كنت أتابع فرحة الجماهير المصرية في ميادين المحافظات المبتهجة المصدحة بكلمات الحب والعزة والكرامة, والأخوة المصرية الوطنية الطافحة بالحماس والتطلع إلى مستقبل أفضل. وكانت الغبطة تترقرق في أعماقي والدموع تتلجلج في أحداقي, وأنا في هذا العرس الوطني الفياض الذي تمنيت مرارا أن أعيشه في بلادي التي أوجعتني.... قلت عاشت مصر الحرية والكرامة والإرادة القوية المعبرة عن العرب بصدق وإيمان وإخلاص واقتدار وفخر, وانطلاق بثقة نحو آفاق الغد السعيد المبشر بالخيرات والعطاءات الكبيرة اللائقة بشعب الحضارات والأمجاد العريقة.
فالثورة المصرية المتواصلة تحقق نداء "الشعب يريد" وتمضي في مسيرة التفاعل الحضاري المتنامي المعطاء, وقد قدمت صورة عربية مشرقة وضاءة وهي تتباهى بسلوكها الانتخابي الأخلاقي المعاصر الذي, أوضح أن العرب يمتلكون القدرة والروح الديمقراطية.
فكان مشهد إعلان اسم الرئيس المنتخب, ثورة أخلاقية وحضارية تدعونا للفخر والكبرياء.
كما أن تفاعل المجلس العسكري بهذه الروح الوطنية البناءة لَيوحي بمستقبل عربي مشرق وفياض.
فمصر أصل الوجود العربي, ومنطلق الإرادة العربية والإنجازات الواعدة, وبدونها لا يمكن لأمة العرب أن يكون لها دور إنساني وتأثير حضاري لامع. وقد عاشت الأمة محنة غياب مصر عن دورها على مدى ثلاثة عقود, أثقلت الأمة بالويلات والآهات والتداعيات المريرة, لأن عمود الأمة العربية الفقري قد انحنى واحدودب بغياب مصر العروبة والحضارة والثقافة والعلوم.
واليوم يشعر الإنسان العربي ياسترداد روحه ودوره ومسيرته الحضارية اللائقة به, فقد عادت مصر إلى موقعها العربي القيادي الحضاري الأصيل.
تحية لمصر "أم الدنيا" بما فيها وما تقدمه من أمثلة متميزة في سوح الحرية والديمقراطية والمحبة والأخوة الوطنية الرفيعة السامية.
وما أروع المشاعر وأطيبها وأنت تستمع لأم كلثوم وهي تشدو بأناشيد الوطن والحرية, وتغني قصيدة حافظ إبراهيم , مصر تتحدث عن نفسها, " وقف الخلق ينظرون جميعا كيف أبني قواعد المجد وحدي, وبناة الأهرام في سالف الدهر, كفوني الكلام عن التحدي, أنا تاج العلاء في مفرق الشرق, ودراته فرائد عقدي, أنا مجدي في الأوليات عريق, مَن له مثل أولياتي ومجدي...."
نعم تلك هي مصر وقد عادت وولدت من رحم ثورتها الشبابية, وولد العرب جميعا معها, وسيكونون بوجودها واستعادتها لدورها القيادي الواعد بالأمل والحرية والديمقراطية الرائدة.
تحية لمصر المودة الوطنية والأخوة الإنسانية والرفعة الحضارية التأريخية الخالدة.
وعاشت ثورتها المباركة الأصيلة.
والعزة والرفعة لشعبها المِقدام الذي لا يسكت على الظلم ولا يستكين للضيم.
وترددَ في خاطري هذا النشيد وأنا أتابع المشهد الديمقراطي الفياض وودت أن أشارككم به
مصر يا أحلى بلادِ
أنتِ روحي وفؤادي
أنتِ أمجادٌ تلاقتْ
عبر أزمانٍ ووادي
أنتِ تأريخٌ شَموحٌ
وانتصاراتٌ تنادي
مصرُ يا عزّ وجودي
وارتقائي وخلودي
أنتِ برهان امتدادٍ
لمسيرات الجدود
ثورة الإنسان تبقى
منهل الروح النَجود
وبها يرقى لمجدٍ
بمهارات الصمود
شعبنا شعبٌ تحدّى
فاز بالنصر المَجيدِ
وتنادى ضد ظلمٍ
بإرادات العديدِ
إننا شعبٌ تباهى
بجديدٍ وخريدِ
قد وثبنا نحو فجرٍ
فيه أنوار الشهيد
2\7\2012
اقرأ أيضا
خبر مبارك المكذوب / دولة الإخوان في مصر وصعود الإسلاميين / قراءة في أول خطاب رئاسي للدكتور مرسي / حكاوي القهاوي