حكاوي القهاوي (110)
(510)
عبد الجبار وحرمه
الست قليلة الأصل إتخانقت مع جوزها وبتهدد تسيب له البيت. شباب الحتة قالوا محدش يتدخل مالناش دعوة الست في الآخر مالهاش غير بيت جوزها، وعلى رأي المثل يا داخل بين البصلة وقشرتها...، ناس تانية في الحارة بتقول إن الولية البترانة بدل ما تحمد ربنا على الأملة اللي بقت فيها بعد ما إتجوزت حضصول عبد الجبار اللي لمها من الشوارع دلوقت إتبترت ع النعمة وبتقول عايزة وعايزة، بس حضصول حلف بالطلاق ليشكمها بالجزمة القديمة أو تنطرد من البيت وترجع بهدومها اللي جت له بيها، لبيت أهلها في مساكن الزلزال تعيش بلقب مطلقة بين نسوان الحتة. ناس تانية بتقول دي ولية قادرة وناوية ع الخلع بس خافت تطلع من المولد بلا حمص قالت نعملها خناقة ونقول انه بسلامته مقصر في حقوقها الزوجية، وهي خايفة على نفسها من الفتنة، بتغني له زي الست مروة ربنا يعلي مراتبها وترفع معنويات الحربية زي مارفعت ف الداخلية.
أول ما الموضوع ده ريحته طلعت في الحارة النسوان قالت وإيه يعني ما بيعرفش، كفاية صباع حضصول شغال. أما مراته التانية ماكدبتش خبر ونزلت وكالة البلح واشترت قميص نوم بمبة مسخسخ شفتشي وبتاع تاني من اللي بفتلة ده، وقالت فرصة وجت لعندك يا بت تاخدي الراجل في حضنك يمكن يكتب حاجة زيادة للعيال. الولية نهازة الفرص وهي راجعة البيت عدت ع الجزار واشترت جوزين كوارع وحلفت يمين لتعمل أحلى شغل الليلة، فشر إسمها إيه بتاعة أفلام برة، وبما لا يخالف شرع الله طبعاً.
أما الست بدوية اللي ساكنة على أول الشارع، ست ناقصة وبتاعة رجالة وسمعتها على كل لسان، دايماً تقعد تبص لكل راجل ماشي في الشارع بصات من إياهم.
الولية ساعة ما عرفت بالخبر قعدت تشاغل حضصول في الرايحة والجاية على أمل إنه يديها وش ويطلع معاها الشقة، وشوفوا كل ده علشان إيه الخايبة؟ علشان كيس فاكهة يشترية ولا يشحن لها الموبايل، نسوان وشها مكشوف ولا تخافش الفضيحة. الست قليلة الادب بتقول له ولا يهمك تعالى روق دمك عندي وسيبك من الهم.
الأستاذ عبد الصبور راجل محترم وعايش في الحارة من زمان ويا ما شاف فيها. لما سمع الخبر قال أصبر على جارك السو، يا يرحل ياتيجي ثورة تاخده. وربنا يريحنا منهم كلهم دي علية واطية ونصّابة.
أما الأستاذ عبد الشكور فقال يا جماعة والله جدها الله يرحمه كان راجل طيب وأنا عارفه، بس يخلق من ضهر العالم فاسد. رد عليه الواد نص وهو بيرص حجر معسل لزبون ع القهوة، محترم مين يا حجيج، دي عيلة تاريخها معروف وطول عمرها كده، وحضصول بتاعكوا ده لو كان محترم بجد كان دقق قبل ما يناسب، بس الطيور على أشكالها تقع، بكره تشوف وهيتصالحوا ويبقوا سمنة على عسل، ويطلع كل ده زوبعة في فنجان، وإحنا اللي هنطلع ولاد كلب في الآخر، إحنا اللي هنطلع ولا كلب في الآخر وبكره تشوف.
26/3/2012
(511)
الدولة الدينية
أركان الدولة الدينية ستة أركان وهي الهيئة الدينية التي تقوم بالإفتاء بما يجب على المواطن الالتزام به وما يجب عليه اجتنابه شرعاً، أما الركن الثاني فهو الهيئة التشريعية التي تقوم بتحويل هذه الفتاوى إلى نصوص قانونية، ليصبح الخروج على الفتوى مجرّماً بحكم القانون؛ فمن لا يلتزم بالفتوى التي صارت قانوناً سيعاقب لخروجه عليه. أما الركن الثالث فهو الدستور الذي يعطي القوانين صفة الدستورية فلا يجوز الطعن عليها بعدم دستوريتها، ويتحقق ذلك بجعل الدستور ينص نصاً صريحا على أن مصدر التشريع في الدولة هو أحكام الشريعة. أما الركن الرابع فهو الجهة التنفيذية والتي تتمثل في الحكومة التي تتولى مهمة تطبيق القوانين الصادرة عن المجلس التشريعي والمدعومة بالدستور، وبذلك تضمن هذه الجهة بأن ما يخرج من قوانين لن توضع في الأدراج وإنما ستكون محل التنفيذ. أما الركن الخامس فهو رئيس منتخب يؤمن بهذا الفكر فيعمل على تسهيل تطبيق القوانين، ومن ثم لا يصدر عنه فعل من شأنه عرقلة جعل الدولة دينية. أما الركن السادس والأخير فهو الآلة الإعلامية التي تؤهل الشعب لهذا التحول وتدعم أي خطوة تتم في سبيل التحول للدولة الدينية.
