حكاوي القهاوي (119)
(562)
تعالى.. تعالى.. تعالى.. تعالى
عرفتوا ليه بقى الزند كان فارد نفسه على الإخوان وواثق من نفسه وهو بيشتم فيكم. علشان هو كان عارف قرار المحكمة وعارف إنكم يا تحف هتاخدوا أحلى صابونة كاميه بعد كام يوم. أغني لكم زي عبد الحليم حافظ وأقول تعالى.. تعالى.. تعالى.. تعالى، تعالى بقى يا أهبل أنت وهو واعرف إن مالكش غير الميدان والثوار؛ وإلاّ بكرة هتعيط وحتى الرئاسة مش هتطولها، ويلمكم كلكم عمو شفيق ويحطكم في السجن زي المعتاد.
(563)
قسمة حنظلة
المجلس العسكري أخد تأسيسية الدستور علشان يضمن مدنية الدولة، والأهم علشان يضع مواد تضمن وضع متميز للعسكر، وسوف يعطي الرئاسة لمرسي وإن فكر مرسي يعترض في سره فسوف يعزله العسكر بمجرد وضع الدستور الجديد كما تقضي الأعراف بذلك. كما ستحصل القوى المدنية على الأغلبية في مجلسي الشعب والشورى، وإن حدث وجاء المجلسين بما لا يهوى العسكر يبقى يحلم هما كمان بمجرد وضع الدستور الجديد. يعني باختصار الكل صباعه تحت ضرس المجلس العسكري ودي اسمها في التراث يا شطار قسمة حنظلة. أما لو كان المجلس فكر بغباوة زي عادته وأعطى الرئاسة لشفيق يبقى البلد هتولع تاني، بس بصراحة لا أظن إن المجلس بالغباء ده.
(564)
مرسي رئيساً
بعد حكم المحكمة الدستورية الذي سيقضي بحل مجلسي الشعب والشورى، وبعد حكم المحكمة بعدم دستورية قانون العزل، وبالتالي استمرار شفيق في انتخابات الرئاسة، فهذا يعني باختصار أن كل الشعب سيكون خلف مرسي حيث انتهى كابوس التكويش الذي جعلتنا نعيش فيه كتلة الإخوان والسلفيين. لا يمكن بحال من الأحوال أن ينجح شفيق ليقوم فلول النظام بالتكويش على مجلس الشعب وكل حاجة، أيضاً بحل مجلسي الشعب والشورى فقد انتهى كابوس تأسيسية الدستور. قد يقوم المجلس العسكري بتشكيل الدستورية حماية لمدنية الدولة وإن كان يعني أيضاً احتمالية دس العسكر لنصوص تحميه. الآن يتحتم علينا جميعاً أن ندعم مرسي في انتخابات الرئاسة حتى يكون مرسي رئيساً.
(565)
يا رب يكون مرسي بيفهم
على مرسي أن يقول شيئاً واحداً الآن في دعايته الانتخابية وهو أنه سيكون رئيساً محدد المدة تنتهي بمجرد استفتاء الشعب على الدستور الجديد والعمل به، وذلك ليسمح بانتخاب رئيساً للجمهورية جديداً وفقاً للصلاحيات التي ستكون له في هذا الدستور. لو عمل مرسي كده يبقى أكيد الكل سينتخب مرسي بدون أدنى تردد، بس يا رب يكون مرسي بيفهم.
(566)
اجري يا بديع
كان فيه أوبريت قديم بنسمعه زمان في الإذاعة بيقول إن كان فيه فلاح طماع اسمه عواد، ضحك عليه الإقطاعي وقاله اجري في الأرض، وعلى قد ما تجري من مسافة تبقى الأرض بتاعتك وملكك. قام الفلاح عواد يجري ويجري والجشع يقول له اجري يا عواد .. اجري يا عواد، وفجأة قلب عواد وقف وهُب وقع على الأرض ومات. وانتهى الأوبريت وطلع عواد من المولد بلا حمص وماخدش حاجة خالص غير الموت. بديع في مصر قعد يجري ويكوش ويكوش؛ وشيطانه يقوله اجري يا بديع .. اجري يا بديع. فجأة وقع بديع وقلبه وقف وطلع من المولد بأحلى ضربة على القفا من المجلس العسكري، ومازلنا في انتظار المزيد للإخوان.
