(482)
رحمة الله عليه
رحم الله جلال عامر واسكنه فسيح جناته، قتله العسكر وكلابه، مات حزناً عندما شاهد المصريين يتقاتلون. في حين لم يشعر حتى بصداع من أنزل كلابه لينهشوا في لحم إخوانهم. رحم الله جلال عامر كان عنده دم وإحساس، فمات حزناً وألما.
(483)
رجعوا التلامذة يا عم حمزة
مين اللي قال إن الإضراب فشل، بالعكس، فيه اكتشفنا إن التلامذة رجعوا لنا ثاني، شفتوهم وهم بيهتفوا، وهم ماشين في المظاهرات. شفتوا الولاد والبنات بتوع المدارس حلويين إزاي وهم بيهتفوا ضد العسكر والحرامية، يبقى إزاي الإضراب فشل؟!! شفتوا التلامذة الصغيرين بيتكلموا إزاي ع الشاشة، يا رب يحميكم يا أولاد، سمعتوا سيادة الوكيل خايف وعبيط إزاي؛ وإن اللي بيجري في عروقه من مبارك دم، شفتوا الولاد ضحكوا عليه إزاي من غير خوف وبمنتهى أجمل قلة أدب، يبقى إزاي الإضراب فشل؟!
أنا أصلي بس باشوف وأسمع للعيال دول، مش باعرف أشوف أو أسمع للنخبة وكدابين الزفة، النخبة قالت، النخبة عادت، النخبة بتقول الغرب والعالم كله بيتفرج علينا ولازم نعمل حاجة تستاهل، أو يبقى أحسن ما نعملش. الله يسامحك يا عم النخبة، ناقص تقول أنا عايز أستعرض، وشفتوني وأنا ميت وتعمل فيها زي أسمه إيه ده اللي بطلنا نشوفه، ناقص تقول أجنن وأنا ميت؟
يا عم النخبة لو كنّا بنفكر بطريقتك دي ما كان يبقى فيه يوم ثورة من أصله. يا عم النخبة انتظر لحظة من فضلك، بكره أنت هتسمع الغرب بتاعك هيقول إيه على عيال مصر ولاد الإيه دول. أما أنتم يا كدابين الزفة اللي حصل ده كان بس تليين، العربية بتسخن وبكرة هيحصل اللي أسيادكم خايفين ومرعوبين منه، وهيبقى في المحروسة عصيان مدني والكل هيقعد في البيت، وتقف عجلة الإنتاج يومين تلاتة مش مهم، بعدها تتحرك العجلة وماتقفش تاني. يا عم النخبة، يا عم الطبال، يا عم المستهبل، خرجوا التلامذة ومش هيرجعوا تاني، فمحدش يقول إنْ الإضراب فشل.
(484)
فنان
أنا لابس وش غزالة، طيب وحنين وبديع، وفجأة أكون بلطاجي ثورجي يا أولاد وشجيع. الدقن طويلة يا حليلة، عامل بها شغل إنما قيمة. وإن كان الموج يوم عالي، أسكت وأتدارى عن العين. خوانجي تلفنجي كنسنجي إفتانجي، لخروج ع الوالي منعنجني، بياع للدين كسبنجي. أوعاكوا تقولوا أنا خايف ولا جبان، دا أنا يا أبني أنت وهو واد لاعيب.... فنان.
(485)
درس تاريخ
قعدت أذاكر للبت بنتي تاريخ، من بطليموس للست كليوباترا وعمايلها وأخونا أكتافيوس وقسطنتين أبن الأيه.، فجأة لاحظت حاجة غريبة؛ قلت لها يا منه ملاحظة إن كل ولاد الحرامية اللي إحتلونا عملوا حاجتين، الأولى قضوا على ثورات المصريين والتانية بنوا المعابد لآلهة المصريين اللي المستعمر عمره ما عبدها، حتى نابليون لما حب يضحك ع المصريين دخل حلقة ذكر وهات تسابيح، وعم مينو لما عرف إنه مفيش فايدة أطلق رضي الله عنه اللحية وقال أسلمت.
البت قالت يقضوا ع الثورة وفاهماها زي المجلس ما بيعمل دلوقت يقبض ع الثوار ويسجنهم أو يقتل منهم اللي تطوله إيديه ومفيش مانع يسرق قناة التحرير ويبعد طنط دينا علشان الناس ما تفهمش، ويحاكم ساويرس بتهمة سب الدين، لكن حكاية المعابد دي مش فهماها؟
قلت لها شوفي يا حبيبتي واضح إننا شعب طول عمرنا متدين، وكل اللي إستعمرونا عرفوا ده عنا؛ قالوا خلاص نضحك عليهم ونبني لهم معبد ونهتف لكل إله يعبدوه؛ فيفرح المصريين ويهتفوا للمستعمر ويقولوا عليه والله دا طيب، فيقعد في بلدنا المستعمر ويأنتخ. علشان كده بنوا لنا معابد كتير من معبد دير المدينة للآلهة ماعت ومعبد دندرة علشان نعبد حتحور ومعبد إدفو لحورس وكمان معابد فيله للست إيزيس.
البت قالت لي يا عم روح تلاقي كل الحكاية إن المستعمر عمل صفقة مع كهنة المعبد زي صفقة المجلس العسكري والإخوان. بصيت للبت وقلت في سري أحسن لي كده أستقيل وأشوف لي جبانة أندفن فيها، ضحكت وقلت يا شقية طالعة لبابا يا حبيبتي. حقيقي البنت معاها حق، المستعمر راح للكهنة وقال لكم مني المعبد هدية لأجل ما يجي فيه الشعب الأهبل وتاخدوا منهم فلوسه، بس اللي أوله شرط آخره نور يا روح أمك أنت وهو، مع كل قرش تاخدوه تقولوا أطيعوا الإله والكاهن وأولوا الأمر منكم. الكاهن قال قشطة عليك أنا أجيب في اليوم الواحد زي اللي بتجيبوه أنتم معونة من روما في سنة. وركب عم الكاهن ع العمود يدعي للمستعمر، والشعب يقول وراه آمين، وبكده إتقسمت مصر يا حبيبتي بين إتنين مستعمر وحرامي باسم الدين.
8/2/2012
ويتبع >>>>>>>>: حكاوي القهاوي (107)
واقرأ أيضاً:
للسلطة فتنة... لكن لصبرنا حدود / المرحلة الخرسانية / القانون ليس حلاً / دليل الحاكم المسلم: لحكم شعب مؤمن / حكاوي القهاوي