غسالتنا المعطلة**
اتصلت زوجتي بمركز الصيانة فبعثوا مهندساً لإصلاح الغسالة، عاينها قائلاً أن العمل فيها قد يستغرق الأربع ساعات! فقلت: " حسناً، تفضل باشر عملك"، طلب الرجل قدحاً من الشاي أوصيت زوجتي بإعداده وأن تجعل معه بعض" البسكويت"، بينما بقيت واقفاً قربه وهو يعمل.
كان التلفاز مداراً على قناة سي بي سي يبث برنامجاً كرّسته مذيعته لميس لشن هجوم شرس على مرسي والإخوان وذمّهم وشتمهم، فقال المهندس بعصبية:" ماذا فعل لأجلنا مرسي؟! إن هذا الرجل إلا ابتلاء من الله أنزله بنا، حال البلاد في تراجع مستمر وووو..." احتفظت بصمتي مستنكفاً عن التعليق وطلبت إليه أن يتابع عمله فيما أحضرت زوجتي الشاي.
مرّت دقيقة ضربت بعدها الغسالة بقدمي ضربتين، فتسائل المهندس:" خيراً يا أستاذ؟" فرددت بأن لا شيء وأن ينهي عمله. دقائق قليلة وكررت فعلتي بضرب الغسالة لكن ثلاثاً هذه المرة! فما كان من المهندس إلا أن كرر سؤاله بانزعاج:" خيراً يا أستاذ؟" فأجبت:" لا شيء، فقط ركّز في عملك وحاول إنهاءه" لم يمرّ كثير من الوقت حتى عدت أضرب الغسالة مرة أخرى خمس ضربات قوية، عندها غضب الرجل وصاح متذمراً:" لا يمكنني العمل بهذه الحال، هذا أمر لا يحتمل، وحضرتك لا تفصح عمّا تريد!" فقلت بهدوء:" اشتغل، ركّز في شغلك" فما كان منه إلا أن ألقى بالمفك في حقيبته واستنكر قائلاً:" كيف لي أن أعمل وأركّز وأنت تقطع عليّ تركيزي وتثير جلبة في موضع عملي! كما أنك لا تقول ماذا هنالك وترفض الردّ عليّ" ثم بدأ يشتم ويصيح.
هنا قهقهت عالياً وقلت له:" أيها الرجل الطيب! إذا كنت قد صرخت وفقدت صبرك في عشرة دقائق من بضع ضربات وقد طلبت أربع ساعات لإتمام عملك، فماذا عساه الحال عند مرسي الذي يرمى بالطوب والمولوتوف ويُشتم ليل نهار في كل قنوات التلفاز ويواجه اتهامات باطلة وإدعاءات بالتكفير وإشاعات وأخبار كاذبة، بينما جهاز الشرطة يقف ضده وكذلك القضاء، أما الجيش فلا زال يفكر ويتردد فيما سيفعل! هل يجوز لي أن أردد على مسامعك كل دقيقتين أنك مهندس فاشل وأنك عاجز عن إصلاح الغسالة وأنني سأطلب مهندساً آخر ليصلحها؟! هل ستتمكن عندها من أداء عملك على نحو سويّ؟ ألا يتوجب أن نعطيه فرصة الأربع سنوات ونساعده ونهيئ له الجو المناسب للعمل لنرى إن كان جديراً بالرئاسة؟ فإن لم يكن عندها نجلب رئيساً غيره! ألست محقاً؟! لقد طلبت أربع ساعات لإصلاح الغسالة، وأعددنا لك شاياً! فهل من الإنصاف أن أسألك لماذا الغسالة مازالت معطلة بعد خمسة دقائق فقط من بداية عملك، وحتى دون أن تشرب الشاي الذي طلبت؟! هل يجوز هذا؟!..
ضحك المهندس وقال:" لقد غلبتني؛ عندك حق فيما تقول، وأنا مخطئ فعلاً فيما قلت عن مرسي! وسأصلح لك الغسالة على حسابي لأنك رجل ظريف حقاً!".
**وصلتنا هذه القصة بالعامية المصرية على البريد الإليكتروني للموقع من المهندس محمد شريف كامل (مصري كندي) ووقع تحتها منقول، فرأينا أن تعاد صياغتها بالعربية السليمة لنتمكن من نشرها على مجانين..... وقامت بالصياغة أ. لميس طه
واقرأ أيضاً:
ما زلنا نحفر! / الترهات الماكثة / نا حين لا تدلُ !! / يا ألله ُ !! بعد 6 ليت أنا ما كبرنا!!! / تقوى ! / كوفاد / من قصيدة لبغداد / عسى..يا عَسى! / تعالي..تعالي! / لُعْـبَةُ الزَّوجينِ !