سكان الكرة الأرضية لا يكرهون اليهود بسبب الجمود الحاصل في العملية السلمية مع الفلسطينيين، ولم تتزايد كراهية اليهود في العالم بسبب الحرب الأخيرة على غزة، هذا ما أكده وزير الإعلام الإسرائيلي في تقريره المقدم لجلسة الحكومة الإسرائيلية قبل يومين، والذي أكد أن سنة 2012 شهدت كراهية متزايدة لليهود على مستوى العالم، وشهدت اعتداءات عنيفة على أماكن يهودية لها علاقة بالكارثة، وعلى مدارس لليهود، وعلى ممتلكات معروفة لليهود، في روسيا وفنزويلا وبلجيكا والنمسا والمجر وهولندا، وفي دول أخرى كثيرة جرى تدنيس الكنس اليهودية، وفي ألمانيا يجرى تدنيس المقابر اليهودية مرة أسبوعياً على الأقل، وفي شرق أوروبا تصاعدت عمليات العنف من المجموعات اليمينية ضد اليهود، وفي تشيكوسلوفاكيا، يتزود النازيون الجدد بالسلاح، وفي بولندا يتواجد مجموعات يمينية تكره اليهود، وبدأت تشكل ميلشيات مسلحة، وفي هنغاريا لا يكتفي القادة اليمينيون بالحديث عن الكراهية لليهود ودولة إسرائيل، بل صار كلامهم يترجم إلى أفعال عنف ضد اليهود. وفي أوكرانيا، تزايدت قوة الأحزاب اليمينية التي تعلن عداءها لليهود بجلاء، بل صار الحديث عن النفوذ اليهودي وسيطرتهم على حياة الناس جزءاً من الحملة الانتخابية الداخلية للأحزاب.
ويشير التقرير المقدم لمجلس الوزراء إلى تزايد العداء لليهود في كل من أمريكا وكندا وأستراليا، وتشيلي وفنزويلا وإيطاليا وأسبانيا، بالإضافة إلى الدول العربية والإسلامية.
الوزير الإسرائيلي الذي يؤكد أن كراهية اليهود في العالم لا ترجع لأسباب سياسية تخص القضية الفلسطينية، لا يقدم تفسيراً للأسباب التي جعلت كراهية اليهود جزءاً من الحملة الانتخابية لكثير من شعوب العالم، واكتفى بلوم جميع بني البشر على تطرفهم ضد اليهود.
كان يجب على الحكومة الإسرائيلية الراهنة أن تناقش أسباب إصدار ملك بريطانيا إدوارد الأول مرسوماً ملكياً في عام 1290، يقضي بطرد اليهود من الأراضي البريطانية إلى فرنسا، ولماذا أصدر ملك فرنسا "فيليب له بل" مرسوماً سنة 1306، يقضي بطرد اليهود من البلاد الفرنسية، فهربوا إلى بولندا؟ وبعد عشرات السنين، عندما انتشر الموت الأسود في بولندا، تم طرد اليهود إلى أسبانيا، ومنها إلى الدولة العثمانية، ومنها تسللوا إلى شرق أوروبا، ليعاودوا انتاج أنفسهم، فكرهتهم أوروبا، وطردهم هتلر، فألقوا بوحلهم في طرقات فلسطين.
فلماذا يكره بنو البشر اليهود الذين لم يغتصبوا أرضاً غير الأرض العربية؟ ولماذا يحقد سكان الأرض على اليهود الذين لم يطردوا إلا العرب من بيوتهم، ولم يدّعوا بحقهم بدولة إلا على الأرض العربية؟ لماذا يحق لكل شعوب الأرض أن تكره اليهود، بينما يحذر على العربي الفلسطيني الذي اغتصب اليهود أرضه أن يكرههم؟
لماذا يطالبنا هذا اليهودي الغاصب لأرضنا أن نعترف فيه، وأنا نحبه، وأن نلغي من ذاكرتنا ممارساته الإرهابية ضد شعبنا؟ لماذا لا يقبل منا أن نطلق عليه لفظة: عدو، لذلك نسميه طوعاً وترققاً: طرفاً آخر، وبعضنا يبالغ في الخضوع، فيطلق على عدونا لفظة: الجار؟
لماذا تتشكل في أوروبا مجموعات مسلحة، وميلشيات تكره اليهود، بينما يحذر على الفلسطيني أن يرفع حجراً ضد مستوطن؟ لماذا يقطع راتب كل من يقذف الصهاينة بكلام جارح؟ ولماذا يسجن كل فلسطيني يفكر في المقاومة المسلحة ضد الصهاينة الغاصبين؟ لماذا؟
واقرأ أيضاً:
الفلسطينيون على طريق المصريين / وعد عباس ووعد بلفور في نوفمبر / خابت حسابات القيادة الإسرائيلية / يقولون في إسرائيل: نتانياهو أرنب / لنا دولة ولهم الأرض / صاروخ بدرساوي! / باب الشمس قرية كرامة ووحدة