إنه لمن المُحزن وتدمع له العين ويقشعر له البدن أن نرى شعباً ينهار بل يتمزق إرباً بيد من يُطلق عليهم "مصريين" لا أحب أن أعمم أو أن أُظهر الصورة شديدة السواد ليراها أبناء هذا الوطن.
تعرفنا شعوب الأرض بأكملها بأننا شعب شديد الطيبة والألفة والتراحم ويسعد من يأتي على أرضنا، وقد رُفعت لنا القبعة حينما قال هذا الشعب كلمته "يسقط النظام" فكان المقصود من هذه الكلمة الطبقة الحاكمة التي استبدت على مر ثلاثين عاماً وأكثر قليلاً بأمة عٌرفت بالطيبة، ولكن يُظهر هذا الشعب يوماً بعد يوم أنه يتمرد على النظام الذي لا تتقدم بدونه، ويشهد هذا البلد يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة ومباراة كرة القدم بعد مباراة أحداثاً مأساوية يندى لها الجبين، هل من الطبيعي أن تشهد مباراة في كرة القدم هي في الأساس للاستمتاع والتسلية مشاهد دامية تصل درجة المأساة فيها إلى حد إزهاق الأرواح آه ثم آه لأنفس تموت وهي تهتف لمُآزرة فريقها، أناشدك يا وطن هل أنت راضٍ عن إزهاق ما يقارب المائة نفس لا حول لهم ولا قوة إلا أنهم يهتفون بحب ناديهم.
نــــــــور ونــــــــار
والفرق بينهما كبير فالأولى كلمة يستخدمها كل الناس للتعبير عن وضوح الرؤية والتمتع برؤية الأشياء التي تعيش بيننا أما الكلمة الثانية في كلمة لها العديد من المعاني والدلائل فقد تكون النار دليلا لهداية الضالين وقد تكون وسيلة يستخدمها آخر لإيذاء نفس قد حرم الله إيذائها.
النور هو ثورتنا والنار هي كل وسيلة وكل كلمة تحاول أن تُزيح الثورة المجيدة عن طريقُها القويم.
الحـــــــــــــرية
نتحدث بل نتفاخر ونجتمع على المجالس لنروى ونحكي عن أمجاد الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم للحصول على حريتهم وحرية شعب وكرامته، ولكن لو كان الشهداء يعلمون أن النداء على الحرية هو باب يُفتح لتتحرر من داخله الغوغاء والبلطجة ويسقط النظام والتنظيم لكانوا أعادوا التفكير كثيراً قبل أن يضحوا بأنفسهم من أجل كرامة هذا الوطن التي دُنست بأقدام أبنائه.
المأجورون والقتلة بأجر
بمفردات بسيطة وسلسة "المأجور هو كل شخص يُدفع له مالٌ مقابل تنفيذ عملٍ أو مهمة موكلة إليه" فالعامل في مصنعه مأجور والطبيب في مشفاه مأجور حتى عامل البناء هو مأجور ولكن كل هؤلاء يحصلون على أجر يرضى عنه الله ورسوله والمجتمع بأسره ما دام هذا العمل شريفاً وليست فيه أية شبهة من حرام.
لا أحب أن أطيل على مسامعكم ولا أعينكم حينما تقرؤون هذا المقال ولكن لابد أن أوضح من هم القتلة بأجر هذا المسمى الذي ارتبط منذ زمن بعيد بأُناس يبيعون ضمائرهم ويستحلون دماء الأبرياء، يأخذون مالاً هو في الأساس ورق يرونه مصدرا للقوة ليمحوا معنى الإنسانية والرحمة في أرض هم وطئوها بأقدامهم لينشروا الدمار والخراب وسفك الدماء.
أنا أتعجب حينما أرى هؤلاء القتلة يعيشون في أجساد وهبها الله لهم لكي يحافظوا عليها وهم بأيديهم يستمتعون بإيذاء الغير إيذاء يصل إلى حد الموت.
يا لها من كلمة لا بل الموت حياة يحب أن يعيشها كل إنسان يسعى للنعيم الحقيقي لأنه يعلم علم اليقين أن الحياة الدنيا فانية.
نعلم جميعاً بأن الموت هو هادم اللذات ومفرق الجماعات وميتم البنين والبنات وهو الكأس الذي مذاقه مر ولكن الكل يأتيه يوماً ولابد أن يشرب من هذا الكأس، ولكن من أنت أيها الضعيف لتتعمد إزهاق روح بريئة.
أدعوكم جميعا باسم كل الأديان السماوية أن تنظروا لأنفسكم في المرآة وانظروا لأيديكم فهي تحمل الخير والشر الحياة والموت، لصالح من تفعل الشر وتتسبب في قتل آخرين واعلم أنك اليوم إذا كنت "جاني" فغدا أنت "مجني عليه" لا محــــالة.
انتبـــــــه
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن تُوزن عليكم؛ وحاسبوا أنفسكم أمام ضمائركم فالضمير الأبكم شيطان أخرس وإن شجرة الظلم لن تثمر.
فاصـــــل وأرجو أن لا تتواصل هذه المأساة
واقرأ أيضاً:
تمرد الصغار/ الكل في التحرير/ متى أُصبح أنا؟