الثورة لا يمكنها أن تسمى كذلك وتحافظ على زخمها وقدراتها المعبرة عن التغيير المتواصل في الحياة، إذا لم تؤمن بتسلق سلم الصيرورة الإنسانية الأفضل. وليس من الصائب أن تتحول الثورة إلى حالة راكدة ومدثرة بالسكون. ولكي ترتقي الثورة وتتألق لابد لها من الاعتماد على التربية والثقافة المعاصرة والتعليم الحديث، وأن تهتم بالمدارس والكوادر التربوية والتعليمية، وأن تنظر بعين الجد والاجتهاد إلى مساعدة الناس للخروج من حالتهم الصعبة أو الفقيرة.
فالثورة التي لا تعمل على تقليل عدد الفقراء وزيادة عدد المواطنين المرفهين، ليست بثورة، وإنما عورة. ولهذا فإن عليها أن تبني الاقتصاد القوي وتمنح الثقة بالقدرة على التقدم والرقاء وعلى جميع المستويات. ولكي تنجز ذلك لا بد من خطة متجددة للنمو والتطور الاقتصادي الصائب.
إن الثورات الحية هي التي تساعد موجودات القاع على النهوض، والتحليق في فضاءت التعبير المطلق عن الطاقات والوصول إلى الأهداف والطموحات.
ومن واجب الثورات أن تغذي حلم الشباب بالعمل الجاد، وتوفر لهم عوامل العطاء الحضاري الذي يحقق تطلعاتهم الإنسانية، وفي هذا الشأن يكون لطاقات الأمل تأثير كبير في مسيرة الحياة المتنامية. ومن غير الثورية أن يختنق الشباب، ولا يجد الفرص المناسبة للعمل والعطاء والقدرة على تأسيس العائلة.
فالثورات العربية مطالبة ببناء الثقة بالعمل والنفس والوطن والأنظمة السياسية التي أوجدتها، وأن تكون رؤيتها اقتصادية علمية ثقافية تستند على العقل، وتنطلق منه نحو فضاءات الحياة الرحبة.
فهل امتلكت الثورات العربية خطة واضحة للارتقاء والتقدم؟
وهل استثمرت في ثرواتها التشرية؟
وهل ستعبّر رؤيتها عن الوطن أولا والعائلة أولا؟ أم أنها ستؤسس لمشاريع الفاقة والعوز والاعتماد على الغير؟!
10\10\2012
واقرأ أيضاً:
الشك الثوري / الأزمة الثورية / هل نحن بحاجة للاحتجاج على أنفسنا؟ / سروايل الثوار / لغة الوطن ولغة الفتن