ذات يوم أراد ملك القيام برحلة برية طويلة في مملكته الواسعة، لكن أقدامه تورمت بسبب المشي في الطرق الوعرة، فأصدر مرسومًا يقضي بتغطية كل طرقات المملكة بالجلد، لكن أحد مستشاريه أشار عليه -وقتها- بأن يلبس في قدميه قطعة جلد صغيرة بدلا من تغطية كل طرقات المملكة، وكانت هذه بداية نعل الأحذية.
الهدف من هذه القصة أنك لن تستطيع تغيير العالم، لكنك تستطيع أن تتغير أنت؛ فإذا تغيرت أنت فسيتغير العالم من حولك، ستتغير نظرتك لمن حولك، وستتغير نظرة العالم إليك، وستجد طريقك في الحياة الذي سيكون في نهايته باب سعادتك، فجلوسك في المقاهي قاذفا بكلماتك الناجحين؛ لتنعي فشلك في الحياة، وتريح ضميرك الذي ينام في ثبات عميق، لن يغير العالم من حولك، ولن يغير نظرة العالم إليك فأنت بالنسبة للعالم لا شيء.
ولكي تتغير عليك الخروج من دائرة المنافسة، لا تحاول أن تنافس الآخرين، فأنت تتنافس مع الآخرين؛ لأنك تجد صعوبة في أن تحدد مدى جدارتك، إنك تجد أنه من الأسهل أن تهزم شخصًا آخر على أن تكون أنت أفضل ما يمكن أن تكونه، فتحتاج إلى شخص آخر تهزمه، ولتدخل السرور على قلبك، ولكن هذه السعادة لن تكون كافية. فالسعادة التي تحدث عند منافستك أشخاص آخرين ناتجة من وجود جمهور تستمع منه كلمات الإطراء، وعندما يختفي هذا الجمهور ومعه كلمات الإطراء -وقتها- لن تكون سعيدًا حتى لو وصلت للقمة.
إنما السعادة الحقيقية تنبع من داخلك عندما تنافس ذاتك، فعندما تنافس ذاتك ستخرج من دائرة الحسد، وعدم الإحساس بالأمان، وفقدان الهوية، ولن تكون بعدها إمعة، ولن يكون شعارك "كل الطرق تؤدي إلى روما"، بل سترمي هذا الشعار جانبا، وستذهب في طريقك وأنت متأكد أنه لن يؤدي إلى روما، بل سيصل بك إلى البلد الذي تريده فلن تسير في ركب لا تريده لمجرد أن من حولك ساروا فيه لأنك لست في حاجة أن تكون الأول..إنما في حاجة لأن تفوز.
فإن عظمة العالم تنبع من الأفراد الذين يريدون أن يسعدوا أنفسهم، دون حاجتهم للمنافسة، فأنت عندما تنافس قد تفوز ولكنك لن تبدع، فلم يتم الكشف حتى الآن عن وجود إنجاز إبداعي حقيقي نابع من الحاجة للمنافسة مع الآخرين، فأنت لن تنضج حتى تعمل لصالح نفسك، حتى تطور ذاتك وتحطم القيود والسلاسل التي بداخلك، وتحطم صنم الخوف من التجربة الذي صنعته قناعتك السلبية عن ذاتك.
فكيف لا تستطيع؟؟ ودماغك بها أكثر من 100 مليار خلية عصبية، تستقبل 2 مليار معلومة في الثانية، لو وضعتها بشكل متواصل فسيبلغ طول هذا الخط 100 كيلو متر. أرأيت كم أنت قوي؟ لذلك عندما تقول "لا أستطيع" الحقيقة هي أنك لا تريد، فكل واحد منا يمتلك من القوة ليكون ما يريد، فقط علينا "أن نزيل الغبار عن العملاق القابع في داخلنا" كما قال إيريك تشودلر.
واقرأ أيضاً:
لا تفعل شيئا / خجلت من نفسي