حكاوي القهاوي (116)
(553)
المرة دي بجد
احذروا من دجالي الأخوان المتأسلمين ومن حاخامات السلفية، ظهر في الصورة البلطاجي وحجازي في ميدان التحرير، ولأن الثوار طيبون هتفوا "إيد واحدة". ولكن ما أخشاه أن يكون دخول هؤلاء فقط من أجل كسب أصوات لمرسي في الانتخابات، ثم بعد يوم أو يومين يحرضوا على الانسحاب من الميدان وإقناع المعتصمين بالخروج من الميدان والذهاب للتصويت، فيكفي ما فعلوه. إن فعلوا ذلك فلا تنصتوا لهم وابقوا ورابطوا في الميدان حتى يسقط النظام وحتى يقوم الثوار بتشكيل مجلس رئاسي لتنجح الثورة ويسقط العسكر وحكم العسكر.
يا شباب الثورة باق على موعد الانتخابات الرئاسية فقط إثنى عشر يوماً، إضافة إلى يومي الانتخاب، فالمجموع كله أربعة عشر يوماً. لو ثبت الثوار هذه الأربعة عشر يوماً، فقط أربعة عشر يوماً من الصمود؛ فسوف يسقط حكم العسكر فور تكوين هذا المجلس الرئاسي. إن لم تفعلوا.. إن ضحك علينا سحرة فرعون والدجالين والحاخامات خوفاً على مكاسب اكتسبوها فلا نستحق إلاّ شفيق يحكمنا، فلنهتف جميعاً في الميدان هتافاً واحداً "المرة دي بجد.. مش هنسيبها لحد".
(554)
سيناريو
المشهد الأول: نزول الثوار لميادين التحرير عقب النطق بالحكم ومطالبتهم بمجلس رئاسي يتشكل من البرادعي رئيساً وحمدين وأبو فتوح ومرسي أعضاءً.
المشهد الثاني: نزول الإخوان للميدان بسرعة حتى لا يقال أنهم فعلوا كما فعلوا في الثورة ونزلوا متأخراً. تحرك الإخوان في الميدان بهدف جذب التأييد لمرسي؛ لضمان المزيد من الأصوات في الصناديق لصالح مرشحهم الرئاسي.
المشهد الثالث: الإخوان يرفضون فكرة المجلس الرئاسي لأن هذا يعني فقدهم لكرسي الرئاسة وعدم تحقيق حلمهم الأكبر بالاستيلاء على مصر لنشر المشروع الإخواني في العالم. الإخوان يؤمنون أنه باحتلالهم مصر سيتحقق حلمهم، تماماً كما فعل الفاطميون من قبل وكاد أن ينتشر المذهب الشيعي لولا صلاح الدين الذي خرّب عليهم حلمهم، وما زالت إيران تحلم لليوم بنشر المذهب الشيعي في مصر حتى ينتشر في باقي الدول العربية كما تنتشر النار في الهشيم.
المشهد الرابع: الثوار ما زالوا يضغطون على المجلس العسكري ويصرون على تشكيل المجلس الرئاسي ويتجهون للمطار لاستقبال البرادعي.
المشهد الخامس: المجلس العسكري يجتمع سراً بقيادات الإخوان ويطالبهم بالنزول للميدان والعمل على تفتيت قوى الثورة لاستكمال الانتخابات، وقد أعطاهم أملاً كبيراً في فوزهم بالانتخابات.
المشهد السادس: مازال الثوار يضغطون لتحقيق مطالبهم ويصرون بقوة على تشكيل المجلس الرئاسي.
المشهد السابع: يفقد المجلس العسكري صوابه ويبدأ بالشعور بالخوف من فقد كل شيء. اتصال هاتفي لتوبيخ قيادات الإخوان، يعقبه إتصال هاتفي بتوبيخ شفيق وإنه فشل ورجاله ومؤتمراته الصحفية في احتواء الثوار. شفيق يتهم المجلس أنه وراء كل المصائب بسبب موعد النطق بالحكم ولو تأجلت الجلسة لحين الانتهاء من الانتخابات لكان المصريون الآن أمام الأمر الواقع.
المشهد الثامن: المجلس يقرر الحفاظ على نفسه وتدمير كل هؤلاء الأغبياء. المجلس يجري مكالمة هاتفية سريعة، قانون العزل لسه ما ظهرش ليه لغاية دلوقت يا كلاب.
