إذا جنحت لقاسيةٍ تشقُّ
فإن الشعب ما عسرت يَحِقُّ
أناديها وما نطقت بقولٍ
لأن القول ما قالت دمشقُ
إذا أشقاك من جهَلٍ عتاةٌ
سيأتيهم بها زمنُ أشقُّ
ومَن ظلموا بسلطانٍ وجاروا
توافيهم أبابيلٌ تطقُّ
فهل حسبوا السيادة في أمانٍ
بأحزابٍ وأغرابٍ ترقُّ
ألا تعبت من التضليل قومٌ
فما فلحت أكاذيب تدقُّ
بعاديةٍ إذا ولجت حماها
تراها من مخاوفها تزقُّ
وما جلبت لنا الأحزاب خيرا
فما وهبت سوى ألمٍ يعقُّ
وإن ركبت مساوءها وكادت
ستبقى في مواطنها تنقُّ
مواجع أمةٍ ذهبت لعضلٍ
يشافيها من التوجيع صدقُ
بلا دين إذا فعلت ستفنى
لأن الدين منهاجٌ وطوقُ
بلا لغةٍ إذا صارت ستلغى
لأن الضاد عنوانٌ ونطقُ
بنا كبرت وإن صغرت أرانا
تداعينا فأردانا الأحقُّ
"سلام من صبا بردى أرقُّ
ودمع لا يكفكف يا دمشقُ"
ومعذرةٌ لما وصلت إليه
أمانينا ألا قُتلتْ أرقُّ
دمشق لنا بما حملت وأذكت
مآسينا كأن العدل سَحقُ
لمنكوب ومحجوب بظلمٍ
فما نهضت ضمائرُ تسترقُّ
شعوب بلادنا دامت بصمتٍ
وإنْ جهرت تحداها الأبقُّ
فهلا سامقت وطنا ودامت
يعانقها بهِ لطفٌ ورفقُ
فلا غضبٌ ولا عتبٌ وشكوى
ولا غدرٌ وتعذيبٌ ومَحقُ
هي الأوطان تبنيها أناسٌ
ضوابطهمْ منَ الأحكام أُفقُ
فعنْ أيّ المعالي كان سؤلي
إذا بزمانها خرق ولصقُ
وكم عجبتْ بأفعالٍ لبعضٍ
بها بلهٌ وتمزيقٌ وحمق ُ
أناديها وما سمعت ودامت
يعالج أمرها رتق وفتقُ
وتمضي نحو عاديةٍ وأخرى
تؤجّجها أحابيل وزهقُ
وإنْ حضيتْ بأجيالٍ خطوبٌ
أهانت عصرهم أممٌ وخلقُ
وصارت أرضهم سوحا لنقمٍ
تهاجمهمْ مغاربها وشرقُ
يدوم غرابها والناس تفرى
تداهمها طوابيرٌ ورُشقُ
وعاديةٍ إذا أزفَتْ أحاقت
فتأتيهم من الآفاق حرقُ
وما فتيئت بإقدامٍ وصولٍ
كأن النار إنقاذٌ ورزقُ
فخاطب دمعةً قتلت بلادا
بما يجري ألا نُكِبَت دمشقُ
4\8\2012
واقرأ ايضًا:
أقبلت يا عيد الأحزان / لماذا يا دمشق لنا المآسي / أشواق حسينية!! / جسور من جهالتنا تهاوت!!