أنا حرّ
ولن تمنعوا عني حريتي, فأنا ولدت حرا ولن يستعبدني أحد.
ولا أطلب هذا الحق من أحد, ولا أنادي أعطني حريتي, بل أقول, لن تأخذوا مني حريتي, إنّها حياتي وجوهر وجودي ومادة صيرورتي وعنصر بقائي وتواصلي.
أنا حرّ
فيما أقول وأفعل وأفكر وأنظر وأقرأ وأكتب وأعبّر عن رأيّ, وأفكاري وقدراتي وطموحاتي ومشاريعي في ميادين الحياة. فالحرية طعامي وشرابي وملبسي, وهوائي والماء العذب الذي يرويني.
الحرية لحمي ودمي.
أنا مثل النجوم والأقمار والشمس والأرض والأكوان, فلا يمكن لأي قوة أن تمنع عني حريتي, ولا أي نظام حكم أن يعتدي عليها ويضع بيني وبينها.
أنا حرّ
فلا يمكن للكراسي أن تحجب عني الكهرباء التي تساهم في زيادة مساحة حريتي, وتنوير حياتي وتديم تواصلي مع الدنيا عبر شبكات الاتصال الحديثة, التي حولت الأرض إلى ساحة واسعة لا تعرف الحدود والموانع.
أنا حرّ
أحب بلادي وأبناء بلادي وثقافتي وتاريخي وتقاليدي وأعرافي, وأحب لغتي وألوان الوطن الزاهية المشرقة بالأنوار الحضارية والتراثية والفلكلورية.
أعشق النخيل والجبال والأنهار , وأتباهى شامخا مثل قامات التطلع الإنساني الفياض في ربوع بلادي, ولن يقف بعد اليوم مانع بيني وبين حريتي, ولن يصمد عائق أمام إرادتي الحرة الأبية الثائرة الساعية لمجد الكرامة الإنسانية والديمقراطية المعاصرة.
أنا حرّ
فلا سلطة إلا بأمري وإرادتي, ولا خوف منها, وإنما عليها أن تخاف مني لأن مصيرها محكوم بخياري, ولأنها وجدت لتخدمني وتوفر الحاجات الضرورية لكرامتي وعزتي وحريتي. وأريد حقي في ثروة بلادي, وأسعى لبناء السعادة الوطنية والمحبة والألفة والسلام, وإشاعة روح المواطنة الصالحة التي تضمن مصالح المواطنين وتوفر لهم فرص التقدم والارتقاء في الحياة.
أنا حرّ
ولا بد لأفكاري الحرة وتطلعاتي المنيرة أن تساهم في بناء مستقبل بلادي ومجده وتقدمه وانطلاقه الحضاري, الذي تتفاعل فيه جواهر أفكار أبنائه وطموحاتهم وتنصهر, لتؤسس صرح سبيكة وطنية متينة ومحصنة بالمعاني والقيم الوطنية الإنسانية السامية.
أنا الإنسان الحرّ
ولن تمنع عني حريتي أية قوة, فلن ولن يُستعبَدَ الأحرار بعد اليوم.
هكذا قال فؤادي وتغنّى ببلادي!
10\6\2012
واقرأ أيضاً:
لماذا يا دمشق لنا المآسي / يا مرسيا / مباركة ثورة مصر العربية / الكلمة والسلوك / هزة نفسية...!