(567)
مكر الله
"لا تقلق من تدابير البشر فأقصى ما يستطيعون فعله معك هو تنفيذ إرادة الله". هكذا قال الشيخ الشعرواي رحمة الله عليه. بهذا أؤمن أن الله إنما يسوق من يظن أنه يكيد لمصر من مجلس عسكري أو فلول أو إخوان، ولكن من يكسب منهم عليه ألاّ يفرح ذلك أنه سيساق إلى مصير أسود أراه أقرب ما يكون لمصير القذافي إن شاء الله. "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".
(568)
It is a process
في إحدى مدارس العلاج النفسي وهي "العلاج النفسي الجشتالتي"، دائماً ما يستخدم المعالج هذا المصطلح "Process" لشرح كيف تسير عملية العلاج. ويعني هذا المصطلح أن هناك عمليات تكون فيها كل عملية ممهدة للعملية التي تليها، وهذا يعني أن هناك سلسة من العمليات تتوالى حتى يظهر لنا المنتج النهائي للسلوك. ولهذا يقول أصحاب هذه النظرية أنه لا يجوز اختزال الأمر إلى مجرد سبب ونتيجة، بمعني عدم جواز القول بأن السلوك "س" قد أدى إلى ظهور السلوك "ص"؛ فما بين "س" و "ص" عدد قد يكون لا نهائي من العمليات التي أوصلتنا في النهاية إلى ظهور "ص". نفس هذه الفكرة التي تستخدم لعمل العقل هي ذاتها التي تستخدم في فهم عمل الكمبيوتر، فما بين النقر على أحد مفاتيح الكيبورد وظهور الناتج على الشاشة تحدث الملايين من العمليات.
الحال كذلك أيضاً يتم لفهم تطور الحضارات والثورات؛ فنظام مبارك هو مجرد عملية من سلسلة عمليات في حكم العسكر بدأ بعملية عبد الناصر فعملية السادات فعملية مبارك فعملية المجلس العسكري وهكذا...، والإخوان المسلمون كذلك كان تطورهم منذ بداية نشأتهم وحتى ما بعد الثورة هو مجموعة من العمليات التي ستفضي لنتائج جديدة، قد تنتهي إلى ما لا يمكن لأحد أن يتوقعه. هذا هو أيضاً هو الحال في ثورتنا، فلا يظن أحد أن نجاح مرسي أو شفيق أو ما يحدث من هرج ومرج على الساحة في مصر هو المنتج النهائي للثورة، فما يحدث هو مجرد عمليات من سلسلة عمليات ما زالت تعتمل وستظهر تباعاً والتي ستكون بدورها مجرد عملية من سلسلة عمليات تالية.
يقوم المعالج في العلاج النفسي الجشتالتي بالتدخل في العمليات ليعدل من المنتج الذي هو السلوك المرضي ليحوله إلى سلوك مغاير وهو السلوك السوي. المعالج الثوري إذن "بدلاً من المعالج النفسي" هو من يعرف كيف يدخل في هذه العمليات ليغير من عملها حتى تُنتج لنا منتجا جديدا يكون هو نفسه عملية من ضمن سلسلة عمليات تالية. لهذا يا شباب الثورة أقول لكم الثورة لم ولن تنتهي، كما أن تطور الشعوب والحضارات لا ينتهي، يا شباب الثورة لا تيأسوا وواصلوا التحرك، واسمعوا لمن يصلح أن يكون معالج الثورة حتى يتدخل في العمليات لينتج لنا ما نحلم به من دولة.
14/6/2012 ويتبع >>>>>>>>: حكاوي القهاوي (121)