المشهد التاسع: الإخوان يقررون سرعة الموافقة على الانضمام للمجلس الرئاسي بعد علمهم أن القانون سيصدر فوراً.
المشهد العاشر: الثوار يهللون فرحاً بصدور قانون العزل مما يعني خروج شفيق من سباق الرئاسة ودخول صباحي بدلاً منه في انتخابات الإعادة مع محمد مرسي.
المشهد الحادي عشر: اندساس رجال المخابرات والأمن الوطني في الميدان لمشاركة الثوار أفراحهم وترديد فكرة أنه يجب فض الميدان والعودة للمنازل فقد حصلنا على أكثر مما نحلم وسنقوم بكنس الشوارع كما فعلنا من قبل، ليقال عنّا ما قيل في وسائل الإعلام العالمية، وستكون الآن صناديق الانتخاب هي الفيصل وستقول كلمتها وسينجح صباحي أكيد مرشح الثورة.
المشهد الثاني عشر: صباحي يرقص وحوله مؤيديه ويقول وما النصر إلاّ من عند الله.
المشهد الثالث عشر: البرادعي حزيناً يجتمع بأبو الفتوح ومرسي للتشاور في يمكن عمله حيال المجلس الرئاسي بعد انسحاب صباحي.
المشهد الرابع عشر: المجلس العسكري يجري اتصالاً بالإخوان ويوبخهم على انضمامهم للمجلس الرئاسي ويهدد أن مجلس الشعب قد يتم حله لعدم دستوريته، وأمامهم ساعة زمن لتصحيح ما فعلوه.
المشهد الخامس عشر: جماعة الإخوان تختلق مشكلة مع البرادعي وتقرر تعليق مشاركتها في المجلس الرئاسي وأنها لا تخشى صباحي في انتخابات الإعادة، وسيكون الرئيس القادم هو مرسي بإذن الله.
المشهد السادس عشر: البرادعي حزيناً بعد انهيار الاتفاق بين القوى الوطنية على إنشاء المجلس الرئاسي ويقرر مغادرة القاهرة للمشاركة في احتفال تسليم جينيفر لوبيز جائزة أجمل ط...
المشهد السابع عشر: سماعة التليفون تغلق ويحمد الله القيادي الإخواني على نعمه ويقول ببركة الله أخذنا وعداً بعدم حل البرلمان وأنه سيكون له نصيب معقول في التأسيسية للدستور، مع ضمان أن تكون أحكام الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع، مع الموافقة طبعاً على وجود بعض الامتيازات لأصدقائنا.
المشهد الثامن عشر: قوات الشرطة العسكرية تنزل ميدان التحرير وتزيل الخيام وتضرب المعتصمين، وتلقي القبض على نوارة نجم وعلاء عبد الفتاح وبعض من نشطاء 6 إبريل.
المشهد التاسع عشر: أبو الفتوح يندد وكل من مرسي وصباحي يصرح بضمان إجراء تحقيق عادل بمجرد الفوز بالرئاسة.
يصرخ المخرج:
إيه القرف ده يا زفت، مين الحمار اللي عمل المشاهد دي، هو أنا لازم أعمل كل حاجه بنفسي. تاني يا حمار عيدوا من المشهد العاشر.
مساعد المخرج:
حاضر يا أستاذ، يصرخ في الكاست "كله يجهز"
المشهد العاشر: الثوار يهللون فرحاً بصدور قانون العزل مما يعني خروج شفيق من سباق الرئاسة ودخول صباحي بدلاً منه في انتخابات الإعادة مع محمد مرسي.
المشهد الحادي عشر: إندساس رجال المخابرات والأمن الوطني في الميدان لمشاركة الثوار أفراحهم وترديد فكرة أنه يجب فض الميدان والعودة للمنازل فقد حصلنا على أكثر مما نحلم وسنقوم بكنس الشوارع كما فعلنا من قبل، ليقال عنّا ما قيل في وسائل الإعلام، والآن صناديق الانتخاب ستقول كلمتها وسينجح صباحي أكيد مرشح الثورة.
المشهد الثاني عشر: مناقشات مستمرة بين الثوار والنشطاء، وعلاء الأسواني يقول لهم إنها خدعة من المجلس العسكري ليخرجونا من الميدان زي ما حصل في رومانيا، وعلى إيدي.