لهذا يسعى الإخوان والسلفيين لإحكامهم القبضة على أركان الدولة، فنجدهم يسعون للسيطرة على سلطة الإفتاء في الأزهر ليضمنوا أن تكون الفتاوى تتفق وأهوائهم، كما يسعون لامتلاك المجلس التشريعي لإصدار القوانين التي تتوافق أيضاً مع فتاواهم. ويحاربون الآن من أجل السطو على الدستور ليخرج مؤكداً على أن مصدر التشريع هو أحكام الشريعة التي تصدر بدورها عن مجلس الشعب والتي تأتي استجابة لفتاوى شيخ الأزهر. كما يسعى التيار الديني لتشكيل الحكومة ليضمن بقاء السلطة التنفيذية في يده فتقوم الوزارات المعنية بتنفيذ القوانين الصادرة عن مجلس الشعب المتوافقة مع الفتاوى الدينية. كما يسعون أيضاً لأن يكون الرئيس القادم منهم حتى يضمنوا تسهيله لما يصدر من أحكام تتفق ومنظور الدولة الدينية لديهم. وأخيراً حتى يكلل كل هذا بالنجاح فيجب أن يكون لهم السيطرة التامة على وسائل الإعلام المقروء والمرئي حتى يضمنوا عدم خروج الشعب عليهم بل وليضمنوا دعم وتأييد الشعب لما ينتهجون من سياسات.
وحتى نعطي مثالاً بسيطاً على ما يمكن أن يحدث؛ فلنتصور أن شيخ الأزهر (الركن الأول) قد أفتى بعدم جواز خروج المرأة من بيتها وهي غير محجبة، فسيقوم مجلس الشعب (الركن الثاني) وفقاً لهذه الفتوى بإصدار تشريع يجرم فيه خروج المرأة غير محجبة من بيتها، ومن ثم يتم توقيع عقوبة محددة على كل امرأة لا تلتزم بتنفيذ هذا القانون. وعليه ستقوم وزارة الداخلية (الركن الرابع) وهي هنا الجهة التنفيذية المنوط بها تنفيذ القانون بالقبض على أي امرأة تسير خارج بيتها مخالفة لنص القانون الذي يلزمها بالحجاب. وسيتم كل ذلك بمباركة وتيسير رئيس الجمهورية (الركن الخامس) بحيث يبدو الأمر وكأن هناك أتفاق بين أركان الدولة على هذه السياسة. وفي النهاية تخرج الآلة الإعلامية (الركن السادس) لتمجد فيما يجري لتصفه بأنه تحقيقاً لرغبة الشعب، وأنه ليس هناك من معترض على ما يجري من تطبيق لأحكام الشريعة كما يراها التيار الديني الذي يسيطر على الحكم.
هذا ما سيجري في الدولة الدينية بدءاً من الحجاب بشكل عام ثم ينتقلون بعدها إلى شكل هذا الحجاب فهل هو مجرد تغطية الرأس أم ضرورة أن يكون إسدالاً، ثم لون هذا الإسدال فهل يجوز أن يكون ملوناً أم يجب أن يكون أسوداً ولا لون سواه. ثم يأتون بعد ذلك إلى قوانين الاختلاط بين الرجال والنساء وضرورة الفصل بينهم في الأماكن العامة والخاصة، وكما هو الحال في الملبس سيأتون على الاقتصاد والمعاملات المالية وضرورة تغيير أسلوب معاملات البنوك حتى تصبح متفقة وأحكام الشريعة كما أفتى بها شيخ الأزهر، ثم يأتون بعد ذلك على السياحة وهلم جرا حتى نجد أنفسنا في إيران جديدة يحكمها آيات لله ولا سواهم، لينتهي الأمر إلى الحكم بإقامة الحد على كل من يعترض على تطبيق أحكام الشريعة لأنه بذلك كافر ويجب قتله لتخليص المجتمع من هؤلاء العلمانيين الكفرة.
