كنت أروح وأجيء في سيارتي كل يوم "منصانة" كما ظننت... لظروف العمل أصبحت مضطرة لركوب المترو مرة إلى مرتين في اﻷسبوع، وبالطبع مواصلات مختلفة من وإلى المترو، اتضح لي أني أفتقد الكثير، في تطورات تحصل... من أول الترم لم أشاهد ولا حالة ركوب رجال لعربة السيدات، كما أن فن التسول تطور كثيرا، أقول فن التسول وأنا أقصدها وأتذكر من قال لي يوما أن التسول فقرة مسرحية، والمتسولون يمثلون المونودراما باقتدار، ولو عجبتك النمرة بتحفزك تطلع الفلوس... :)
اليوم شاهدت طفل متسول، قدير، ممثل ممتاز، رائع، يصوغ فقرات تمثيليته بحرفية وبراعة منقطعة النظير، اﻷول قعد يهزر مع البنات ويقول لهن: ينفع كده تخبتوني، دانا زي أخوتكو، وضحك من البنات ومنه، كنت جالسة أقرأ مجلة، راح وقع نحوي وإيده ع المجلة، رفعت المجلة ودفعته بها، قعد يدعي علي والناس تقوله حرام عليك، طنشته شوية، ظل يلقي إلي بالكلام، شلت المجلة في الشنطة ولبست نظارة الشمس ﻷحرمه من "اﻵي كونتاكت" رجع يهزر مع البنات، ناس طلعو فلوس وادوله... o_O قعد يلف حواليا ثم قعد جنبي، طناش كبير مع حرص ع شنطتي، بدأ يخبط على ذراعي، بصيت وقلت له أنا مش عاوزة ألعب معاك، بص لي بصة ضعف واستعطاف، قعد يدعي لي.
إيدين الناس اتحطت على جيوب الفكة تاني، وبدأ الممثل يلم غلة الفصل الثاني من المسرحية.... جاءت امرأة وجلست هي وأطفالها جنبي، بدأ يبكي، والبنات يقتربن منه ويسألنه لماذا تبكي، عاوز أقعد، وسعت له الست فضل برضه يبكي... وجلس متحسرا..... تاتاتاتااااااا، بنت نازلة أعطته عشرة جنيهات..... انتهت المسرحية. جلس الممثل البائس بلا أي تعبير على وجهه يعد الغلة.... :)
واقرأ أيضاً:
ماذا تعني لك المدونات؟ شكرا أيها الطبيب! / ماذا تعنى لك المدونات؟ مشاركة / بانتظار خديجة.... بانتظار محمد...