سلامٌ من صَبا ألمي وشعري
وإمعانٌ بأفكارٍ وأمرِ
لإنسانٍ به الإنسانُ يرقى
وأشعارٍ, هنا بزغت كفجرِ
فأحْيتْ روحَ مخلوقٍ يُعاني
جهالة سِفرهِ في كنهِ سِفرِ
حسبْتُ ديارها ذاتَ اندحارٍ
وإنّ شِراعَها يَذوي ببحرِ
وما عَرَفتْ إذا نَظرتْ سَتدري
وأغوتْ كلّ طالعةٍ بسحرِ
كأنّ الروحَ يا (دَنتي) أباحَت
عن السلفِ المُعنّى بالديار
بآتيةٍ منَ الأشواق تحدو
منابَعها لواضحةِ الخيارِ
ومنها كلّ مطلوقٍ تغنّى
بألحانٍ من الزمنِ المُباري
أعانقُ روعةً في فيض قولٍ
وأشدو نغمةً ذاتَ انبهارِ
أهاجرُ في نسائمها كأني
بريقَ الضوءِ أو شُهبَ المَدار
أعاتبها وقلبي دون نبضٍ
وعقلي من وداعتها كقطرِ
أبوحُ لها وما باحت وبانت
وتلهيني بعاصيةٍ ونُهرِ
وكمْ قالتْ وما فعلتْ وأبْدتْ
قلوبُ الخلق تدعونا لطُهر
وما صَدَقتْ وأخْفتْ ما أرادتْ
بتضليلٍ وتوهيمٍ وذعرِ
فعنْ لهفٍ ومَوْجَدةٍ وشوقٍ
إذا صَدَحَتْ مَناقبها ستُبري
أسائلها ورأيٌّ دونَ ظنّي
وأخشاها إذا أزِفتْ بحُجري
تعانقني وروحي لا تراها
ونفسي في مَساوئها لدهر
فخذ نفسا تأججها بقبْحٍ
أمانيها كساعيةٍ لغدرِ
وإنْ سُجرَتْ بنيرانٍ تنادتْ
فقدْ عَذبتْ بأجّاجٍ وسَقرِ
وكمْ سَرقتْ مَعانيها وطافتْ
بعنوانٍ وذو العينين يُغري
سَلوْ وجعا بأوجاعٍ تحلّى
وأحرارا إذا حنّت لأسْرِ
ومَرهونا بأصفادٍ وذكرى
وأفئدة إذا هتفتْ بذكرِ
ومجروحا بجارحةٍ وأخرى
أباحتْ عن ضراوتها بنكرِ
وأوفتْ كلّ مألومٍ مناهُ
وأشقتْ كلّ ساعيةٍ بخسرِ
وما بلغتْ بنا الأيامُ شأوا
ولا فتحتْ لنا أملا بقدْرِ
جحيماتٌ من النيران تُروى
وأبدانٌ إذا كبرتْ لحَشرِ
وعاصمة من الإغراق غرقى
وشاهدة على زمنٍ ستضري
تدور بحالها والناس حيرى
وما هَجعتْ ولا حَلمتْ بخدر
وكمْ عَصَفتْ وأشقتنا جميعا
ودامت في مداولةٍ وسجرِ
صَحوْنا عندما قالت تعالوا
فغبنا عن مواطِنها كنُذر
بريئٌ ما جنى أبدا ويبقى
له ذكرٌ ومنحوتٌ ببترِ
أرادَ وجودَها أدباً وعِلماً
وأنوارا يساقيها بصبْرِ
وكمْ حملَ المآسي دونَ عجْزٍ
فداواها بإبداع وفكر
وأضفى كوْنهُ فوقَ إكتنانٍ
تنامتْ روحه وسَعتْ بصَدر
تماحتْ كلّ آتيةٍ وغابتْ
وقد بقيتْ مَعالمَه كبدْر
فمِنْ هذا ومِنْ أربٍ ومجدٍ
تولّدتِ الروائع دون عًسرِ
مُجاهرتي بقاسيةٍ وأخرى
أرى سُحبا تداهمنا وتجري
ومَن بلغَ المَعالي جاءَ مَجدا
تولاهُ بساطعةٍ وفخرِ
فذكّر ذاتَ إبداعٍ تجلّى
وساهِمْ في سعادتها بجَهْر
"معرّيْ" قد تولاها بزهدٍ
وإبحارٍ بخافيةٍ وعصْرِ
حضاراتٌ لنا والناسُ غَفلى
ومِنْ جَهَلٍ أرى قدِمتْ لقهرِ
عناصرُها بأعاقي وروحي
وفحْواها يُسابقني ويُغري
وليْ فوق العُلى برهانُ حقٍ
أواطِنهُ ويَحميني ويُقري
فهلْ ظهرتْ وما بَرزتْ لغيْري
وأضْحَتْ ذاتَ إحجامٍ وسِترِ
عَصائِبُها كأشلاءٍ تناهتْ
وأشواكٍ بباديةٍ وصُحْرِ
* دانتي هو الشاعر الإيطالي صاحب الكوميديا الإلهية, التي تذكرنا برسالة الغفران لأبي العلاء المعري. وهذه الكلمات مكتوبة قبالة البيت الذي كان
واقرأ ايضًا:
أقبلت يا عيد الأحزان / لماذا يا دمشق لنا المآسي / أشواق حسينية!! / جسور من جهالتنا تهاوت!! / حَبيبُ الله