ما أن أًعُلنت قرارات المحكمة الدستورية حتى بدت الكأبة واليأس على كثير من المصريين لأن المحكمة لم تنوب عنا في إزاحة شفيق، ثم عادوا لينادوا بالمقاطعة. إن هذه هي اللحظة الفاصلة، فوجب معها النداء الأخير إلى كل قطاعات الشعب المصري، ولكُلِّ كلمة:
- إلى كارهي الإخوان المسلمين: هل تحولون كراهيتكم للإخوان إلى كراهية وطن، وتقتلون آمال أبنائه بتسهيل الطريق لعودة زبانية الحزب الوطني، وعودة الدولة البوليسية المقيتة. بادعائكم أن الإخوان أسوأ من الحزب الوطني. لا أعتقد أنكم تصدقون أنفسكم!
- إلى الإخوان المسلمين: لقد أسأتم لأنفسكم أكثر مما أساء لكم النظام البائد، واليوم تعاهدون مصر ألا تخونوا، فلتحفظوا العهد، فهذه فرصتكم الأخيرة فلا تضيعوها، فلتكونوا درعا لكل قطاعات الثورة ولا تعودا لطمع الاستئثار بالحكم.
- إلى المرشحيين العشرة الذين لم يوفَقوا: هذا وقت الحس الوطني ونبذ الذاتية، هذا وقت التكاتف لوئد النظام المقيت. فلو أننا نبذنا الفرقة من اليوم الأول لما كنا في هذا الموقف، والآن عادت لنا الفرصة مرة أخرى، فلا تبددوها جريا وراء أوهام المقاطعة ومشروع المجلس الرئاسي.
- ونداء خاص لحمدين صباحي: لقد أثبتت الأحداث أنك الأقرب لقلب رجل الشارع، فكن أمينا على ثورته. لقد تعهد مرسي بالحفاظ على الثورة وألا يستأثر بالحكم، فضع يدك في يده إكراما لمصر ودم شهدائها ولا تتصور أن امتناعك عن تأييد مرسي هوعمل من أعمال الثورة. فإن ذلك الموقف سوف يجرنا لتنصيب مبارك الثاني، بل هو ألعن منه.
- إلى جيش مصر: لقد احتضنتم الثورة، وكانت أمامكم فرصة كبيرة لدخول التاريخ كحماة لها، إلا أن سوء إدارة المجلس العسكري أصبحت نقطة سوداء في تاريخكم، وأمامكم الآن فرصة تاريخية لتسهموا في بناء مصر الجديدة فلا تخذلوا مصر وساعدوا في حماية الثورة.
- إلى قضاة مصر: قد نختلف حول أحكامكم، إلا أن دوركم يوم الانتخاب هو أهم موقف وأمامكم فرصة كبيرة لدخول التاريخ كحماة للحق، فرصة تاريخية تسهمون بها في بناء مصر الجديدة فلا تخذلوا مصر وساعدوا في حماية الثورة.
- إلى أقباط مصر: لقد أسقطت الثورة خرافة الفتنة الطائفية التي افتعلها النظام المخلوع، ولقد كسرتم الحصار المفروض حولكم بوقوفكم يدا بيد مع كل المصريين، واليوم أمامكم فرصة للعودة لحظيرة الثورة برفض ما يشاع عن تصويتكم كبلوك انتخابي لعدو الثورة فانتخاب شفيق هو عودة لطريق اللاعودة، وسنكون جميعا خاسرين.
- إلى كل شعب مصر: إن أمامنا فرصة لن تتكررلإسقاط النظام من خلال الانتخاب كما أسقطناه من قبل من الشارع الثائر. هذا يوم الفرز، فمصر تفرز أبناءها، هذا يوم الامتحان فلا تنتظروا ولا تتغيبوا. وإن خفتم التزوير فلن يوقفه إلا التكاتف والخروج للانتخاب بأعداد كبيرة.
إن دعاوى المقاطعة ودعاوى إسقاط الإخوان هي مواقف تعيد للأذهان قصة الدب الذي قتل صاحبه حبا فيه، فإن لم نكن نرى ذلك فهذا فقدان البصيرة ونذير بفنائنا جميعا وهزيمة الثورة.
هذا نداء أخير في حب مصر فلا تخذلوها.
واقرأ أيضًا:
هكذا احتفت إسرائيل بصعود شفيق؟ / شفيق.. الطبعة الثانية /مازوخية المصريين: باي باي ثورة! / لا تحرقوا أحمد شفيق