قبل أن أشرع في الحديث أود أن أعبر عن شكري وامتناني وتقديري لصاحبة الفكرة -هذا المقال- وأتمنى لها لكل التوفيق والسداد، وما أقوله هذا ليس تملقاً ولكن تعلمت دائماً أن أُنسب الفضل لأصحابه فأنا بالفعل كاتب هذا المقال ولكن لست بصاحب الفكرة.
دعونا نتطرق إلى موضوع مقالنا المتواضع وتأملوا معي أسرة تتكون من زوج وزوجة وأبناء أياً كان عددهم، وسط هذا الكم والعدد من البشر الذين يجمعهم بيت واحد تسود موجة من البرود والجفاء والجمود تشمل أركان هذا البيت.
الأمر يحتاج إلى أن نتساءل ما الذي أدى بهما إلى هذا الحال بشكل أو بآخر كان التباعد الثقافي بين الزوج وامرأته من الدعائم الأساسية التي أدت إلى هذه الحالة.
أما التباعد الثقافي كمفهوم إجرائي -مفهوم خاص بكاتب المقال- فيعني أن للرجل ثقافة وأفكارا وممارسات وعادات وطقوس ووجهات نظر تختلف اختلافاً كبيراً مع المرأة قد يصل إلى درجة التصادم بينهما أكثر من مرة.
لا أحد فينا نحن أبناء تخصص العلوم النفسية ينكر أو يغفل بأن للرجل ثقافة وللمرأة ثقافة قد يتفقان وقد يختلفان ولكن ما إن وصل الأمر إلى التصادم فهنا تقبع المشكلة.
قد يكون للتباعد الثقافي أسباب كثر منها على سبيل المثال أن الزوج ينتمي إلى طبقة اجتماعية مختلفة عن طبقة الزوجة، مستوى التعليم والثقافة العامة قد يكون أقل أو أكثر، والأهم من هذا وذاك مرونة الرجل وفهمه لأي الطرق هي التي تصلح أن يتعامل بها مع هذه المرأة التي وهبته قلبها وكيانها، وهذه ثقافة فن التعامل.
العديد من الرجال لا يتقن فن التعامل مع المرأة. نعم أقول فن وهذا الفن يحتاج إلى أدوات يغفل عنها الكثيرون من بني جنسي.
من ناحية أخرى قد يكون للتباعد الثقافي بين الزوجين تبعات أخرى أكثر حدة وفظاظة من الممكن أن تؤدي إلى نتائج لا نحمد عقباها منها على أقل تقدير أن تتخذ المرأة من زوجها عدوا لها وأن تتمنى لو لم يُخلق من الأساس، وتدور كل أحلام وكوابيس المرأة عن أي الطرق التي قد تكون السبيل وطريق الخلاص من هذا الرجل.
أنا على الجانب التخصصي وجدت وكانت لي مشاهدات في هذا النوع من الآلام النفسية الزواجية وعلى الجانب الشخصي أدرك تمام الإدراك أن هذا التباعد والتنافر بشكل أو بآخر يوجد بيننا ولكنه يتزين ويتجمل .
الكلام يطول والحديث لا ينقطع حينما نتطرق لمساءل تخص النفس البشرية في سوائها ومرضها أو حتى في انحرافها.
ولكن دعونا نتلمس بصيصا من الأمل وهذا من الممكن إنجازه وتحقيقه أولاً بالصبر فهذه المشكلة ليس لها عقار نفساني التأثير يخلصنا منها ولكنها علاقات اجتماعية لا تحل إلا بإعادة ترجمة وفك طلاسم هذه العلاقات المرتبكة، وبعد الصبر يأتي الحوار المحدد والهبوط من أعلى إلى أسفل بمعنى آخر أن ينزل الأكثر عقلا وثقافة إلى الأقل ولا يشعره بأنه أقل منه على المستوى الثقافي وخصوصاً لو كان هذا الأقل هو الرجل ويبدأ الحديث من المنطقة التي يقف عندها الرجل ونرتقي إلى أعلى.
واقرأ أيضاً:
تمرد الصغار/ الكل في التحرير/ متى أُصبح أنا؟/ إنا لله وإنا إليه راجعون