قالت لي وهي غاضبة، "لماذا نقبل كل هذا الكم من الاتهامات والتخوين والشتائم، أنا مصدومة في أناس من أقاربي وعائلتي كيف يصدقون بل ويشاركون في إلقاء الاتهامات ونعتنا بأقذع الصفات والألفاظ"
قلت لها في هدوء، "عزيزتي، خذي نفساً عميقاً ثم دعينا نتحدث عن الأمر بموضوعية، نحن شعب تربى عقوداً طويلة على أن السياسة أمر سيء أو كما يقال واعذريني في اللفظ، إن "السياسة لعبة قذرة"، وبالتالي فإن من يعمل فيها أو ينافس عليها أو على الحكم هو بالتأكيد شخص سيء، ونواياه لابد وأن تكون خبيثة ، كما أننا تعودنا أن من في سدة الحكم لابد وبالضرورة أن يكونوا أشخاصاً سيئين ينتفعون ويسرقون ويمكنون لأنفسهم على حساب الشعوب، أليس كذلك يا عزيزتي؟"
أومأت برأسها مترددة دون أن تعلق
فأكملت قائلة، فلماذا تغضبين يا صديقتي حينما تجدين الناس يصبون جام غضبهم واتهاماتهم على من فوجئوا بهم بعد الثورة وهم يتحركون في جميع دوائر السياسة، وينافسون على الحكم؟
لماذا لا تتفهمين أن ذلك النظام الغاشم السابق شوه مفاهيمنا كشعب عن أبسط حقوقنا وإمكاناتنا وتسبب في تشكيل هذه القناعات التي أحدثك عنها، أنا شخصياً أتفهم تماماً تلك المخاوف والشكوك التي تنتاب العامة تجاه من تنتمين وأشرف بالانتماء إليهم، -وأعني الإخوان المسلمين-؟؟؟؟
قالت في حزن، "وهل علينا أن نظل نستقبل السهام والنصال لأننا نتفهم ما تقولين؟"
قلت لها "فكرت في ذلك عدة مرات، ثم اتخذت قراري"
قالت وما هو؟
قلت لها أن أتحدث وأتفاعل وأندمج وأشارك بكل قوة
قالت باستغراب، تتحدثين؟
قلت لها، نعم. صديقتي، لن أتحدث حديث دفاع عن من أنتمي إليهم، لكنني فقط سأحكي عن ما أعرفه وأفهمه عن الإخوان المسلمين، وسأرفع شعاراً، دعوة للتعارف، عش معنا لمدة شهر
قالت في إحباط، "للأسف يا عزيزتي ما تتخيلينها مبادرة جديدة من جانبك، قام بها الكثيرون قبلك فلا تتعبي نفسك"
قلت لها، لكنني لن أدافع أو أنحاز للإخوان، أنا فقط سأتحدث عن ما أعرفه بكل صدق عن هذه الجماعة، وللجميع الحق في تصديقي أو عدم تصديقي
أعرف أن مقالي هذا وهو الأول في سلسلة مقالات بعنوان دعوة للتعارف، قد يلاقي هجوماً شديداً، واتهاما لي بإخفاء الأخطاء التي سيقول قائل، لا يا سيدتي ليس سبب هجومنا فقط هي ما ذكرته عن قناعات راسخة لدينا حول السياسة، بل إن هناك الكثير من الممارسات والأخطاء التي ارتكبها الإخوان وساهمت بقوة في هذه الحال التي تصفينها؛
ولهؤلاء أقول "لست أطلب منكم سوى أن تتحلوا بقليل من الصبر حتى تكملوا قراءة ما سأكتب، ثم لكم كامل الحق في تقييم مدى موضوعيتي وصدقي في عرض الأمر بعد ذلك"
حسناً، إذن فأنتم جميعاً قرائي الأعزاء مدعوون للحلقة الأولى من مبادرتي، دعوة للتعارف، فلتستعدوا للقراءة "بهدوء"، وحبذا لو جلستم في وضع مريح، وحبذا أن نحتسي كوباً من الشاي الساخن ونستعد معاً للإبحار في رحلة تعارفنا الصادق والحقيقي...... فهيا بنا
واقرأ أيضاً:
زينة المرأة ليست للإغراء مشاركة1 / خسران الشرف، تأملات في التأملات / ثورة... ثورة.... حتى النصر