بعد أن اتضح للقاصي والداني دور المخابرات الإسرائيلية في العمل الإرهابي الذي نفذه بعض المغلفين؛ الذين تم استئجارهم لمرة واحدة، لمهمة قتل الجنود المصريين، قبل أن يقتلهم مشغلهم الصهيوني عدو الله والمؤمنين.
بعد أن انجلت الصورة، وتجلت معظم الآراء العربية والمصرية عن وعي عميق بالجهة التي استفادت من العمل الإجرامي، وبعد أن اتضحت مواقف الكتاب والمفكرين والمخلصين لمصر وللأمة العربية والإسلامية، وبعد أن كشفت الأحزاب الوطنية والإسلامية عن مواقفها المبدئية من القضية الفلسطينية، ليشير الجميع بإصبع الاتهام إلى جهاز المخابرات الإسرائيلية، التي وقفت وراء العمل الإرهابي الذي أراق الدم المصري، مع تأكيدها على براءة المقاومة الفلسطينية من دم المصريين، بعد كل هذه الحقائق، هل تقوم حركة حماس برد الجميل للشعب المصري، وتنفذ عملاً مقاوماً مميز ضد الجنود الإسرائيليين، وتحت عنوان: هذا هو رد حركة حماس على الإرهاب الإسرائيلي بحق الجنود المصريين!.
سيؤكد الرد العسكري لحركة حماس على وحدة الدم العربي؛ أكان مصرياً أم فلسطينياً أم سورياً أم جزائرياً؟ وفي الرد تأكيد على أن العمل الإرهابي الصهيوني كان يهدف إلى تدمير سمعة حماس، وتشويه صورتها لدى الشعب المصري، وفى رد حماس تأكيد على حسن العلاقة بين القيادة المصرية الجديدة وبين رجال المقاومة، وفي الرد تأكيد على صواب قرارات الرئيس المصري بحق غزة، وفي الرد تفنيد لادعاء إسرائيل بأن الفلسطينيين لا يحفظوا الجميل، ويبصقوا في الصحن الذي يأكلون منه.
فهل تفعلها كتائب القسام، وتتحدي حالة العجز العربي، الذي يتعامل مع إسرائيل وكأنها قضاء وقدر؟ هل تفعلها كتائب القسام، وتعلن مسئوليتها عن عملية عسكرية جريئة، تعفي مصر من الرد في هذه المرحلة، وتبعث رسالتها القوية الفصيحة إلى كل من له صلة بالقضية الفلسطينية، عنوانها: سنتعامل مع الدم المصري مثل الدم الفلسطيني، وكل قطرة دم عربية تسيل في المنطقة سيدفع الأعداء مقابلها دم إسرائيلي!
لو فعلتها حركة حماس فلن تكون وحيدة، وإنما سيكون معها ثمانون مليون مصري، ومئات ملايين العرب والمسلمين، الذين سيرفعون رؤوسهم عالياً، وسيهتفون بالانتقام من العدو الإسرائيلي، وسيصير للكرامة العربية أجنحة تحلق فيها فوق السحاب، وسيكتب المسلمون بحروف الوفاء لا إله إلا الله محمد رسول الله، تبهج حروفها سماءنا الزرقاء.
واقرأ أيضاً:
رأس مصر العربي / ما أقوى حلفاء إسرائيل!/ لماذا يدفع العربي الأموال لإسرائيل؟/ غزة تعرف قاتل ياسر عرفات!/ ما أجمل أن نكون هناك / إسرائيل وحرب «السايبر»