعدها نام إزاي يضرب كف على كف.
أنا كنت من الحرامية بتوع انتفاضة 77، قبل الثورة كنت في حالة غليان وأقدر أقول إن خروج الناس بالنسبة لي كان عادي وطبيعي ومتوقع، أما اللي يفتكر إن الشعب بعدها نام يبقى غلطان، مش برضه السادات مات مقتول؟!!
المجلس بيحلم إن الوضع يبقى مستقر وإنه هيقعد ع الكرسي ويربع. المجلس العسكري بيراهن على إن الشعب نام خلاص ومولد الثورة إنفض، وبعض صحف النظام بدأت تكتب وتقول دي إنتفاضة مش ثورة. المجلس من باب جس النبض، بيضرب أهالي الشهدا والمصابين المعتصمين في التحرير، بس الناس كلها خرجت وبقت موقعة محمد محمود؛ يعني لسه الثورة ما خلصتش يا مجلس.
المجلس بيصر بغباء على رهانه إن الشعب خلاص نام؛ فيجس نبض الثورة من تاني، ويضرب المعتصمين في مجلس الوزرا؛ ويلاقي المجلس إن الثورة لسه فيها الروح وإنها مش بتموت. أكيد المجلس هيفضل يصر على رهانه وأكيد هيخسر، بس الخوف ليحصل زي ما حصل مع السادات وتبقى حرب إغتيالات. خصوصاً إن العيال رافعة شعار "خالتك سلمية ماتت...... انسى الثورة اللي فاتت"
(456)
العاقبة عندكم في المحاكمات
حصل ضباط الشرطة المتهمين بقتل الثوار أمام أحد أقسام الشرطة بالبراءة، الحكم جاء بعد سنة من قيام الثورة، ظناً أن الشعب قد أصابه الملل. البراءة بالونة اختبار، إذا سكت الشعب ولم يثور على أحكام القضاء يبقى بُشرة خير لباقي القتلة، وبشرى لمبارك وأبنائه وللمجلس العسكري بالمره، والعاقبة عندكم في المحاكمات. أما لو الشعب رفض وثار يبقى النيابة تستأنف الحكم وتفضل المحاكمات سنة كمان ولا مانع من تقديم بعض التعويضات ليتنازل أهالي الشهدا بدل وجع الدماغ وبهدلة المحاكم. أكيد ممكن السيناريو يمشي كده والفيلم يبقى هابط.
طظ.... إيه يعني، فيه أفلام كتير هابطة في السوق وبتكسب. بس لو حصل وأهالي الشهدا قرروا القصاص بأيديهم بقى الفيلم أكشن خالص. عموماً نحن في انتظار نهاية الفيلم حتى نعرف هل هو هابط أم أكشن.
(457)
رسالة إلى كل الأغبياء
من يعتقد أن الثورة ماتت وإنه خلاص ركبها ودلدل رجليه يبقى غبي. كلنا عرفنا عطر ورد الحرية لفصل الربيع العربي، الكل بيقول عايز من ده ومستحيل أقبل بأقل منه. ورد الحرية اللي طلع في تونس وفي ليبيا لازم يطلع في مصر وفي سوريا وفي اليمن. مش ممكن نقبل إن الورد يطلع عندنا دبلان أو ميت، أو إن حد يضحك علينا بورد صناعي مفيش فيه روح. أيها الأغبياء ارحلوا، فالربيع آت آت لا محالة.
(458)
على مسئوليته
قال معتز عبد الفتاح أنه في صباح يوم 25 يناير قال لو خرج نصف مليون مصري فسوف يسقط حتماً نظام مبارك. ثم قال أن أحد كبار المسئولين صرح له بأنهم كانوا يتوقعون أنه لو خرج فقط خمسون ألف مصري فسوف يسقط نظام مبارك، ولهذا كانوا حريصين على محاصرة أي مجموعة صغيرة من المتظاهرين بسرعة وفض التظاهرة حتى لا يكبر العدد ويسقط النظام.
السؤال الذي يفرض نفسه الآن إذا كان ذلك كذلك فكم نحتاج من الثوار ليخرجوا وكم يوماً نحتاج حتى يسقط حكم العسكر ويرحل المجلس إلى حيث يستحق؟ وهل علينا أن ننتظر حتى يوم 25 يناير ليكون هو يوم الخروج العظيم؟ وماذا يمكن للمجلس أن يفعل من حيل لينقض على ثورة الشعب؟ هل سينجح في خدعته بالتحالف مع التيار الإسلامي، أو خدعة اجتماع مجلس الشعب يوم 23 يناير ليمنع خروج العدد المطلوب؟ هل سينجح المجلس في خدعة فتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية في شهر إبريل؟
كل هذه الحيل من المجلس هدفها فت عضد الثوار، وهي أقرب ما تكون لحيل نظام مبارك والعادلي بمحاصرة الثوار حتى لا يزيد عددهم فيصلون إلى الرقم خمسين ألف متظاهر. مناورات المجلس لا تنتهي وسقطاته أيضاً مثل سقطات سيده مبارك لا تنتهي وعلينا أن نقرر ماذا علينا أن نفعل ومتى نفعله حتى تنجح الثورة ويرحل كل الأغبياء.
2/1/2012
ويتبع >>>>>>>>: حكاوي القهاوي (99)
واقرأ أيضاً:
من قتل الشيخ؟ / محنة الشرف العسكري / صاحب العباءة وبنات الثورة / سيناريوهات الذكرى السنوية للثورة / حكاوي القهاوي