هذا ما يسعى التيار الديني لتحقيقه بخبث ودهاء، وهذه هي رؤيتهم لمصر غداً وحلمهم بما يجب أن تكون عليه. فهل سيوافق الشعب على ذلك؟ وما هو الحلم البديل في المقابل الذي يطرحه الرافضون لهذا التيار الديني؟ وهل قدم هؤلاء الرافضون حلمهم في إطار ولغة مفهومة للعامة قبل الخاصة حتى يكون هناك فهماً مجتمعياً قادراً على مقاومة أفكار التيار الديني المتطرف؟ ببساطة ووضوح هل فعل المناهضون للتيار الديني المتطرف ما يجب عليهم أن يفعلوه (واجباتهم Homework) حتى لا يندمون عندما لا ينفع الندم؟
(512)
مؤسسة التأسيسية إخوان لفبركة الدساتير
أظن أن جماعة الإخوان والسلفيين لا يهمهم من أمر الدستور شيء سوى المادة الخاصة بأن تكون المرجعية لأحكام الشريعة الإسلامية، وذلك حتى يضمنوا دستورية كل القوانين التي يجهزونها للكتم على أنفاس الشعب المصري والتنكيل به. أما باقي المواد فلا تعنيهم في شيء وأظنهم على استعداد لعقد الصفقات مع أي جماعة في مقابل ضمان وجود هذه المادة. فأعتقد أنهم على استعداد أن يضعوا أي مواد للعسكر تضمن لهم الحصول على كافة ما يحلمون به من امتيازات لتكون جزءاً من الدستور، وهم على استعداد أن يضعوا أي مواد حتى للشواذ فتضمن حقوقهم شريطة أن يسمح هؤلاء وأولئك بعدم الاعتراض على المادة الخاصة بأحكام الشريعة. أعتقد أنه لو تُرك للإخوان والسلفيين صناعة الدستور فإننا سنكون أمام دستور مفبرك تأتي مواده نفسها متناقضة فيما بينها كما هو الحال في الإعلان الدستوري الحالي الذي يتضمن مواد متعارضة. هذه هي النتيجة الطبيعية لترك الدستور ليكون في يد مؤسسة التأسيسية إخوان لفبركة الدساتير.
(513)
المهرجون
بدخول أيمن نور سباق الرئاسة فسوف يزداد تفتيت الأصوات بين المرشحين الثوريين من أمثال أبو الفتوح، وحمدين صباحي، وأبو العز الحريري، وخالد علي، وبثينة كامل، والبسطاويسي ثم آخرهم أيمن نور؛ وكل هؤلاء في مقابل عمرو موسى وصلاح أبو إسماعيل وعمر سليمان. ذلك يعني في النهاية أنه سينجح أبو إسماعيل وموسى ليدخلا الإعادة ثم ستتكتل جميع الأصوات ضد التيار السلفي المتشدد لينجح عمرو موسى وبدون تزوير أو بأقل قدر من التزوير في الانتخابات، وبذلك يضمن المجلس بقائه في السلطة وبمباركة شعبية لمرشحه حتى لا يتهمه أحد بالتزوير فتخرج المظاهرات ضده. كل هذا يعني بالنسبة لي أن المجلس العسكري يلعب على غباء المرشحين لينجح في خطته للاستيلاء على السلطة. أولم يقرأ هؤلاء المرشحين الأغبياء قوله تعالى (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم). لا أعتقد أن هناك فارق بين هؤلاء المرشحين وغيرهم من العامة ممن سحبوا استمارات الترشح لمنصب الرئيس، كلهم سواء؛ كلهم مهرجون في سيرك المجلس العسكري.
(514)
المصير
قام المجلس العسكري بزيادة رواتب جنود الجيش وضباطه حتى يضمن عدم انقلابهم عليه، مما يعني أن المجلس يشترى سكوتهم. لم يفكر المجلس في شراء سكوت الشعب بزيادة رواتبهم للحد الأدنى للرواتب الذي بحت أصوات الناس استجداء له. هذا يعني أن المجلس يطمئن لعدم خروج الشعب عليه ولا يطمئن لجيشه، أو أن المجلس يوزع المنح على الجيش كما وزعها من قبل على الشرطة ليخلق بذلك طبقة من الشعب فوق الشعب لا تهتم بأمره وإنما تهتم بتنفيذ أوامر سيدها الذي يتعطف عليها ويمنحها الهبات والعطايا. ما لم يفهمه المجلس أن الشرطة وقمعها لم تنفع مبارك وقت أن ثار الشعب عليه!! لم يفهم المجلس أن مليشيات القذافي لم تنقذه من أنْ يُقتل على يد شعبه!! لم يفهم المجلس أن جيش الأسد لن ينقذه من مصير ينتظره عن قريب إن شاء الله!! ترى أي مصير ينتظر هؤلاء؟
26/3/2012
ويتبع >>>>>>>>: حكاوي القهاوي (112)
واقرأ أيضاً:
متى تنتهي الثورة؟ / وماذا بعد؟ / قراءة في شخصية أبو الفتوح / ماذا نحن فاعلون؟ / لقد وقع الإخوان في الفخ / حكاوي القهاوي