المشهد الثالث عشر: إجتماع طارئ بين حمدين وأبو الفتوح والبرادعي لبحث ودراسة توابع قرار عزل شفيق من ممارسة حقوقه السياسية وخروجه من السباق الرئاسي.
المشهد الرابع عشر: أعضاء المجلس الرئاسي يخرجون في مؤتمراً صحفياً يعلنون فيه عدم تخليهم عن أهداف الثورة واستمرارهم في تفعيل المجلس الرئاسي ويدعون المجلس العسكري لتسليم السلطة في سلام وبحث كافة ما يلزم لهم من خروج آمن فيما عدا التحقيق في دماء الشهداء الذين سقطوا بعد نجاح الثورة بدءاً من أحداث ماسبيرو وحتى مجلس الوزراء.
المشهد الخامس عشر: القبض على بعض البلطجية في الميدان الذين اتضح أنهم ينتمون لبعض أجهزة في الدولة التي تسعى لفض اعتصامات التحرير بأي ثمن.
المشهد السادس عشر: يخرج علينا المذيع ليتحدث بهدوء شديد عن الاستقرار وفوائده وعن أخطاء المجلس العسكري الذي تسبب فيما نحن فيه بسبب موعد جلسة النطق بالحكم، فلو كان تم تأجيلها لكان المجلس في الكرسي ولكانت الدنيا جميلة وهادئة.
المشهد السابع عشر: ظهور بوادر انفلات أمني جديد، وانتشار حوادث الخطف والسرقة بالإكراه، إضافة إلى اختفاء البنزين والمواد التموينية الأساسية
المشهد الثامن عشر: نداءات من الأهالي بنزول قوات الجيش والشرطة لضرب الثوار بيد من حديد لضبط الوضع في البلاد وإعادة الأمن.
المشهد الثامن عشر: طلبات إحاطة من بعض أعضاء كتلة الأغلبية في مجلس الشعب، وتطالب بنزول قوات الجيش وفرض الأحكام العرفية للقضاء على البلطجية الذين يدعون أنهم ثوار والمطالبة بالقبض على العميل الأمريكي محمد البرادعي.
المشهد التاسع عشر: زيادة الأعداد في ميادين التحرير بمصر، وانتشار اللجان الشعبية في جميع الأحياء.
المشهد العشرين: نزول مدرعات ودبابات الجيش في الميادين والشوارع مع وقوع بعض المصادمات والمواجهات الخفيفة بين الجيش والشعب.
المشهد الحادي والعشرين: انسحاب الثوار من الميادين الواسعة حتى يصعب على قوات الجيش مهاجمتهم، والاحتماء بالشوارع الجانبية التي يصعب إختراقها من عربات الجيش ومدرعاته. الثوار يرددون هتافاً واحداً "المرة دي بجد.. مش هنسيبها لحد"
المشهد الثاني والعشرين: الجزيرة مباشر مصر تذيع خبر عاجل "الجيش ينضم للثوار ويرفض أن يطلق النار عليهم".
المشهد الثالث والعشرين: خبر عاجل على جميع القنوات التليفزيونية، "اجتماع عاجل بين أعضاء المجلس الرئاسي والمجلس العسكري لبحث سبل حل الأزمة".
المشهد الرابع والعشرين: المجلس الرئاسي يعلن ضم رئيس أركان الجيش ليكون عضواً بالمجلس الرئاسي لإدارة شئون القوات المسلحة بالتشاور مع باقي أعضاء المجلس الرئاسي. بدء الاتفاق على إجراءات تسليم السلطة للمجلس الرئاسي. المجلس يعلن أن مصر لكل المصريين ولا إقصاء لأحد ولا تفرقة بين مصري وآخر على أساس من الدين أو الجنس، ولا نحمل بداخلنا أي عداء للإخوان المسلمين.
المخرج يصرخ: كت، مونتاج
3/6/2012 ويتبع >>>>>>>>: حكاوي القهاوي (118)
واقرأ أيضاً:
الثورة المضادة في الشعب نفسه / خيار العودة إلى "الميدان" وثورة المصريين الثانية / انتخبوه وعارضوه / حكاوي القهاوي
واقرأ أيضاً:
الثورة المضادة في الشعب نفسه / خيار العودة إلى "الميدان" وثورة المصريين الثانية / انتخبوه وعارضوه / حكاوي القهاوي