أمطار السماء تتساقط بسخاء، تتلقاها الأرض الطيبة بعناق، فيفوح عبقٌ غريبٌ.... ينعش صباحنا...... "ملهم، ملهم...يا ولد!!! استيقظ إنه وقت المدرسة!!"
لم أكن أعلم سر رائحة تلك الأرض!!
بعد أكثر من ثلاثين عاما، علمت... وشاهدت بأم عيني ذلك السر!!
إنه عناق الأرض الطيبة لقطرات الدم السوري، يثمر الزيتون ويخرج منه زيتٌ أصفرٌ لامع مبارك.
لم أكن أعلم أن سرَّ بركته هو ذلك العناق الحميم، ما بين قطرات المطر والأرض، وما بينها وبين قطرات الدم السوري.
تسكب أمي قطرات الزيت على الخبز العاطر، فيعانقه بقوة ويتلقى بلهفة حبات الزعتر، الخبز والزعتر ثمرةٌ أخرى لذلك العناق الحميم، ما بين قطرات المطر والأرض، وما بينها وبين قطرات الدم السوري.
أضع عروسة الزعتر، وحُق لها أن تُسمى عروسة!!
في قلب حقيبتي المدرسية، وأمضي في طرقات مدينتي التي يُقال عنها آمنة، إلى مدرستي التي يُقال عنها للتعليم، أشم رائحة الأرض الطيبة وأحمل ثمار الأرض الطيبة، وأردد في ساحة المدرسة الشعار... "قائدنا إلى الأ............"
يا ذاكرتي توقفي لقد تغير الشعار هذا النهار إلى الأبد...
واقرأ أيضا :
الزوجة والأسد / لم أجد عنوان