طاب مساؤكم وعمتم بكل الخير أصدقائي القراء، وقبل أن أبدأ في كتابة المقال -المتواضع- أريد أن يتقبل الشخص الذي طلب مني الكتابة في مثل هذا الموضوع اعتذاري لأنني تأخرت بعد أن قطعت له عهداً في طرح الموضوع في أسرع وقت ومثل هذا الموضوع الذي قد يسخر منه الكثيرون من بني جنسي لهو خير مثال على احترامنا لشأن المرأة وحرصنا الدائم على رفعة شأنها.
اعتدت على الكتابة فيما يخص المرأة وكنت أجتهد طوال الوقت حتى أبرز بعض الأشياء التي تتشكل منها سيكلوجية المرأة -موضوعات من داخل سيكلوجية المرأة-، وهنا يتحول بي المسار بعض الشيء "سأتحدث عن الرجل وكأني أنا هو".
لم يكن يوصف الرجل بالرجولة ولا بالقوامة إلا لعطائه الذي خُلق الرجل من أجله، نعم... لا ينتظر الرجل أن يأخذ أو يُمنح شيئاً كان في الأساس عليه أن يُعطيه.
"ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط" بالفعل هذه الحكمة سبقني في قولها أُناس آخرون ولكن ما زال عقلي يتدبرها، وعندما يصبح الرجل أنانياً أي لا يرى غير نفسه وللأسف الشديد يستخدم مع هذا بعض ميكانزماته الدفاعية Defense Mechanisms لأنه متأكد كل التأكد أنه ليس على صواب وهنا يبرز على السطح ميكانزم التبرير Rationalization ولا يدري أنه حينما يبرر لنفسه أحقيته في الأخذ دون العطاء والامتلاك دون تمليك الآخرين هو هنا -يكذب على نفسه- فالفرق بين التبرير والكذب بشكل عام أن الأول "فيه بيكذب الشخص على نفسه" أما الثاني -الكذب- "هو أن يكذب الشخص على من حوله من الناس".
نعود لنوضح أشكال، وصور أنانية الرجل:
"حب الذات أو الذاتية (الأنانية) بالضبط زي اللاصق الذي يجعل الناس يلتصقون بأنفسهم.. حب الذات قناع نضعه لكي نخبئ نقاط ضعفنا أو أخطائنا التي نعتقد أنها فينا. أساس فكرة حب الذات هي التوهم بأننا مختلفون، أو بالأصح أحسن من غيرنا. ولكن هذا القناع سوف يتلاشى ويسقط عندما نكتشف أننا نشارك الآخرين نفس المشاعر مثل الخوف والأمل والأحلام" (بثينة كامل، موقع مجانين، 2007).
وكثيراً ما نجد في حياتنا اليومية رجالاً لا يفكرون إلا فقط في إسعاد أنفسهم وحصولهم هم فقط على تقدير الآخرين لهم، وحتى في أعمق المشاعر والإحتياجات الغريزية بين الرجل وزوجته؛ هو فقط يبحث عن لذته هو ولا يبالي بمشاعر شريكته هل هي سعيدة -مشبعة- وصلت إلى حد الإكتفاء أم لا.
لا يعلم الرجل أن كثرة التفكير في نفسه تُولد لدى الآخرين، وبالأخص من تشاركه حياته شعوراً غامضاً مبهماً بأنها لا قيمة لها في حياته وأنه بها أو بدونها سيعيش وهذا ليس بالصحيح، وهذا لا يُحمد عقباه.
أنا شخصياً لي تجربة مع هذه الأنانية منذ ما يقارب الخمس سنوات كنت لا أفكر في إسعاد بل أقول أحقية المرأة في حصولها على السعادة مني أنا، ولكن هيهات هيهات بين أن تكون أيها الرجل سبباً في سعادة امرأة وأن تكون المرأة هي سبب سعادتك، وكانت نهاية الأمر أنني بالفعل قد خسرت.
أيها الرجل لا تفكر في نفسك بالقدر الذي قد يجعل المرأة تشعر أنها لا شيء سوف تصبح أنت أول الخاسرين أنا أقولها ليس لتعاطفي مع المرأة ولكن لشعوري بعظم الأمر الذي قد يسقطك من فوق عرش مملكة هذه المرأة لتبحث هي عن ملكِ تتوجه على عرش قلبها.
واقرأ أيضاً:
تمرد الصغار/ الكل في التحرير/ متى أُصبح أنا؟/ التباعد الثقافي بين الزوجين
التعليق: أتفق معك عندما يفكر الرجل في نفسه لا يمكن أن يكتسب قلب المرأة ويمكن أن يسبب خسارة له وهو لا يعلم