للوطن لغة
وللفتن لغة
لغة الوطن ذات أبجديات جامعة مانعة، مدللة على القوة والعزة والكرامة والتقدم والارتقاء الحضاري المعاصر. وتكون ذات طبيعة إيجابية، ونوايا طيبة، ومرامي صالحة، وتسعى إلى تحقيق المصالح العامة للمواطنين. وهي ذات منطلقات دستورية وقانونية وإرادة جماعية، مكللة بالحرص الإنساني الخالص على خصائص وملامح ومميزات الوطن. ولا يمكنها أن تتحدث بأساليب ذات غايات إتلافية وانقراضية وتفتيتية.
وللغة الوطن أقلام وطنية واعية مثقفة، تعرف الوطن، والشعب والتأريخ الحضاري والدور والقيمة، واتجاهات المسار الصالح لأبناء الوطن كافة.
ولغة الفتن...
لغة معفرة بالأقياح والدماء والغضب والانفعال، والإسقاط والتعميم والتبرير والإنكار، واحتكار الفكرة والحقيقة وعدم السؤال.
وأبجديتها تصنع كلمات الكراهية البغضاء والحقد والنفور والعدوان والافتراق، وتستحضر عناصر الخراب والدمار، وتتفاعل مع الطاقات السلبية المتدفقة لمحق الألوان الزاهية، وتعزيز قيمة اللون الأسود في الحياة، لإجهاضها ودفعها إلى ويلات متوالية. وترى الأقلام المسخّرة لهذه اللغة قد اسْتُعبدَتْ، وتحولت إلى آلة لتحقيق أهداف المستعبدين لها والمزودين لها بالموضوعات والأضاليل والأموال، وغيرها من مديمات التداعي والانقراض، وتحقيق غايات العدوان بأنواعه واتجاهاته ومواقفه.
وعندما تسود لغة الفتن في الواقع البشري، في أي مجتمع، فإنه ينحدر إلى الهاوية وتكثر فيه المفاسد، وتنمحق قيمة الوطن ومعانيه، وما يتصف به من الأمجاد الحضارية والتأريخية، وتضيع قيمة آثاره وإنسانه وأرضه ومياهه وكل ما يمت بصلة إليه.
وبين لغة الوطن ولغة الفتن... مسافة تزدحم بالنور والظلام، والقوة والضعف، والنصر والهزيمة، والسيادة والهوان، والحضور والغياب.
والمجتمعات هي التي تختار لغتها وأبجديتها.
ولغة الوطن لغة طيبة
ولغة الفتن لغة خبيثة
ومَن يختار لغة الوطن يكون
ومَن يدمن على لغة الفتن يهون
و"إذا عَظّم البلادَ بنوها...... أنزلتهم منازلَ الإجلال"
و"خابَ قومٌ أتوْ وغى العيش عزْلا.... من سلاحَيْ تعاونٍ واتحادِ"
واقرأ أيضاً:
الشك الثوري / الأزمة الثورية / هل نحن بحاجة للاحتجاج على أنفسنا؟ / سروايل الثوار