عن ابن اسحاق وابن هشام. طبعة الجمالية ــ مصر عام 1914.
لما تفرقت مملكة "حمير" اليمن، وثب عليهم رجل من حمير لم يكن من بيوت المملكة يقال له لخينعة ينوف ذو شناتر فقتل خيارهم وعبث ببيوت أهل المملكة منهم. وكان لخينعة امرأ فاسقا يعمل عمل قوم لوط فكان يرسل إلى الغلام من أبناء الملوك فيقع عليه فى مشربة له قد صنعها لذلك لئلا يملك بعد ذلك ثم يطلع من مشربته تلك الى حرسه ومن حضر من جنده. قد أخذ مسواكا، فجعله فى فيه. ليعلمهم أنه قد فرغ منه. حتى بعث إلى زرعة ذي نواس بن تبان أسعد أخي حسان. وكان صبيا صغيرا حين قتل حسان.
ثم شب غلاما جميلا وسيما ذا هيئة وعقل. فلما أتاه رسوله عرف ما يريد منه. فأخذ سكينا جديدا لطيفا فخبأه بين قدمه ونعله. ثم أتاه فلما خلا معه وثب إليه فواثبه ذو نواس. فوجأه حتى قتله. ثم حز رأسه فوضعه فى الكوة، التى كان يشرف منها. ووضع مسواكه فى فيه. ثم خرج على الناس. فقالوا له ذا نواس أرطب أم يباس. فقال سل تحماس استرطبان ذو نواس استرطبان لاباس. بلغة حمير وتحماس الرأس، الذى قطعه ووضعه بالكوة. أي اسألوا رأس لخينعة. فنظروا إلى الكوة فإذا رأس لخينعة مقطوع. فخرجوا في أثر ذي نواس حتى أدركوه فقالوا ما ينبغي أن يملكنا غيرك إذ أرحتنا من هذا الخبيث. ملكوه واجتمعت عليه حمير وقبائل اليمن فكان آخر ملوك حمير.
في أدبيات أنثروبولوجيا البدائيين ورد أنه عند هزيمة فرد، فإنه يعطي علامة الاستسلام، بأن يقعي ويظهر سوءته للمنتصر. وقد تتبعت أن ترد مثل هذه الحفرية الأنثروبولوجية في تاريخ مصر المديد، دون جدوى. لم أعثر عليها. لكني قرأت في أدبيات العرب، رغم أنهم أحدث تاريخا في الظهور على مسرح الحضارة. فقد صدر هذا من عمرو بن العاص حين غلبه علي بن أبي طالب. وقد قرأتها بصيغ مختلفة.
وأوردها كما صاغها عباس محمود العقاد، في كتابه "عمرو بن العاص" ــ ص 24 . "برز علي بن أبي طالب يوما في حومة صفين. وقد طال أمد القتال، فقال: يا معاوية. علام يقتتل الناس؟. ابرز إليّ أو أبرز إليك. فيكون الأمر لمن غلب. وجاء في روايات شائعة أن عمرا قال لمعاوية يومئذ: والله لقد أنصفك الرجل. فظن معاوية أنه يغرر به ويدفع به إلى هلاكه طمعا في دولته. فأقسم عليه ليخرجن للمبارزة التي أغراه بها. فلما غشيه علي بالسيف رمى بنفسه إلى الأرض وأبدى سوءته. فضرب علي وجه فرسه وانصرف عنه".
أحزنني وأتعسني أن أشاهد هذا المنهج يتبعه رجال الأمن لإذلال المصريين رجالا ونساءا بأمر من جماعة الإخوان غير المسلمين!!
واقرأ أيضا:
الوحش! / يوميات قرص دواء ! / الحاكم الذي أعاد إنتاج بلهنية الخليفة هارون الرشيد !!