كنا مجتمعين
نتحاور ونتجادل
يغضب هذا وينفعل ذاك
وتقترح هذه
وترفض أخرى
واحتدم النقاش
وأطلق الحاضرون رؤاهم
وانفعالاتهم وعواطفهم
وتأجج اللقاء
واستعرت الرؤوس
والتهبت النفوس
وقال مَن قال
واستاء الذي استاء
كأنا نريد إشباع رغبات آنية
ونبرر سلوكا عدوانيا
وما أن بلغ التفاعل ذروته
والصراع أوجه
حتى ارتعشت الطاولة
وترنحت الكراسي
وقال الجمع بصوت مذعور
ما هذا؟!
وانطلق نداء مرعوب
هزة أرضية
فوجمت الوجوه وشحبت
وتجمدت العيون واتسعت
وهرعنا هاربين من القاعة
الخوف يحدونا
والحيرة تأوينا
فقلت لصاحبي:
كأنها الواقعة
وما أدراك مالواقعة!
لكن البشر يتناسى المصير
فيطغى ويجور
ويسعى كالمخمور
ويبقى يدور
وأرضنا المرتعشة
تنفتل مأسورة بالغثيان والذهول
والبشر يسكر بالغرور
يغط في نومه
ويأبى اليقظة والحضور؟!
25\8\2011
واقرأ أيضاً:
المدمن على القتل / يطارد ذيله / يا مرسيا / لماذا يا دمشق لنا المآسي
التعليق: ررررررررررروعة